«العيديات» و«المدارس» تكسر ظهر الأُسَر

«العيديات» و«المدارس» تكسر ظهر الأسر

واجهت العديد من الأسر معاناة في توفيق أوضاعها المالية لمقابلة عيد الفطر ومستلزماته في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار خاصة بعد ما ابتلعت موازنة شهر رمضان معظم دخلها.

هذه الإشكالية كان بالإمكان تجاوزها وغض الطرف عن «سوق العيد» لولا الالتزام الصارم بالعادات الاجتماعية الممارسة في العيد خاصة شراء الملابس والأحذية الجديدة للأطفال وعيدياتهم وعيديات الوالدين والزوجات، وغير التزامات تجهيز البيوت وشراء الحلويات وغير ذلك، وهي موازنة ذكر البعض أنها تساوي راتب ثلاثة أشهر من الحجم المتوسط.

وقالت السيدة أم مسعود إنهم أصبحوا يعيشون هذه الضائقة المالية طوال العام: «أبذل جهدا خرافيا في الالتزام بالصرف في حدود راتب زوجي المعلم، لكن رمضان له خصوصيته ومهما حاولت أن تقتصد فلن تفلح».

وذكرت أن راتب زوجها لا يكفي لسداد ما استدانوه لشهر رمضان وتجهيز حاجات العيد من عيديات وخلافه، غير أن ننسى تجهيزات العودة إلى المدارس وهي تزيد من وطأة الأمر».

بيع الذهب

وأضافت أم حسن أن راتب شهر شعبان تلاشى قبل أن ينهوا الأيام الخمسة الأولى من رمضان مما اضطرهم إلى بيع جزء من مصوغاتها الذهبية لإكمال الشهر: «أما راتب رمضان فسيلحق راتب شعبان، فالبنود لا تزال مفتوحة ومنها مصاريف العيد وتجهيزات العودة إلى المدارس، ويبدو أنني سأبيع ما تبقى من ذهبي».

ودعت أم حسن جهات العمل أن تمنح موظفيها وعمالها راتب شهر كسلفية في رمضان تستقطع من رواتبهم لاحقا على دفعات حتى تتوازن الأمور.

وذكرت السيدة أن الكثير من الأسر تجد نفسها مجبرة على الاستدانة لتغطية نفقاتها وحاجاتها خاصة مع الارتفاع المتصاعد في الأسعار في وقت لا تكفي الرواتب لمقابلة كل تلك البنود: «تشهد الأسواق حالة من النشاط الملحوظ استعدادا للعام الدراسي الجديد والعيد، فمحال الخياطة النسائية مكتظة بأقمشة مراييل المدارس وزي الجامعات والمعلمات وكذلك محال المستلزمات المدرسية تعرض بضائعها من الزي المدرسي والقرطاسية والحقائب والأحذية على واجهاتها، الأمر الذي يمثل إرهاقا على كاهل الأسر متوسطة الدخل والتي لديها كثير من الأبناء في سن المدارس».

موازنة طوارئ

من جانب آخر قالت المحاضرة في قسم الاقتصاد بجامعة تبوك الدكتورة عزة فضل إن على الأسر وضع موازنة تناسب دخولها حتى لا تقع في أزمات مالية وتجد نفسها مضطرة للاستدانة، مع أهمية ادخار جزء من الراتب للطوارئ والمناسبات. أو بالإمكان شراء ذهب بأي فائض يتوفر من المال والاحتفاظ به للاستفادة منه عند الحاجة.

ودعت الدكتورة عزة الأسر إلى تبني خيارات تسوق أكثر اقتصادية خاصة مع توافر البدائل الجيدة النوعية والتي تتميز برخص أسعارها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top