التشوهات الخلقية للمسالك البولية والكلى

كلى الأطفال ، تشوهات المسالك البولية ، اعتلالات الجهاز البولي

ما هي التشوهات الخلقية للمسالك البولية وللكُلى عند الأطفال؟ وما أعراضها؟

أجابت الدكتورة “عبير عليان” استشارية أمراض كُلى الأطفال قائلة: تشوهات الكُلى والمسالك والبولية عند الأطفال من الحالات المرضية المعروفة منذ آلاف السنين، إلا أن تدقيق تشخيصها وبالتالي نجاعة علاجها لم يُعرف إلا منذ وقت قريب، وتشكل التشوهات الخلقية للمسالك البولية والكُلى ما بين 20% إلى 30% من تشوهات الأجنة بشكل عام، بالإضافة إلى حتمية مرافقتها لتشوهات في أعضاء أخرى كالقلب والعظام والمفاصل والدماغ عند 20% من الأجنة المصابة بتشوهات المسالك البولية والكُلى.

والمعروف أن بداية تكوّن الكُلى يبدأ في الأسبوع الرابع من عمر الجنين ويكتمل حجمها عند الأسبوع العاشر، ولذلك يتسبب أي عارض صحي خلال هذه الفترة على إصابة الكُلى بالتشوهات.

وأضافت “د. عبير”: وتنقسم تشوهات الكُلى والمسالك البولية إلى ثلاثة أنواع هي:
• تشوه الكُلى نفسها، وهو التشوه الذي يحدث في نسيج الكُلى أثناء تكونها، ومن أمثلة هذا النوع من التشوه ما يلي:
1. عدم تساوي الكُليتين في الحجم لتتكون إحداهما أكبر من الأخرى.
2. عدم تكون إحداهما بالأساس ليولد الطفل بكُلية واحدة.
3. إصابة إحدى الكُليتين بالتكيسات أثناء تكونها.
• تشوه موقع الكُلى، حيث لا تشوه في نسيج الكُلى، ولكن التشوه في عدم وجود الكُلى في مكانها عند الولادة، فالكُلى تتكون أولًا في منطقة الحوض ثم ترتفع إلى البطن، وأي خلل أثناء فترة صعودها قد يؤدي إلى تشوه في موقع الكُلى داخل الجسم، وهنا تظهر الكُلى الحوضية أو الكُلى الملتفة أو الكُلى الملتصقة.
• تشوه قنوات البول، مثل صمام الإحلال السفلي أو الإرتداد البولي أو إنسداد حوض الكُلى أو توسع حوض الكُلى المرضي وليس العَرضي.

وتستمر مراحل نضوج الكُلى إلى عمر العامين، لذلك الإكتشاف المبكر لتشوهات الكُلى يمكن تداركه وعلاجه أثناء فترة النضوج قبل أن يؤثر على وظائف الكُلى.

وفي العادة لا يظهر لتشوهات الكُلى والمسالك البولية أية أعراض مرضية لأنها غالبًا ما تحدث في كُلية واحدة ونادرًا ما تأتي التشوهات في الكُليتين، لهذا إن وجدت أية تشوهات يكتشفها طبيب النساء والتوليد بالصدفة أثناء فحصه للجنين داخل الرحم بأجهزة الألترا ساوند، أو يكتشفها طبيب الأطفال بالفحص السريري للمولود داخل غرفة الولادة إذا وجد تشوهات بالحبل السُري أو بالأعضاء التناسلية للمولود.

كيف تُشخص التشوهات الخلقية للكُلى والمسالك البولية؟

إذا لم تُكتشف التشوهات أثناء فترة الحمل أو عند الولادة يتم التشخيص عبر الفحوصات السريرية وفحوصات ضغط الدم وحالة البول والتبول والتحاليل المخبرية لوظائف الكُلى والأشعة الصوتية (ألترا ساوند).

هل يمكن الوقاية من التشوهات الخلقية للكُلى والمسالك البولية؟

أكدت “د. عبير” على أنه لا توجد طرق خاصة للوقاية من تشوهات الكُلى، ولكن كل ما يمكن عمله هو الكشف المبكر عنها، ويرجع ذلك إلى أن التشوهات الخلقية للكُلى والمسالك البولية ناتجة بالأساس عن أسباب جينية بحتة حيث أثبت العلم الحديث أنواع عدة من الجينات التي تؤثر على مراحل تكون الكُلى عند الجنين، لذلك وجب على الأهل إخبار طبيب النساء والتوليد بوجود سوابق مرضية في العائلة ليحتاط الطبيب ويقوم بإجراء فحوصات الأشعة للجنين لمتابعة الأمر وإكتشافه مبكرًا.

وأيضًا من وسائل الكشف المبكر عن التشوهات التعرف على تعرض الحامل للعوامل التي تتسبب في تشوه الكُلى مثل التدخين أو تناول الأدوية المؤثرة في تكون الجنين، وكذلك إجراء فحوصات الألترا ساوند خلال الثلاثة شهورة الأولى من عمر الطفل.

وأشارت “د. عبير” إلى أنه إذا كانت التشوهات حتمية الحدوث ولا يمكن تفاديها، فبمقدور الطبيب تصليح التشوهات والحيلولة دون تأثيرها على وظائف وعمل الكُلى، وهذا دور الأم وطبيب النساء وطبيب الأطفال للكشف المبكر عن الإصابة.

كيف تُعالَج تشوهات الكُلى والمسالك البولية عند الأطفال؟

شهد علاج تشوهات الكُلى تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وتغيرت كل البروتوكولات العلاجية لكل نوع من أنواع التشوه، وتتركز العلاجات حول التحسين من نضوج الكُلى للتغلب على التشوهات ويتم ذلك بواسطة مجموعة من الأدوية الخاصة إلى جانب الإرشادات الغذائية المُحسنة لمراحل النضوج، بالإضافة إلى مجموعة من الأدوية التي تعمل على تحسين وظائف الكُلى لمنع فقد ولو 1% من قدرتها على القيام بوظائفها خاصة عمليات فلترة الجسم وإخراج لسموم.

وإذا ما كان التشوه بالقنوات البولية فيكون العلاج بالتدخل الجراحي للتخلص من الإنسداد أو لعلاج إرتداد البول.

واختتمت “د. عبير عليان” حديثها قائلة: مما سبق يتضح لنا أن دور طبيب الكُلى هو منع الإصابة بالفشل الكُلوي، وفي حالة عدم القدرة على المنع يعمل الطبيب على تأخير الإصابة به قدر الإمكان. وبشكل عام يحقق العلاج المبكر لتشوهات الكُلى معدلات نتائج ممتازة للحد الذي أصبح لا يُرى في مراكز الغسيل الكُلوي مرضى يجرون الغسيل بسبب التشوهات الخلقية.

أضف تعليق

error: