الطب التجديدي والخلايا الجذعية لعلاج الأمراض

صورة , السكري , الأمراض المزمنة , الخلايا الجذعية

استخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض

يقول الاختصاصي في علاج الأورام السرطانية بالخلايا الجذعية الدكتور “شربل خليل”: أن الخلايا الجذعية هي بمثابة ثورة في الطب في الوقت الحالي، وقد بدأ التعرف عليها واستخدمها منذ أربعين سنة تقريباً في علاج الأورام السرطانية، خاصة في أمراض الدم، وقد شاهد العلماء التحول الجذري الذي حدث في أمراض الدم من لوكيميا، ليمفوما، وتلاسيميا، حيث يستمر المرضى في تناول العلاج الكيماوي لفترات لا تنتهي تقريباً.

لكن بعد استخدام الخلايا الجذعية، وتم إجراء عمليات زرع سواء من أخ، أو أخت، او ام، او اي المريض، او حتى من الخلايا الخاصة به شخصياً، تم علاج معظم هذه الأمراض بشكل كبير جدا، لذلك فنحن اليوم في حاجة لهذا الطب الجديد الذي يعرف باسم الطب البديل أو الطب التجددي.

ومن الجدير بالذكر أنه في عام ٢٠١٢ م حصل عالم ياباني على جائزة نوبل في الطب التجددي؛ حيث استطاع هذا العالم أن يعيد الخلايا الجذعية إلى خلية المنشأ، وكان ذلك بمثابة ثورة في الطب التجددي؛ حيث وجد هذا العالم أنه في كل جزء في الجسم توجد خلايا جذعية، وهذه الخلايا لديها القدرة على أن تتحول لأي نوع من الخلايا، سواء الخلايا العصبية، او خلايا البنكرياس، الغضروف، او خلايا القلب، ومن هنا بدأ الباحثين في استخدام هذه الخلايا.

لكن يظل هناك بعض التساؤلات التي يجب مراعاتها عند استخدام هذه الخلايا، وهي كيف يمكن استخدام هذه الخلايا؟ وفي أي جزء من الجسم تحديدا؟ وما هي الأخلاقيات التي يجب الالتزام بها عند استخدام هذه الخلايا؟، لذلك فحتى يتم استخدام هذه الخلايا يجب ان يكون الطبيب تابعاً لمستشفى أكاديمي، وأن لا يحيد عن اخلاقيات استخدام هذه الخلايا، وبشكل عام هذه الخلايا لم يتم استخدامها في العلاج فعلياً، لكن كل ذلك يتم إدراجه تحت بند الدراسات التجريبية فقط.

الأمراض التي يمكن علاجها بالخلايا الجذعية

هناك مجموعة من الأمراض يمكن أن نقول أنه يتم اجراء الأبحاث عليها حتى يتم علاجها باستخدام الخلايا الجذعية، ويصل عدد هذه الأمراض إلى ١٢٠ مرض، والتي من أهمها:

  • مرض السكري: فهذا المرض في حاجة إلى علاج جديد ومختلف؛ حيث أصبح هنالك حالة من مقاومة الأنسولين لدى الأشخاص الذين يتناولونه باستمرار، ويتم علاجه باستخدام الخلايا الجذعية بطريقة بسيطة، وهي أن يتم أخذ الخلايا الجذعية من المريض سواء من دهون المريض، أو من العظام، أو حتى من الحبل السري إذا كانت العائلة قد قامت بتخزين الحبل السري، ويتم ارسال هذه الخلايا إلى المختبر حيث تتحول بعد زرعها معملياً إلى خلايا بنكرياس، ومن ثم يتم زراعة هذه الخلايا في جسد المريض مرة أخرى، ويؤكد الدكتور “شربل” أن هذه الطريقة تجعل المريض يُشفى لمدة سنة أو سنتين بشكل نهائي، أو على الأقل يتوقف المريض عن أخذ علاج الأنسولين.

ومن الجدير بالذكر أن منظمة “FDA” لم تعطي موافقة نهائية لهذه الطريقة من علاج السكري، وذلك لأنه تختلف ردة الفعل لهذا العلاج باختلاف المرضى، وبالرغم من ذلك، وبالرغم من أن تكلفة هذا العلاج عالية جدًا، فقد تم اجراء هذا العلاج بنجاح تام لستة مرضى.

  • إصابات النخاع الشوكي.
  • مرض باركنسون (Parkinson’s disease)، والزهايمر (Alzheimer’s disease).
  • أمراض القلب، والسكتة الدماغية، إضافة إلى التهاب المفصل التنكسي (Osteoarthritis).
  • بعض أمراض الدم، حيث تُستخدم الخلايا الجذعية الخاصة بالدم حالياً في علاج بعض الحالات، مثل توفير مصدر لخلايا الدم السليمة للأشخاص الذين يعانون من بعض أمراض الدم، مثل التلاسيميا (Thalassemia) ومرضى السرطان الذين فقدوا هذه الخلايا خلال فترة العلاج.
  • بعض مشاكل الجلد، حيث استُخدمت الخلايا الجذعية الخاصة بالجلد لتوليد بشرة جديدة للأشخاص الذين يعانون من حروق شديدة.

كيف يتم التعامل مع المريض بعد العلاج؟

بعد أن يتم إجراء زراعة الخلايا الجذعية للمريض، يجب أن يكون هناك متابعة مستمرة للمريض؛ فبالرغم من أن تكلفة هذه العملية تتراوح بين ١٠-٢٠ ألف دولار، إلا أن التكلفة الحقيقية تكون بمتابعة المريض بعد العملية.

ويشير الدكتور “خليل” إلى أهمية ان ينعزل المريض بعد العملية لمدة شهر في منزله، وذلك حتى يتم تجنب العدوى بأكبر قدر ممكن، كما يجب أن يتم تجنب العدوى بالانتباه للفواكه، والخضروات التي لا يتم تعقيمها جيداً.

أضف تعليق

error: