فتاة تعاني من التأتأة في الكلام منذ سن العاشرة: ما الحل؟

فتاة تعاني من التأتأة في الكلام منذ سن العاشرة: ما الحل؟

تفاصيل الاستشارة: أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، وأعاني من التأتأة في الكلام ولدي حالة التوقف والإطالة وهذه الحالة ظهرت لدي في سن العاشرة تقريباً.

ولقد ذهبت قبل عدة أشهر إلى أخصائية نفسية (نطق وتخاطب) واستغربت مني عندما قلت لها بأن لدي تأتأة وأكدت لي بأني سليمة نفسيا لأن الذي لدي ليس عيبا نفسيا.. واحترت ماذا أفعل في مشكلتي؟

⇐ د. سناء أبو نبعة «إخصائية نطق ولغة» أجابت السائلة؛ فقالت: ابنتي العزيزة.. أرحب بك وبالرد على استفسارك حول حالة التأتأة التي وصفتها في سطور قليلة، وفي الحقيقة أستغرب قولك بأن الأخصائية قالت لك بأن ما تعانين منه ليس تأتأة، معللة ذلك بعدم وجود سبب نفسي لديك.

ونظرا لأنني لم أشاهد الحالة فإني سأبني كلامي على ما ذكرته من سطور قليلة حول حالة التأتأة لديك، حيث يتضح لي من وصفك أنها حالة تأتأة كلامية أي أنها أعراض عدم طلاقة في الكلام وهي مشكلة شائعة وأعراضها وتطورها متشابه عند معظم من يعانون منها، ولا يكون هناك سبب نفسي غالبا لهذه المشكلة.

ولكن هناك حالات تأتأة نفسية وغالبا ما تزول مع العلاج النفسي للسبب المباشر لها، أما التأتأة الكلامية فهي لاتزال مجهولة السبب الحقيقي وتظهر بشكل معروف لدى معظم المتأتئين وغالبا كما سبق وذكرت تكون الأعراض والمظاهر متشابهة وهي أن الطفل يمر في فترة كلام طلق وسليم لفترة ثم تظهر لديه الإعادة في بعض الأصوات أو المقاطع مثل أنا أنا أو بد بد بدي ثم تتطور إلى ظهور توقف في النفس أو الصوت الكلامي مثل: ( فراغ ) أي توقف وصعوبة في إصدار الصوت، ثم يكمل فيقول: سيارة.

ثم يبدأ الطفل باستخدام بعض الحيل للتخلص من صعوبة الكلام مثل شد الفك أو اليدين أو ضرب الأرض بالقدم أو تغطية الوجه وغير ذلك ثم تبدأ مظاهر الأثر النفسي على نظرة الإنسان لنفسه ولصعوبات التواصل فيصبح أكثر انسحابا من المتطلبات الاجتماعية ويفضل أداء نشاطات منفردة مثل اللعب بالكمبيوتر بدل اللعب مع أصحابه.

بينما يصبح بعض الأطفال عدوانيين بمعنى أنهم يعوضون عن التواصل اللفظي بالعدوان الجسدي والضرب وكذلك يستخدمون الضرب للتخلص من مضايقات الآخرين لهم.

وهناك اعتقاد بأن هذا المظهر مثله مثل التأخر اللغوي أو صعوبات التعلم يسري في العائلات أي أن أكثر من شخص في العائلة تظهر لديه الأعراض، وهذا يؤيده ما ذكرته في بيانات استشارتك من وجود نفس المشكلة لدى جدك (رغم ربطك لها بأنها إثر حادث) وأؤكد لك بأن أي حادث يربطه الشخص أو الأهل بظهور التأتأة هو محاولة غالبا غير صحيحة لتفسير التأتأة.

ولكن كما ذكرت لك فإن التأتأة الكلامية ليس لها سبب معين ومحدد بل يبدو بأن بعض الأشخاص يكون لديهم استعداد أكثر من غيرهم (مثل إخوتهم) لظهور التأتأة ولعدم معرفة الناس بالحقيقة يحاولون ربطها بسبب مثل ولادة طفل جديد في الأسرة أو وفاة أحد الأقارب وغير ذلك.

المهم الآن أن التأتأة يمكن أن تتحسن وبشكل كبير مع التدريب الكلامي على يد أخصائي نطق ولغة متخصص والتدريب يأخذ وقتا ويتطلب تعاون الشخص المتدرب في تطبيق ما يطلب منه من تغيرات في طريقة الكلام وغير ذلك.

والمطلوب منك الآن يا عزيزتي هو التوجه لأخصائي نطق ولغة أو تخاطب كما يسمى في مصر، والبدء بعد التوكل على الله بجلسات التدريب.

⇐ كذلك؛ نقرأ هنا عن: مشكلة التأتأة في الكلام ونصائح للعلاج، معلومات أُخرى

مع خالص دعائي لك بتمام الصحة والعافية واللسان الفصيح بإذن الله تعالى، وأرجو أن تتابعينا بالتطورات.

أضف تعليق

error: