هل يمكن أن تسبب العادة السرية تحرك صابونة الركبة وتغير شكلها؟

هل يمكن أن تسبب العادة السرية تحرك صابونة الركبة وتغير شكلها؟

«أسامة» يسأل: كنت وللأسف أمارس العادة السرية حتى عافاني الله منها وكنت أمارسها لمدة سنة ولكن هناك شيء أريد السؤال عنه وهي أن (صابونة) الركبة عندي تتحرك، كما أن ركبتي تغير شكلها عنما كان قبل أن أمارس هذه العادة، وقال لي أحد أصدقائي: إن الجيلاتين الذي في المفصل قد قل وعلي أن أكثر من تناول الجلي.

أرجو منكم أن تدلوني على ما أفعله وآسف على الإطالة. وشكراً.

السن: 15 سنة.

⇐ فريق الاستشارات الصحية أجاب تفصيلا على السائل؛ فأوضح: ابننا العزيز.. بداية نحمد الله أن عافاك من هذه العادة الذميمة ونسأل الله سبحانه أن يقي جميع شباب المسلمين منها وأن يسدد خطاهم لما فيه الخير لهم وللأمة جمعاء.. اللهم آمين.

وبالنسبة لاستفسارك أخي الكريم ففي الحقيقة هو استفسار مكرر، فما أكثر ما يرد إلينا وإلى صفحة مشاكل وحلول للشباب عن العادة السرية وآثارها. وما ذكره لك صديقك من مسألة ارتباط الجيلاتين بتناول الجلي أو المأكولات المحتوية على الجيلاتين من الأساطير الشائعة، وحول هذه الأسطورة المكررة أجاب الدكتور معتز الدمياطي «اختصاصي التناسلية والذكورة»، والدكتورة سحر طلعت، من مستشاري صفحة مشاكل وحلول للشباب:

أخي الكريم: بعد التحية.. ما ذكره لك صديقك من مسألة ارتباط العادة السرية بآلام الركبة أو تحرك صابونة الركبة كما تعتقد وارتباط ذلك أيضا بنقص الجيلاتين ليس له أي سند علمي ولم نتوصل حتى الآن إلى أي تفسير نظري لهذه الظاهرة، وإن كان المقصود من هذه المعلومة ما يفقده الجسم من مواد غذائية تخرج مع السائل المنوي أثناء ممارسة العادة السرية وبنقص تلك المواد تتأثر كمية الجيلاتين في الجسم، فكيف بمن يجامع زوجته مرتين أو أكثر في اليوم؟! فهو أيضا يفقد كمية كبيرة من السائل المنوي.

يا بني.. إن أغلب الآثار الناجمة عن العادة السرية هي آثار نفسية، ولا نعني بذلك أن العادة السرية ليس لها تأثير على الناحية الجسمية، ولكن أضرارها النفسية أعمّ وأخطر.

وتأثيرها على الناحية الجسمية أو القدرة الجنسية يأتي بصورة غير مباشرة من خلال تأثيرها على الحالة النفسية؛ بما تسببه من شعور بالذنب، والإحباط، والعجز أمام هذه العادة، وفقدان الثقة بالنفس.

أما تأثيرها المباشر على آلام المفاصل أو ضعف النظر.. إلخ فمختلف فيه؛ فنحن لو قارَنَّا مَن يمارس العادة السرية مرات عديدة بمن يُسرف في جماع زوجته من الناحية المادية؛ فلن نجد فارقا يُذكر؛ فكلاهما يفقد كمية من السائل المنوي.

أما عن الناحية النفسية؛ فهناك فارق كبير؛ فمن يجامع زوجته يشعر بعد الجماع بارتياح نفسي، والإشباع الكامل لغريزته، وهذا يعطيه نوعا من الثقة بالنفس؛ وحينها فإنه ينسى كل الإجهاد البدني الذي يرافق هذا الجماع. فهذا هو السلوك القويم لإشباع الغريزة والذي يتماشى مع الفطرة.

أما من يمارس العادة السرية فيشعر بالتشتت الذهني، ويشعر بسبب الخيالات المختلفة التي ترد على ذهنه بعدم الإشباع الكامل لغريزته، وبالتالي عدم الاستقرار والارتياح النفسي.

وحسن استخدام هذه الغريزة وحفظ الفرج يعطي الإنسان شعورا بالثقة في النفس؛ فيبقى سليما من هذه الناحية طيلة حياته.

ندعو الله لك بالثبات والصحة والسعادة.

كان هذا أخي العزيز رأي الدكتور معتز الدمياطي والدكتورة سحر طلعت، ولقد تم عرض استشارتك أيضاً على الدكتور مراد عاصم «اختصاصي العلاج الطبيعي» وكان هذا رأيه:

أخي الفاضل.. إن العادة السرية مسألة متاحة في أي وقت وبأي عدد من التكرارات، وبالتالي فإنه يرافقها استهلاك ضخم جداً للسائل المنوي، وبما أن السائل المنوي هو غذاء للحيوانات المنوية فإنه يتكون من مواد غذائية أساسها البروتين الموجود في الجسم مع ملاحظة أن الجسم يمد أيضا السائل الجيلاتيني المحيط بالمفاصل بكمية أخرى من البروتين، وعند ممارسة العادة السرية بإفراط فإن الجسم يفقد كمية كبيرة من البروتين الذي يحتاجه الجسم لتكوين هذا السائل الجيلاتيني المحيط بالمفاصل فيحدث ضعف وهزال وصداع وهبوط في الدورة الدموية (ضعف البنية بشكل عام).

وبما أن معظم وزن الجسم يتركز على الساقين فإن أول ما يشعر به الشخص الممارس للعادة السرية هو ضعف وألم في الركبتين والمفاصل بشكل عام، أما أن تتسبب هذه الممارسة – أخي – في تغيير شكل الركبة أو أن تتحرك صابونة الركبة من مكانها فإن هذا غير صحيح وقد تكون مجرد أوهام. وعلى كل حال فإنه يمكنك مراجعة طبيب اختصاصي عظام لمزيد من الاطمئنان.

وما ذكره لك صديقك من ارتباط كمية الجيلاتين المحيطة بالمفاصل بأكل الجيلي أو المواد المحتوية على الجيلاتين قد يكون مقبولا من الناحية العملية (أي بالتجربة) لكنه مرفوض نظرياً حيث يقوم الجسم بتكوين المواد التي يحتاجها مباشرة داخله، لكن يعتقد البعض أن أكل المواد التي تحتوي على كمية جيلاتين عالية مثل الكوارع والجلي تزيد من كمية البروتين في الجسم والذي يستخدم في تكوين السائل المحيط بالمفاصل، وبالتالي فإنها تزيد من قوة المفاصل وتحملها.

فإذا كان الشاب الذي يمارس العادة السرية من الرياضيين مثلا فلا شك أن لياقته البدنية ونشاطه سيتقلصان، ويقاس على ذلك سائر قدرات الجسم.

وحول هذا – عزيزي – ذكر أحد علماء السلف “أن المنيّ غذاء العقل ونخاع العظام وخلاصة العروق”. وتقول إحدى الدراسات الطبية: “إن مرة قذف واحدة تعادل مجهود من ركض ركضا متواصلا لمسافة عدة كيلومترات”، وللقياس على ذلك يمكن لمن يريد أن يتصور الأمر بواقعية أن يركض كيلومترا واحدا ركضا متواصلا ولير النتيجة.

وفي النهاية عزيزي فإنني أود أن أشير لك ولكل من يمارس هذه العادة أن هذه الآثار التي تنجم عن ممارسة تلك العادة تختفي بمجرد التوقف عن ممارستها، وإن استمرت فإنها لا تأخذ أكثر من أسبوع أو أسبوعين على الأكثر وتنتهي.

⇐ هنا أيضًا بعض الصفحات المفيدة:

وما ننصحك به الآن عزيزي هو مراجعة طبيب العظام للاطمئنان على سلامة ركبتيك، فإن تأكدت من سلامتهما فليس عليك سوى الاهتمام بالغذاء الصحي والمتوازن.

كما ننصحك أخي بالآتي:

  • أن تقوي صلتك بربك وتذكر دائما مراقبته لك.
  • صن حواسك ونق نظراتك.
  • حاول أن توجه حواسك وفكرك في أمور كالطبيعة والتأمل في خلق الله وملكوته.
  • تذكر أن لك هدفا في الحياة تسعى إلى تحقيقه فاشغل نفسك به؛ فالنفس يا بني إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، فتقرب إلى الله ربك وادعه أن يهديك إلى الصواب.
  • أقبل على الصلاة وحافظ عليها في أوقاتها وأدها في أحسن صورة فهي أول ما نحاسب عليه.
  • أقبل على قرآنك فتعلمه، واقرأ، واحفظ، وعلم غيرك. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.

أضف تعليق

error: