الرجل × المرأة

بعد تفكير مضن أقوم به في أوقات فراغي الكثيرة؛ كأن أكون مثلا محشورا في سيارتي بين مخرج 13 و 14، أو أن أكون متسمرا على كرسي إحدى الدوائر الحكومية بانتظار الموظف الذي ذهب لإحضار أبنائه من المدارس منذ العاشرة صباحا! مهما يكن من أمر فقد استطعت أن أستثمر تلك الأوقات للوصول للنتيجة التالية «الرجل يجيد فن التمثيل أكثر من المرأة»!

ولأنني كنت أظنني أمتلك الحق الحصري في الاكتشاف المذهل السابق فقد رحت أتحدث به لكل من أعرف، وأصبه في مسمع كل من أقابل ـ حتى أولئك الأشخاص الذين كان قدرهم أن ألتقيهم مرتين في اليوم، كان لزاما أن يستمعوا لاكتشافي المذهل «دبل»، دون أي تأنيب من ضميري، فذلك هو قدرهم وكفى!.

المهم توقفت عن تلك الممارسة مؤخرا حين اكتشفت أن ما أفعله وما أفاخر به ليس سوى خبر قديم ودراسة عتيقة، قد شبعت موتا في أرشيف جامعة «ميامي» الأمريكية خلصت إلى «أن الرجل يتفوق على المرأة بفارق مريح على المرأة في هذا المجال، وأنه أصبح لديه قدرة على الخداع والتظاهر بغير الحقيقة، ورغم أن الحقيقة العلمية تؤكد أن المرأة تتفوق على الرجل في قراءة تعبير الوجه وكشف المشاعر، إلا أن الرجل أصبح أكثر تحايلا، فلم تعد قدرات المرأة تجدي معه»، انتهى ملخص نتيجة الدراسة، وفهمت الآن لماذا كان صديقي محمود يقول لي «وبعدين»، في كل مرة أذكره باكتشافي!

جميل إذن، لم يعد الرجل ممثلا بارعا فقط، ولكنه انتقل إلى مرحلة أخرى أكثر تطرفا، حين أصبح يبتكر الحلول، وينوع من الأساليب بما يتلاءم، وأن تقول له المرأة «صدقت يا حبيبي» في كل مرة يكذب عليها! وهذا ما يفسر بشكل واضح ما يقوم به أحد الزملاء، الذي أصبح أكثر تمرسا في اختلاق الأعذار التي تضمن له دخول قفصه بعد منتصف الليل دون مشاكل تذكر، بعد أن عانى من «عذره» المستهلك الأول، الذي وصفه بأنه يعاني من «ثغرات» عدة!

بقلم: ماجد بن رائف

أضف تعليق

error: