الوسواس القهري والخوف من السفر

الوسواس القهري والخوف من السفر

تفاصيل الاستشارة: قبل حولي سنة سافرت إلى منطقة، وفي منتصف الطريق شعرت قبل أن أصل إلى المكان الذي كان من المفروض أن أبقى به يومين – كما ذكرت – في منتصف الطريق شعرت بالغربة إلى أهلي، وحدث لي شيء غريب تحت ضغط نفسي، ولم أملك شيئًا للعودة إلى البيت، وفي نفس الوقت قضيت به يومين. وبعدها رجعت بمرض غريب لم أعرفه سابقًا.. كنت أكره أن أبتعد عن البيت حتى ولو 10 كم.. راجعت طبيب، فأعطاني أدوية كانت جيدة ساعدت على تحسن الحالة.

ولكن الآن هناك مرات تتكون عندي أفكار غريبة.. مثلاً لا أريد السفر، علمًا بأنني كنت قبل هذه الحالة المعروفة باسم “السفير” في البيت، أو أخاف من الأماكن العالية بحيث يتكون لي تصور أنه سوف يرمني شخص ما أو أفقد السيطرة على نفسي، أو العبور على الجسور، وغيرها من الأفكار السخيفة التي أطاردها وهي تطاردني.. أنا أعرف أنها من الوسواس.. أنا عندي إيمان قوي بالله، وهو الذي يعطيني القوى لمواجهة هذا المرض.. إني أسال الله الشفاء، وأسألكم عن كيفية العلاج.

مرَّت على حالتي سنة. لا أستعمل الأدوية. عدة مرات أشعر بحزن شديد. في النهاية أشكر وأحمد الله على كل حال. وبالمناسبة إني أعمل 7 ساعات على الحاسبة.

⇐ د. أمل المخزومي «طبيب نفسي» أجابت الاستشارة؛ فقالت: الأخ الكريم.. لقد اطلعت على الحالة التي تشكو منها، حبذا لو وضحت ظروف السفرة التي قمت بها لمساعدتنا كثيرًا على تشخيص الحالة؛ لأن الحالة التي تعاني منها جاءت نتيجة للظروف التي أحاطت بتلك السفرة وليس السفر نفسه؛ لأنك من النوع الذي يسافر كثيرًا بحيث أطلق عليك بالسفير. ولا أدري هل حدثت لك ما يشبه تلك الحالة سابقًا؟

أعطى بعض الاحتمالات لتلك السفرة بالشكل التالي:

  1. قد يكون هناك نوع من الإجبار على تلك السفرة في الوقت الذي ولَّد لك نوعًا من التحدي اللاشعوري والذي انعكس عليك بشكل وسواس قهري.
  2. قد يكون هناك صراع متعلق بالسفرة له جانبان (إيجابي – وسلبي)، وكانت كفة الجانب السلبي متغلبة على الجانب الإيجابي.
  3. قد تكون لديك حالة لا شعورية ترفض ذلك السفر، وهو ما أدى إلى نوع من الميكانزمات الجسمية القوية التي أدت إلى ظهور الحالة، إضافة إلى أن هناك احتمالات أخرى أنت أدرى بها. حبذا لو استطعت توضيحها بشكل كاف.

للسيطرة على ما تشعر به عليك ما يأتي:

  • قد يكون هناك ارتباط قوي بين حالة المرض والمواقف والجماعة التي ذهبت إليها، وقد يكون هناك عدم الرغبة في ذلك السفر، أو أنك كنت متخوفًا من مجابهة بعض المشاكل نتيجة للمقابلة بينك وبين من تلتقي بهم في تلك السفرة، أو هناك حادث حدث أمامك. وما إليها من مؤثرات من الصعب التعرف عليها من خلال رسالتك التي لم تُشِر إلى حالتك وظروف تلك السفرة، عليك التدقيق في جميع الظروف التي أحاطت بالسفرة وتحليلها لغرض الوصول إلى السبب الأساسي الذي أدى إلى الحالة.
  • إن القلق الذي سيطر عليك نتيجة لتلك السفرة قد لعب دورًا كبيرًا في ظهور الحالة، عليك تحليل ذلك أيضًا ووضع إصبعك على مثير ذلك القلق والتخلص منه.
  • إن الخوف الذي سيطر عليك من الأماكن المرتفعة والجسور وغيرها قد يكون مرتبطًا بالسفرة. ولا أدري هل عبرت جسرًا أثناء ذلك السفر؟ هل صعدت مرتفعات؟ فهذا الارتباط هو الآخر لعب دورًا مهمًّا إذا كنت سابقًا لم تشتكِ من حالة الوسواس. أما إذا كنت تشكو من الوسواس سابقًا، فهناك سبب قد غلَّفه النسيان وهذه السفرة أثارته مرة أخرى، وبالتحليل النفسي يمكن الوصول إلى الأسباب المباشرة لذلك.
  • إن عقلك الباطني قد نظَّم شكلاً متجانسًا بين الخوف والصراع والقلق، بحيث كانت المحصلة هي الحالة التي أنت عليها.
  • عليك تحليل الحالة التي كنت عليها أثناء السفر وتخبرني بها إن استطعت؛ كي أستطيع أن أعطيك توصيات بناء على ذلك.
  • إن إيمانك بالله سبحانه يساعدك كثيرًا على اجتياز هذه المحنة.
  • عليك التخلص من القلق الذي أنت عليه، وذلك بالاسترخاء التام يوميًّا على الأقل 15 دقيقة، وكلما استطعت أن تأخذ وقتًا أكثر كانت النتيجة أحسن.
  • عليك السيطرة على الحزن والكآبة إن كانت لديك بأي شكل من الأشكال.
  • أن تشغل نفسك بما يريح أعصابك وفكرك.
  • أن تتجنب التعرض لمواقف تثير القلق لديك أو الانزعاج.
  • مارس أنواع الرياضة، خاصة رياضة اليوجا.
  • بحكم عملك على الحاسب والذي يسبِّب التعب لك.. عليك أن تأخذ استراحة فكرية وجسمية كل ساعة عمل على الأقل 10 دقائق؛ كي تتخلص من التوتر الناتج عن التعب.
  • خذ نفسًا عميقًا واحتفظ به للحظات، ثم اطرحه وكرِّر العملية ما استطعت إليه.
  • سيطر على الأفكار السلبية التي تخطر على فكرك ولا تدعها تسيطر عليك، وإن إيمانك وعملك الذي يستمر سبع ساعات يساعدك على ذلك.
  • اقرأ عن الوسواس القهري بنوعيه (تسلط الأفكار – وتسلط الأعمال) في الاستشارات التالية: ما علاج عصاب القلق؟ + الوسواس القهري بنوعيه «الفكري والفعلي»
  • لا تهمل العلاج الذي أعطاك الطبيب إياه، خاصة إذا شعرت بأن فيه فائدة.
  • حاول أن تستعين بآيات قرآنية بحيث يطمئن قلبك لها وفيها.
  • كن مطمئنًا بالشفاء بعون الله ﷻ، وذلك أن الكثير من المصابين بحالات التسلط بنوعيه (تسلط الأفكار، وتسلط الأعمال) قد شفوا من الحالات، وبضمنها المستعصية، ولا تخف فالمرض يمكن علاجه بالإرادة القوية والإيمان القوي.

مع أطيب الدعاء بالشفاء العاجل.

أضف تعليق

error: