المنطق يا متعلمين يا بتوع المدارس

بشكل أقل تعقيدا إذا ما أردنا شرح المنطقية عند الفيلسوف «أرسطو» فهي بكل بساطة تتلخص في إجابة مرسي الزناتي التي أجاب بها عن سؤال معلمة المشاغبين حين سألته: تعرف إيه عن المنطق؟ فقال إن المنطق هو «لما واحد يضرب واحد على دماغه يوقع وما يحطش منطق»! فالنتيجة المنطقية من الضرب هي الوقوع، أما إدراك هذا فهو خاضع لتجربتنا في السابق مع الضرب كما يقول الفيلسوف «كانت» «إن مبادئ المعرفة البشرية ترتبط بمجال الخبرة التجريبية».

وبالجمع بينهما قد يصل الإنسان إلى طريقة تفكير سليمة تقود إلى نتيجة منطقية أيضا، وهذه الحاجة للتفكير بطريقة سليمة ضرورية إذا كنا نريد الوصول إلى الهدف بطريقة صحيحة، فمثلا حين فكرت حكومة دبي في ضرورة إنشاء «مترو» لفك أزمة الاختناق المروري، قادها، الإدراك والمعرفة، بالتفكير السليم لأن تنجز مشروعها الضخم بكلفة إجمالية قدرت بـ«28 مليارا» في خلال «49» شهرا فقط! وهذه نتيجة منطقية في ظل العمل المتواصل طوال هذه الفترة القصيرة حسب ما أفاد به رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات.

لكن حين يختل الميزان الذي اشترطه الفيلسوف «كانت» فإن الموضوع يصبح مجرد ميتافيزيقية لا يقدر العقل على فهمها أو تصديقها. فالإدراك شيء، والمعرفة شيء آخر. فالإدراك هو فهم الشيء فهما تاما، أما المعرفة فهي العلم بوجود الشيء.

وهذا ما علمته أخيرا في موقع «اليوتيوب» حين شاهدت مذيع الأخبار السعودي يستعرض تصريحا لمصدر مسؤول بوزارة المواصلات هذا نصه «إن الوزارة تدرس إنشاء سكة حديد تربط بين جدة والرياض وبعض المدن بالمملكة وإن هناك مشاورات وتنسيقا بين الوزارة والمؤسسة العامة لسكة الحديد، وبناء على هذه الدراسات والمشاورات سيتقرر على ضوئها عمل الدراسات اللازمة حيال ذلك!!»

فالمنطق الذي يفهم من التصريح أن هناك دراسة سينتج عنها المزيد من الدراسات. هذه الدراسات التي هي قيد المشاورات سيتمخض عنها دراسة حيال الدراسة الأولى لتخرج لنا بدراسات عن كيفية عمل هذه الدراسات!

نسيت أن أقول إن هذا التصريح كان عام «1409هـ – 1999م»!!

بقلم: سعود البشر

بعض مقترحاتي لك

أضف تعليق

error: