التشوهات الخلقية في قدم الطفل

تمت الكتابة بواسطة:

العلاج التحفظي والتشوهات الخلقية في قدم الطفل

هناك بعض التشوهات الخلقية التي يولد بها الطفل والتي تتسبب له ولعائلته في أثر نفسي بالغ، إلا أننا وخاصةً الأم الحامل قد لا ندرك أننا نحن هم الجناة الحقيقيون على صحة أطفالنا حين يولدون بهذا العيب الخلقي الذي من الممكن أن يلازمهم طوال العمر نتيجة التدخين أو شرب المواد الكحولية أو تناول بعض الأدوية الغير مدروس أثرها على صحة الجنين، لذلك يجب التنبه إلى مثل هذه الأمور حتى لا نُعرِّض أبنائنا إلى تشوه خلقي مزمن لا قدر الله.

معنى التشوهات الخلقية في قدم الطفل

ذكرت الدكتورة آلاء أبو حجلة ” أخصائية الجراحة والعظام والمفاصل ” أن التشوهات الخلقية تعني أن يولد الطفل وهو يعاني من شيء غير طبيعي في رجليه أو شيء ليس بالصورة الصحيحة المعتادة، وهو ما يجعل الأهل يصابون بالهلع في هذه اللحظة فور ولادة هذا الطفل.

يمكن لذلك التشوه في القدم أن يكون نتيجة:

  • مرآة لأن يكون الطفل يعاني من ضعف في كروموسوم معين أو وجود خطأ جيني يساهم في وجود خلل في أكثر من عضو في الجسم.
  • يمكن أن تكون مشكلة القدم الخلقية منعزلة عن باقي أعضاء الجسم ويكون هذا العيب الخلقي نتيجة عدم تطور القدم بشكل طبيعي في المراحل الأخيرة من الحمل قبل ولادة الطفل.
  • الوضعية الغير صحيحة للطفل داخل الرحم قبل الولادة دون أن يكون هنالك خلل داخلي للقدم.
  • وجود مشاكل عصبية في الظهر.

مظاهر التشوهات الخلقية في قدم الطفل

هناك بعض التشوهات الخلقية في قدم الطفل التي يولد بها، أولها هي:

  • خروج الرِّجل إلى الأمام قليلاً، وهذه المشكلة هي مشكلة حميدة لا تكون نتيجة مشكلة داخلية في القدم، ويتم معالجتها عن طريق stretching أو المساج ثم يتم تعديلها بشكل طبيعي، ويمكن أن يأتي هذا العيب الخلقي في قدم واحدة أو القدمين، ولكنه على الأغلب يصيب قدم واحدة فقط، وليس هناك في هذه الحالة سبب عضوي أو بيولوجي ولكنها تظهر نتيجة لأن الطفل كان داخل الرحم بهذه الحالة طوال فترة الحمل، ومع الوقت تتحسن حالته بإجراء تمارين الإطالة التي يجريها الأهالي على قدم أطفالهم، ويجب على الطبيب شرح حالة الطفل للأهل فور ولادته وأنه يستوجب عليهم علاجه من هذه الحالة حتى لا يصابون بالهلع فور رؤيته عند الولادة.
  • Clip feet وهي الحالة التي فيها تستجيب القدم للعلاج التحفظي، وهذه الحالة التي تأتي by lateral في الجهتين ل٥٠٪ من الحالات، وهنا يجب طمأنة الأهل مع مراعاة أن علاج هذه الحالة أو هذا العيب الخلقي قد يمتد لأكثر من ٤ سنوات.
  • التشوه الخلقي للقدم الذي فيه تُخلع عظمة القدم من مكانها وتأتي بشكل عمودي، وعادةً ما يصاحبها مشاكل عصبية للطفل ويتم معالجتها عن طريق الجراحة.

مضيفةً: هناك العديد من الحالات الخلقية الأخرى التي لا تتطلب علاجاً جراحياً حيث يمكن علاج معظم حالات التشوهات الخلقية بطريقة تحفظية عن طريق الجبس، بينما العلاج الجراحي سوف ينتهي في نهاية الأمر بوجود نُدبات التي ستخلق فيما بعد بعض التليفات داخل الأنسجة في قدم الطفل، ومن ثم سوف تفقد القدم مرونتها على المدى البعيد، بينما الطفل الذي عولج بالعلاج التحفظي سوف نراه يمارس حياته بصورة طبيعية بدرجة أكبر من الطفل الذي تدخلنا لعلاجه جراحياً.

ما هي نوعية العلاج التحفظي للتشوهات الخلقية؟

يعتبر العلاج التحفظي للتشوهات الخلقية لقدم الطفل عبارة عن سلسلة من الجبسين تبدأ من الأسبوع الأول، وهذا الجبسين نكرره بشكل أسبوعي.

تختلف أشكال الجبسين من شكل لآخر لأن هذه الأشكال بمثابة قوالب كل قالب يعمل على إصلاح عيب معين في القدم، وفي حالة عدم إصلاح ذلك العيب الخلقي عند الطفل فإننا نعيد تركيب القالب الجبسين مرة أخرى في قدم الطفل.

يظل الجبسين أسبوع واحد فقط في قدم الطفل على عمر أسبوع من ولادة الطفل، وفي آخر جبسين فإننا نحتاج إلى تحرير الوتر الخلفي للقدم وهو ما يمكن إجراؤه في العيادة تحت التخدير الموضعي للطفل، أو إمكانية إجراؤه في غرفة العمليات عن طريق فتح جرح صغير ونقوم بوضع الجبس عليه لمدة ٣ أسابيع، ثم بعد يجب تركيب جهاز في قدم الطفل بعدما ينتهي من تركيب آخر جبسين لمدة ٣ أشهر ليلاً ونهاراً، ثم لمدة أربع سنوات يتم تركيبه ليلاً فقط، وذلك الجهاز لعلاج مشكلة الأنسجة الداخلية لقدم الطفل، وهو خطوة مهمة في العلاج التحفظي أو الجراحة على حد سواء حتى تأخذ خلايا القدم شكلها الطبيعي مرة أخرى.

تكمن مشكلة الجراحة في علاج التشوهات الخلقية للقدم في:

  1. تأخذ وقتاً طويلاً في العلاج بحيث يصبح العلاج طويل المدى جزء من المرض نفسه.
  2. يمكن أن ينتج عنها ما يسمى over treatment أو العلاج الزائد الذي قد يجعل القدم بارزة للأمام كما في حالة Flat foot.
  3. يمكن أن يتسبب العلاج بالعمليات الجراحية للتشوهات الخلقية في أن يصير الطفل عُرضة للعلاج الجراحي مرة تلو أخرى في حال فشل العملية الجراحية من أول مرة مما يؤثر على قساوة القدم من الداخل لتعطينا في نهاية الأمر نتائج غير مرضية بالنسبة لقدم المريض، وهذا ما يستلزم منا ضرورة الالتزام بالعلاج التحفظي دون الجراحي في حالات التشوهات الخلقية للقدم.

يجب أن يتفهم الأهل أهمية العلاج التحفظي لطفلهم مع ضرورة لبسه للجهاز قبل عمر ٤ سنوات لأنه بعد هذا العمر قد يصعب عليه لبس هذا الجهاز.

نسبة انتشار التشوهات الخلقية في قدم الطفل

تعتبر حالة clip feet منتشرة بدرجة ١ لكل ٢٥٠ لواحد من الألف، وهذه الحالة تعتبر الأكثر شيوعاً أو ثاني الحالات شيوعاً بين التشوهات الخلقية التي يتعرض لها الأطفال، وقام أول طبيب بوصف هذه الحالة عام ١٩٥٠ وهو الطبيب الإسباني ” بونسيتي “. من أهم مزايا العلاج التحفظي هو عدم التعرض لأي ندبات مثلما نرى في العلاج الجراحي الذي ينتهي بالندبات ولا تعود فيه الخلايا لطبيعتها لأنها تلتئم بخلايا أخرى تسمى بالخلايا الليفية.

هناك بعض التشوهات الخلقية في القدم التي تكون نتيجة مشاكل في أعصاب الطفل، وهذه الحالات تعتبر صعبة العلاج إلى حد ما، كما أنها تحتاج لمزيد من الوقت في هذا العلاج.

يمكن أن يساهم العلاج التحفظي عن طريق الجبس في علاج مشاكل القدم العصبية لأن هذا العلاج يعمل على إراحة أنسجة الطفل قبل إجراء العملية الجراحية ومعالجة الأعصاب أو العلاج بالتمدد والعلاج الطبيعي، ومن ثم يمكننا أن نعيد للقدم مرونتها وحركتها الطبيعية مرة أخرى بحيث أن الأنسجة الرخوة لا تعود لتشتد مرة أخرى وإنما تعود لطبيعتها وشكلها الطبيعي.

هل ضرورياً أن تقترن التشوهات الخلقية للقدم بأمراض أخرى؟

يمكن أن تأتي بعض التشوهات الخلقية مقترنة مع بعض الأمراض الأخرى حيث أن clip foot على سبيل المثال يمكن أن تأتي كجزء من syndrome أو تأتي منفردة كما هي كما في أغلب الحالات.

أما عن بعض المتلازمات التي تقترن مع التشوه الخلقي للقدم فهي مثل:

  • ظهور مفاصل الطفل جميعها يابسة.
  • ظهور الوجه بشكل غير طبيعي.
  • إمكانية اقتران تلك التشوهات ببعض مشاكل البطن أو الكُلى.

وختاماً، من الضروري أن تنقطع الأم الحامل عن تناول بعض الأدوية التي قد تتسبب في بعض التشوهات عند الطفل، لذلك فإننا نرى الكثير من أطباء النسائية يمنعون الحامل من أخذ أية أدوية خلال الثلاثة أشهر الأولى ماعدا الحديد وحمض الفوليك لأن الثلاثة أشهر الأولى هي الفترة التي يتكون فيها الجنين داخل رحم أمه.

كما أن تدخين الأم خلال فترة الحمل قد يؤثر على التروية الدموية للطفل ومن ثم على بعض التشوهات الخلقية، فضلاً عن أن هناك دواء معين تستعمله الحامل للعلاج في فترة من الفترات في أوروبا كان له الأثر في تلد الأم الحامل طفلاً بدون يد نهائياً، ومع الوقت أصبح الأطباء يمتنعون تماماً عن وصف أي أدوية غير مدروسة للسيدة الحامل.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: