السعوديين ليسوا ملائكة.. والآخرون ليسوا شرا

أفاجأ كثيرا بطريقة تفكير بعض القراء، فعند تصفح التعليقات على خبر ما تشاهد أن الكثير منا يؤمن بفكرة أننا شعب ملائكي، أي كأن السعوديين ليسوا بشرا مثل غيرهم يصيبون ويخطئون، هذا الأمر ما زال يعشش في عقول الكثيرين، ما يوحي أن هناك انفصاما في ما نريد أن نراه ونريه لغيرنا في العلن، وما نريد أن نبقيه بيننا في المشافهة.

خبر محاولة اختطاف شابة من الطريق في جدة التي أحبطها المارة، ألقى فيه كثير من المعلقين اللوم على الشاب السعودي المشترك مع رفيقه العربي، اللوم لم يكن على حجم الجرم الذي كانا سيقدمان عليه، بل كان على مساعدة السعودي لرفيقه في خطف ابنة بلده! فالجريمة في حد ذاتها لم تجرم بقدر تجريم مساعدة الغريب في خطف سعودية، في حين صب آخرون غضبهم على الشاب العربي الآخر، واتهموه بأنه وراء الجريمة، وكأنهم يريدون أن يخففوا عن السعودي، وبشيء من المواربة، أنه غرر به.

يتناسى هؤلاء أن هناك في الشارع، إلى جانب السعودي، أيضا من هو عربي، كما يوجد أيضا غير العربي، وغير المسلم، وقد يكون من أنقذ الفتاة من الاختطاف عربيا، وقد يكون أيضا غير مسلم، فلا قطعية بأن منقذها كان سعوديا خالصا، ما يجعل الجريمة غير مرتبطة بجنسية، ومثلها إنقاذ الفتاة.

من حق القارئ أن يتطلع إلى مجتمع أفضل، لكن ليس من حقه أن يرمي الآخرين بالنقيصة، فمن الإنصاف والواقعية رؤية الأمور كما هي، والتخلي عن الاستعلائية خطوة أولى نحو رؤية الواقع، فالآخرون ليسوا كلهم شرا، كذلك ليسوا كلهم خيرا، والحكم هنا يجب أن يكون للقانون، الذي يحاسب المخطئ أيا تكن جنسيته.

بقلم: منيف الصفوقي

أضف تعليق

error: