أعراض اضطراب الفصام الوجداني وعلاجه

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , اضطراب الفصام الوجداني , الأمراض النفسية

يجب متابعة حالة المريضة في حالة الإصابة بأي من الأمراض النفسية المتعددة حتى بعد تحسن حالته لأن هذه الأمراض يمكن أن تتطور أو تتغير، لذلك يجب علينا تجنب تفاقم هذه الأمراض وحتى لا يصير خطراً على من حوله عن طريق المتابعة مع الطبيب المختص.

من هذه الأمراض يأتي إلينا اضطراب الفصام الوجداني وهو مرض له علاقة بتداخل في كيمياء الدماغ والناقلات العصبية ومن ثم يعتبر علاج هذا المرض دوائي بالأساس إلى جانب العامل النفسي الذي يعتمد على تثقيف الأهل والمريض ذاته بهذا المرض.

ما هو تعريف مصطلح اضطراب الفصام الوجداني؟

ترى الدكتورة راويا البورنو ” المستشار الأول في الطب النفسي والإدمان ” أن الفصام الوجداني هو مرض يجمع مرضين داخل مريض واحد لكن لا يبدأ هذا المرض بهذين الاضطرابين مع بعضهما البعض وإنما يبدأ بأحدهما ومن ثم نُفاجئ بعد مرور فترة من الزمن ربما تكون سنوات أن هناك أعراض أخرى ظهرت، لذلك فإن هذا الاضطراب يُسمى بالفصام الوجداني.

يعني هذا المرض أو هذا الاضطراب أن هناك أعراض فصامية وأعراض أخرى لها علاقة باضطراب المزاج، لكن معظم الحالات التي نراها من الفصام الوجداني تتمثل في ارتفاع المزاج أو الزهو أكثر من الكآبة مع الفصام، وهذا صعب التنبه به حيث أن الناقلات العصبية في الدماغ تكون قادرة على التغيير وبالتالي إذا تغيرت فيمكن تغيير التشخيص خلال سنوات من فصام ذهني إلى فصام وجداني أو من اضطراب المزاج ثنائي القطب إلى الفصام الوجداني وظهور أعراض فصامية فيما بعد- وفق ما تراه الاستشارية.

من الضروري أن يتم متابعة المريض الذي يعاني من هذا الاضطراب أو الأمراض الذهنية بشكل عام لأنها تحتاج إلى سنوات طويلة للعلاج كما أن العلاج في معظم الحالات يمتد غالباً مدى الحياة لكن المتابعة من الأهل تقل تدريجياً لحالة المريض حيث يرون تحسن حالته أمامهم وبالتالي يبدون وكأنه لا داعي لعلاجه واستشارة الطبيب وهذا يعتبر من أخطر ما يمكن لأنهم يُعرِّضون المريض إلى انتكاسة وقد يُعرِّضون المرض إلى التطور والنقلة النوعية التي يشعر بها المريض، كما أن بعض المرضى يظهر عليهم أعراض الفصام الاجتماعي بصورة جديدة غير التي عهدناها عليهم من قبل وذلك لأن الاضطراب نفسه بدأ في التطور وأصبح للمريض اضطرابين بداخل دماغه بسبب تغير كيمياء الدماغ من وقت لآخر نتيجة تغير أنظمة الناقلات العصبية في الدماغ والتي تتطور وتتنقل مع الوقت.

ما هي أعراض اضطراب الفصام الوجداني؟

من أهم أعراض الفصام الوجداني هي الهلاوس السمعية والأوهام واضطراب العلاقات الاجتماعية والتواصل العاطفي بين المريض وبين الأسرة حيث تلاحظ الأسرة أن مريض اضطراب الفصام الوجداني يميل إلى العزلة ويتحدث قليلاً مع نفسه وإلى حد ما يتوهم بأن من حوله يتنمرون عليه ويسخرون منه دائماً أو ما شابه، كما أنه يسمع أصوات غريبة تُسمى بالهلاوس السمعية والتي تعتبر من الأعراض التشخيصية لمرض اضطراب الفصام الوجداني حيث هناك نوع معين له علاقة بالفصام وهي الهلاوس المتسمرة إذا كان المريض يشعر فيها أن هناك صوت ما يتحدث معه أو الهلاوس التي بها أكثر من صوت يتحدث عن المريض ومن ثم يتخيل المريض أن هناك من يتحدث عنه بشكل دائم.

تابعت ” راويا البورنو “: يعني هذا الاضطراب كما سبق الذكر اضطراب للمزاج ثنائي القطب أي بمعنى تدني المزاج بالكآبة أو ارتفاع المزاج بالزهو، لكن معظم الحالات التي نراها في هذا النوع من الاضطرابات تعاني من ارتفاع المزاج ليأتي إلينا المريض وهو يتحدث كثيراً وبصوت عال كما أنه يشعر بنشاط عالي ولديه ميل للغضب والعدوانية طوال الوقت، وبالتالي فإن ذلك يعني أن هناك اختلاف جذري في طبيعة شخصيته أو حتى الوضع الذي كان عليه من قبل، ومن ثم يسهل تشخيص مرض اضطراب الفصام الوجداني من خلال تلك الدلالات.

كيف يمكننا التمييز بين اضطراب المزاج وحالة الفرح أو الحزن الشديدة؟

لا يمكننا القول بأن كل إنسان يشعر بالفرح الزائد هو بالضرورة يعاني من اضطراب الفصام الوجداني أو ارتفاع المزاج لكن هذا المرض يعني الخروج عن المألوف بالنسبة لشخصية المريض وبالتالي عندما يقوم الشخص بالحديث أو بالضحك أكثر مما يجب ويتدخل في أمور لم يكن يبالي لها من القبل أو لديه ميل للغضب بصورة أكثر وضوحاً فإن ذلك يعتبر هو العلامة المميزة لهذا المرض من خلال معرفة طبيعة شخصية المريض.

أما عن الفئات العمرية التي تعتبر أكثر عُرضة لمرض الفصام فإنه يُسمى عادةً بمرض المراهقة لكنه في نفس الوقت يأخذ سنوات مع المريض قبل أن تبدأ أعراضه حيث يمكن أن يصاب به الشخص على عمر ١٤ أو ١٥ سنة ولكن لا تظهر تلك الأعراض قبل عمر ٢٠ أو ٢١، أما قبل ذلك فنلاحظ بعض الأعراض على المريض كتدني في مستوى النشاط الاجتماعي الذي يقوم به وتدني في المستوى الأداء الأكاديمي والمدرسي ويميل قليلاً إلى العزلة ولكنه لا يقوم بالتحدث مع نفسه على الرغم من أنه يتفاعل إذا تفاعلنا معه ثم بعد ذلك تبدأ الأعراض الأخرى في الظهور.

بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد هنالك عمر معين يمكننا أن نصفه بأنه هو عمر اضطراب الفصام لأن كل الأعمار تعتبر معرضة بصورة كبيرة لهذا الأمراض كما أن نسبة انتشار هذا الاضطراب عالمياً تصل إلى ١٪ وهي نسبة كبيرة نوعاً ما ولا تعني أن هذا الاضطراب هو مرض نادر.

يُمكنك قراءة: سيكودال Psychodal لعلاج مرض الفصام، الهوس، العدوانية

ما هي كيفية علاج اضطراب الفصام الوجداني؟

تعتبر مثل هذه الأمراض هي أمراض عضوية بالأساس ولها علاقة بكيماء الدماغ بشكل مبسط، لذلك فإن علاج هذه الاضطرابات يعتبر دوائي وهو ما يساعد المريض في التخلص من الأعراض ولكن هناك جانب آخر من العلاج يعتمد على تثقيف المريض وعائلته عن طبيعية المرض وكيفية العلاج وهو ما يعتبر مهم بدرجة كبيرة لأنه في حالة عدم متابعة حالة المريض مع الطبيب المختص فقد تختلف الصورة عنده وقد يحدث هنالك انتكاسات ويتغير حينئذ التشخيص.

ونهايةً، يجب معالجة هذا المرض مدى الحياة حتى يتمكن المريض من عيش حياته بشكل طبيعي وأن يقوم بمهمته في الحياة بصورة طبيعية تماماً.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: