أعراض نقص الزنك والمغنيسيوم وفوائد كل منهما

تمت الكتابة بواسطة:

أعراض نقص الزنك والمغنيسيوم وفوائد كل منهما

تعدّ المعادن من المغذيات الدقيقة (Micronutrients) التي لا يستطيع الجسم تصنيعها، ولا يمكن اعتبارها مصدراً للطاقة، ويمكن تقسيم المعادن إلى فئتين، فالفئة الأولى تسمى بالمعادن الكبرى (Major minerals)، وتشمل كلّاً من الصوديوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والفوسفور، والكلوريد، والكبريت، أما الفئة الثانية فهي فئة المعادن الصغرى (Trace mineral)، وتشتمل على معادن الحديد، والنحاس، واليود، والمنغنيز، والموليبدينوم، والزنك، والسلينيوم، والفلورايد، والكروم.

وتلعب المعادن دوراً مهمّاً في جسم الإنسان، إلّا أنّه يمكن القول إنّ لها ثلاث وظائف أساسية في الجسم، وهي المساعدة على بناء عظام وأسنان قوية، والتحكم في كمية السوائل داخل وخارج الخلايا، إضافة إلى تحويل الطعام الذي يتمّ تناوله إلى طاقة ليتمكن الجسم من استخدامها.

ويعدّ الزنك من المعادن الصغرى الأساسية لجسم الإنسان، ويتمّ العثور عليه طبيعياً ضمن العديد من أصناف الطعام، كما يمكن استهلاكه عن طريق تناول مكمّلاته الغذائية، ويعتبر عنصراً مهمّاً لجسم الإنسان، فهو يدخل في وظائف أكثر من ١٠٠ إنزيم، ومن الجدير بالذكر أنّ نقص الزنك قد يزيد من خطر إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحيّة، وخصوصاً عند الأطفال؛ حيث إنّ إصابة الأطفال بنقص الزنك قد يسبب مشاكل في النمو، ويزيد من خطر الإصابة بالعدوى، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاحتياجات اليومية من عنصر الزنك تزيد خلال فترة الحمل.

ويتوفر المغنيسيوم طبيعياً في العديد من أصناف الطعام، وقد يتوفر على شكل مكمّلات غذائية، ويتمّ تخزينه في أنسجة الجسم، وهو يحتلّ الرتبة الرابعة ضمن أكثر المعادن وفرةً في جسم الإنسان؛ حيث تُقدّر الكميّات الموجودة منه في الجسم بـِ ٢٥ غرام، علماً بأنّ ما يقارب ٥٠-٦٠٪ منها تكون مُخزّنةً في الهيكل العظميّ، أمّا الباقي فإنّه يتوزّع بين العضلات، والأنسجة اللينة، والسوائل، ويُعتبر عنصراً مهمّاً يدخل في تفاعلات أكثر من ٣٠٠ إنزيم في الجسم، وعمليات التمثيل الغذائي، وتركيب الأحماض الدهنية، والبروتينات، وانتقال الرسائل العصبية.

كيف يتم تشخيص نقص المعادن في الجسم؟

تقول طبيبة الأسرة الدكتورة “بسمة الرويلي”: أنه إذا كان الإنسان يتناول طعاماً صحياً فإنه من المفترض أن لا يعاني من نقص المعادن في الجسم، ولكن هناك بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة لنقص المعادن والفيتامينات أيضاً في الجسم، ومن أهمهم:

  • الأشخاص الذين يتناولون بعض الأدوية بكثرة.
  • الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكلى.
  • الذين يتبعون حمية غذائية قاسية جدًا.
  • من قاموا بالخضوع لعمليات تحويل مسار الامعاء.

وإلى جانب هؤلاء الأشخاص فإنه يتم تشخيص نقص المعادن والفيتامينات من خلال أخذ السيرة المرضية من المريض، ومعرفة الأعراض بشكل تفصيلي، ومن ثم يتم إجراء بعض الفحوصات التي تخص المعادن والفيتامينات التي تتشابه أعراض نقصها مع الأعراض التي يشتكي منها المريض.

كيف يتم تعويض النقص في المعادن؟

نحن لا نحتاج من هذه العناصر الغذائية سوى كميات ضئيلة جداً؛ لذلك فيمكن الحصول على القدر الكافي الذي نحتاجه منها من الطعام الصحي السليم والمتوازن، ولكن التربة في وقتنا الحالي أصبحت شحيحة بالمعادن التي نحتاج إليها، لذلك فيمكن تناول بعض المكملات الغذائية لهذه العناصر.

وذلك بشكل خاص بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات المرضية، أو الذين يتلقون العلاج الكيماوي “Chemotherapy” على سبيل المثال، أو كميات كبيرة من الأدوية التي تؤثر على امتصاص المعادن.

ما هي فوائد المغنيسيوم؟

تشير الدكتورة “الرويلي” إلى أن المغنسيوم يلعب دوراً مهماً وحيوياً في جسم الإنسان، ولا يمكن الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال، ومن أبرز فوائد الماغنسيوم في الجسم:

  • التعزيز من صحة العظام: حيث وُجد أنّ تناول المغنيسيوم بشكلٍ كافٍ يُقلّل من خطر الإصابة بهشاشة العظام لدى النساء بعد انقطاع الطمث، ويعزز بناء العظام، ويزيد من كثافته؛ فهو يساعد على ترسيب الكالسيوم في العظام، كما يساهم في تنشيط فيتامين د في الكليتين.
  • المساهمة في التمثيل الغذائي للكالسيوم: إذ إنّ نقص المغنيسيوم قد ينعكس سلباً على الجسم في حال زيادة تناوله للكالسيوم، ممّا يزيد من خطر الإصابة بحصى الكلى.
  • المحافظة على صحة عضلة القلب: حيث وجدت إحدى الدراسات أنّ الأشخاص الذين يستهلكون نسبةً أعلى من المغنيسيوم، يكونون أقلّ عرضةً للإصابة بتكلّس الشرايين التاجيّة (Coronary artery calcification) بنسبة 58٪، وتكلّس الشريان البطنيّ بنسبة 34٪.

ويساهم المغنيسيوم في علاج قصور القلب واضطراب النظم القلبيّ، كما يؤدي تناوُلُه بشكلٍ كافٍ إلى تقليل خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وتحسين دهون الجسم.

  • التخفيف من أعراض متلازمة ما قبل الحيض: (Premenstrual syndrome) مثل الانتفاخ، والأرق، وانتفاخ الساق، وذلك في حال تناول المغنيسيوم إلى جانب مصادر فيتامين ب6.
  • المساهمة في إفراز هرمون الأنسولين: حيث يلعب المغنسيوم دوراً مهمّاً في نقل الجلوكوز خلال مجرى الدم، وإفراز هرمون الأنسولين، ممّا يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
  • التخفيف من حالات الإمساك: حيث إنّ المغنيسيوم يمتلك تأثيراً مليّناً للأمعاء (Laxative)، وذلك عندما يتمّ تناوله عن طريق الفم.
  • تقليل الأعراض المصاحبة لحرقة المعدة: وخاصّةً إذا تمّ تناوله عن طريق الفم، ويمكن استخدام أنواع عديدة منه، إلّا أنّ هيدروكسيد المغنسيوم يُعتبر أسرعها مفعولاً.

ما هي أبرز أعراض نقص المغنسيوم؟

لذلك ونظراً لهذه الفوائد الصحية الهائلة للمغنسيوم فإن نقص المغنيسيوم يسبب العديد من الأعراض الجانبية، والمشاكل الصحية التي تضم أجزاء عديدة من الجسم، والتي من أهمها:

  • الخمول والتعب العام.
  • عدم التركيز.
  • تقلص العضلات.
  • عدم التوازن.
  • اختلال ضربات القلب.
  • الصرع.

ما أبرز فوائد الزنك في الجسم؟

يوفر معدن الزنك العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، خاصةً فيما يخص الخلايا المناعية والجهاز المناعي بشكل عام، وخاصّةً في المراحل المبكرة من عمر الإنسان، ومن هذه الفوائد:

  • تنشيط الخلايا الليمفاوية التائية (T lymphocytes).
  • التقليل من خطر الإصابة بالإسهال؛ فقد وجدت إحدى الدراسات أنّ تناول مكملات الزنك لمدة عشرة أيام يقلل من مدة الإسهال وشدته بين الأطفال الذين يعانون من نقص التغذية أو نقص الزنك.
  • تنظيم كيفية اتصال الخلايا العصبية ببعضها البعض، مما يزيد من قدرات التعلم والذاكرة.
  • مهم جداً لصحة العين.
  • المحافظة على صحة البشرة وسلامتها، كما أنّه يساعد على التئام الجروح، لذلك يتمّ اعتماده في بعض منتجات العناية بالبشرة، أو تلك التي تساعد على علاج تهيجات الجلد.
  • التقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر، كالأمراض الالتهابية، وذلك لأنّ الزنك له دورٌ مهمٌّ في وظائف جهاز المناعة.
  • التقليل من خطر الإصابة التنكّس البقعي المرتبط بالعمر (Age-related macular degeneration)، وذلك لأنّه يقي خلايا الشبكية من الضرر.
  • تحسين أعراض الاضطراب الوراثي المعروف باسم داء ويلسون (Wilson’s disease).
  • علاج حب الشباب؛ حيث إنّه يستخدم في بعض المنتجات الخاصة بعلاج حبّ الشباب.
  • يساعد على زيادة الوزن، خاصة بين من يعانون من فقدان الشهية، كما أنّه قد يلعب دوراً في التحسين من أعراض الاكتئاب التي تصاحب ذلك.

ما هي أبرز أعراض نقص الزنك؟

يمكن القول إنّ نقص الزنك يحدث عندما لا تكون كميات الزنك في جسمه الإنسان كافيةً لاحتياجاته، وقد يحدث ذلك لعدّة أسباب، ومنها عدم الحصول على الكميات الكافية من الزنك عن طريق النظام الغذائي، أو نتيجة سوء امتصاصه، وقد يحدث هذا النقص نتيجة الإصابة بأمراض مزمنة، مثل مرض السكري، أو فقر الدم المنجلي، أو التهاب القولون التقرحي، وغيرها من الأمراض، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الأعراض التي قد تظهر على الأشخاص المصابين بنقصٍ في الزنك، ومن هذه الأعراض:

  • فقدان الشهية.
  • ضعف وظائف المناعة.
  • الإصابة بالإسهال.
  • تساقط الشعر.
  • سوء التئام الجروح.
  • فقدان الوزن غير المبرر.

ما هي مصادر المغنسيوم؟

يتوفر المغنيسيوم في العديد من الأطعمة، ومن أهمّ مصادره كما وضحت الدكتورة “بسمة”:

  • الخضراوات الورقية الداكنة، وأهمها السبانخ.
  • الشوكولاتة الداكنة، والتي تحتوي على ٧٠-٨٥٪ من الكاكاو.
  • الكينوا.
  • الفاصولياء السوداء، والبازيلاء.
  • اللوز، والجوز، والكاجو.
  • حليب الصويا، وحليب البقر.
  • زبدة الفول السوداني (Peanut Butter).
  • بذور السمسم، وبذور اليقطين وبذور دوار الشمس.
  • الأفوكادو.
  • سمك السلمون.
  • دقيق الشوفان.
  • القرنبيط.
  • الجمبري.
  • الأرز البنيّ.
  • الموز.

وفي حالة تناول المغنيسيوم على هيئة مكملات غذائية فيجب أن يكون ذلك قبل النوم بفترة قصيرة؛ حيث يساعد على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل، والمعادن بشكل عام يُفضل تناولها بعد الطعام بحوالي ١-٢ ساعة.

وتشير الدكتورة “بسمة” إلى أهمية تناول المغنيسيوم في صورة “Magnesium stearate”، او “Magnesium glycinate”، وعدم تناول المغنيسيوم في صورة “Magnesium oxide”.

ما أبرز مصادر الزنك؟

يتوفر الزنك في المصادر الحيوانية، أكثر منه في المصادر النباتية، ولذلك يُنصح الأشخاص الذين يتبعون حميةً غذائيةً نباتيةً بمضاعفة تناولهم لمصادره، ومن أهمها:

  • الفاصولياء.
  • البازيلاء.
  • اللحوم الحمراء كلحم البقر، ولحم الضأن، والكبد.
  • المأكولات البحرية كالأسماك، وبعض أنواع المحار، والسلطعون، والكركند، والسردين.
  • الدواجن.
  • منتجات الألبان.
  • الفول السوداني.
  • جنين القمح.

وإذا كان هناك حاجة ملحة لتناول الزنك في صورة مكملات غذائية، فيجب أن يكون في صورة “Zinc Picolinate” حتى يزيد ذلك من امتصاصه.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: