الصداقة والحب بين الرجل والمرأة

الصداقة والحب , الرجل والمرأة

تُعد الصداقة قيمة حقيقية لا غنى عنها في العلاقات الإنسانية والمجتمعية ولكن هل يمكن أن يكون الرجال والنساء بصفة خاصة مجرد أصدقاء؟ وهل توجد صداقة بينهما بلا جذاب عاطفي؟ تثير هذه التساؤلات دائماً النقاش والجدل نظراً للاختلاف الكبير بين أهداف الرجال والنساء حول الصداقة.

هل يُعد الحب أساساً للصداقة؟

يرى الطبيب النفسي الدكتور محمد الدندل أن الحب هو انجذاب عاطفي لشخص ما نحو الآخر وليس مرتبط بالصداقة بحد ذاته على الرغم من أنه قد يتسبب في نشأ العلاقات العاطفية بين الجنسين بشكل يتماشى ما يسمى بالحب من أول نظرة حين يلتقي الشخص بفتاة أو العكس.

إلى جانب ذلك، قد تتحول الصداقة في بعض الأحيان إلى حب بين كلا الجنسين خاصة مع وجود الزمالة أو معرفة متبادلة في أماكن العمل أو في أماكن أخرى كالجامعات، ولكن على الرغم من ذلك لا توجد علاقة مباشرة بين الحب والصداقة عند كلا الجنسين وليس شرطاً للحب أن يكون هنالك صداقة التي تُعد بمثابة قيمة إنسانية وتحدث لكل البشر سواء كانوا رجال أو نساء.

هل يمكن أن تحدث الصداقة بلا انجذاب عاطفي بين الجنسين؟

لا شك بأن هناك فرصة دائماً لحدوث الحب بين كلا الجنسين اللذان تربطهما علاقة الصداقة ومن ثم يحدث انجذاب عاطفي بينهما وهذا ليس سُبة وإنما هناك إمكانية تحول لهذه العلاقة إلى الحب – بناءً على ما ذكره الطبيب النفسي.

بالإضافة إلى ذلك، يجدر الإشارة إلى أن علاقة الصداقة بين الرجل والمرأة تُعد قائمة على الاحترام المتبادل بينهما وليس الأمر كما يسوق له بعض الناس كما في مفهوم الشرف وهو المفهوم الريفي القبلي إلى حد ما كما أن هناك تفسيرات دينية تمنع وجود علاقة بين الرجل والمرأة في ظل وجود شكل من أشكال الهيمنة على المرأة بشكل خاص وبالتالي تأتي التفسيرات الغير مرغوبة في علاقة الرجل بالمرأة على لسان الذكور مثلما رأينا في قضية الرئيس الأمريكي السابق كلينتون، وهذا يشير إلى أن مفهوم الخيانة له علاقة بالهيمنة الذكورية وهذا موجود بكثرة في المجتمعات العربية والقبلية.

هل للتربية الاجتماعية دور في رسم شكل علاقة الرجل بالمرأة؟

تابع ” الدندل “: للأسف إن التربية الدينية في مجتمعنا لا تعني الدين في حد ذاته لأن الدين لا يمنع وجود علاقة بين الرجل والمرأة لأنه في دين الإسلام على سبيل المثال كانت المرأة تشارك في الغزوات والحروب ولكن التفسير الذي يمنع هذه العلاقة هو تفسير ذكوري قبلي للدين، لذلك فإننا قد نلاحظ أن المرأة في بعض الدول الشرق آسيوية قد تصل إلى مرتبة رئيسة للبلاد بينما في مناطق أخرى من العالم يعتبرون تولي المرأة لمركز ساسي هو شيء مخالف للدين.

أما عن التربية الاجتماعية فيمكننا القول بأن المرأة في مجتمعاتنا إلى الآن لم تأخذ حقوقها بشكل كامل، لذلك فإنها تقود حملات مجتمعية كبيرة لتنعم بهذه الحقوق مثلما نرى في العراق والسودان ومصر ولبنان، ومن ثم فإن التربية الاجتماعية تتغطى بغطاء الدين عند بعض الذكور الذين يتسلحون الدين ليحصروا المرأة في أماكن محددة مثل اعتبار عمل المرأة بمثابة خروج عن الدين، لذلك فإننا ندعوا إلى تمكين المرأة في المجتمعات العربية مثلما نرى في المجتمعات الغربية التي أعطت للمرأة مراكز مهمة على مستوى السياسة والاقتصاد وبالتالي فإنها استطاعت حماية نفسها من كثير من المضايقات التي قد تصل إلى التحرش.

وأخيراً، بشكل مؤكد يمكن أن تنتقل علاقة الزوجين من علاقة حب وود إلى علاقة صداقة لكن ذلك يستدعي تحدياً كبيراً من كلا الطرفين وهذا ما نراه جلياً في بعض العلاقات القائمة الآن على الاحترام المتبادل في المقام الأول.

أضف تعليق

error: