وظيفة شبكية العين والأمراض التي تصيبها

وظيفة شبكية العين والأمراض التي تصيبها

تُعد العين والنظر بشكل عام من الأشياء الهامة في حياتنا والتي يجب علينا الحفاظ عليها طوال الحياة. وهناك بعض الأمراض التي تصيب شبكية العين منها اعتلال الشبكية الشيخوخي المرتبط نوعاً ما بالتقدم في العمر، بالإضافة إلى اعتلال الشبكية السكري الناتج عن إصابة المريض بمرض السكر، ومن ثم يستلزم على المريض فور الشعور بأية أعراض تخص هذين النوعين من الاعتلالات سرعة مراجعة طبيب العيون خاصةً عند الشعور بوجود ضبابية في الرؤية المركزية.

ما هي أهمية التوعية الصحية وتعلم المزيد من المعلومات الطبية عن العين؟

يرى الدكتور عمر الزعبي ” اختصاصي طب وجراحة العين في مركز الشامي للعيون” أنه قبل أن يكون الطبيب طبيباً لابد أن يكون ناصحاً أميناً، كما أننا نرفع دائماً شعار ” زكاة العلم التعليم “، ومن هنا أتت أهمية عقد لقاءات توعوية وتثقيفية وتعليمية بأمراض العين، وذلك حتى يتسنى للجميع وخاصةً مرضى العيون معرفة طرق الوقاية من أمراض العين وما هي طرق العلاج والمتابعة، وما هي العمليات الجراحية التي تُجرى فعلياً للعين، وذلك يساعد المريض على تحسن حالته الصحية سريعاً أو إمكانية قيام المعالِج أو الجراح بعملية جراحية لمريض العيون، ومن ثم يتحصل المريض على نتائج طيبة.

أين تقع شبكية العين وما هي وظيفتها لنظر الإنسان؟

سُميت شبكية العين بهذا الاسم لأنها عبارة عن مليون و ٢٠٠ ألف خلية عصبية جميعها من إبداع الخالق عز وجل.

في المنطقة الوسطى من الشبكية هناك شيء يسمى بالعصب البصري وهي نقطة التقاء الألياف العصبية المكونة من مليون ومائتي ألف خلية عصبية كما سبق الذكر.

يُعد العصب البصري مهم بدرجة كبيرة للإنسان، وبجانب هذا العصب هناك منطقة تسمى ” اللطخة الصفراء ” أو ” الماكيولا “، وهي مركز الإبصار الذي يتحكم في الرؤية المركزية ورؤية الألوان أيضاً، ويجب أن ننوه إلى أن اللطخة الصفراء تلك هي ليست مرض وإنما هي جزء لا يتجزأ من العين، ولكن اعتلال اللطخة الصفراء الشيخوخي أو الناتج عن السكر أو اللوز المائية يُعد مرضاً.

إلى جانب ذلك، هناك أطراف الشبكية الموجودة خارج شرايين العين وهي المسئولة عن ساحة الرؤية أو الرؤية المحيطية، وتتجمع كل الألياف العصبية البصرية في كل العصب البصري الذي ينقل الصورة إلى الدماغ.

لا يجدر بنا أن ننسى آخر شيء من مكونات شبكية العين وهو السائل الزجاجي، وهو عبارة عن سائل هلامي شفاف يملأ التجويف الداخلي للعين ويقع أمام الشبكية.

أكثر الأمراض شيوعاً لشبكية العين

قبل البدء في ذكر الأمراض التي قد تصيب شبكية العين يجدر بنا التطرق إلى بعض التغيرات الفسيولوجية التي تتعرض لها شبكية العين والتي تتمثل في انفصال السائل الزجاجي، ولابد من تفرقتها عن انفصال الشبكية وهي حالة طارئة.

مضيفاً: يُعد السائل الزجاجي سائلاً هلامياً، وعادةً بين سن الخامسة والأربعين وسن الخامسة والستين أو السبعين ينفصل هذا السائل عن سطح شبكية العين، وبالتالي يشعر المريض أحياناً بوجود وميض مرة أو مرتين، يتلوا هذا الوميض ذبابة طائرة، ثم يختفي الوميض وتبقى الذبابة الطائرة موجودة، وهذا تغير انحلالي طبيعي جداً يحدث بين عمر الخامسة والأربعين وعمر الخامسة والستين، وهو أمر غير مقلق على الإطلاق، حيث يبتعد ويفصل نفسه تماماً عن شبكية العين ويصير محله فارغاً وهو أمر مرغوب فيه لأنه في ذلك الحين لا يتسبب في سحب الشبكية أو انفصالها فيما بعد، أما عن الذبابة الطائرة فهي عبارة عن بقايا انفصال السائل الزجاجي يراها الإنسان في عينه ولكن بشكل خفيف نوعاً ما.

أما عن بعض الأمراض التي تصيب العين فمن بينها:

  • انفصال شبكية العين: وهي عبارة عن انفصال السائل الزجاجي ساحباً معه جزء من الشبكية مكوناً ثقب، وهذا الثقب يمكن أن يسمح بدخول السائل تحت شبكية العين، وهذا الانفصال يمكن أن يصيب الإنسان في أي عمر حتى صغار السن، ولكن في حال زيادة الوميض بشكل متكرر أو زادت الذبابة الطائرة وشعر المريض بعتامة في الرؤية أو ستارة تحجب الرؤية فإننا نشك بشيء يسمى” انفصال الشبكية “، وهي حالة طارئة لابد من معاينتها لدى طبيب العيون ولابد من إجراء اللازم سواء كان إما بالليزر أو بعملية جراحية، كما أن هذه العتامة يمكن أن تأخذ أياماً أو تحدث فجأة.
  • اعتلال الشبكية السكري: كما نعلم جميعاً فإن السكر يؤثر على شرايين العين ويؤدي إلى نقص التروية في أطراف الشبكية مما يؤدي إلى نمو شعيرات دموية غير طبيعية، وهي شعيرات هشة وطرية يمكن أن تنزف في أي لحظة، ومن ثم فإن نزيف السائل الزجاجي أو نزيف الشبكية أو نزيف ما قبل الشبكية أو أحياناً نزيف داخل طبقات الشبكية أو أسفلها يستلزم سرعة العلاج إما بالحقن أو بالليزر أو بالعمليات الجراحية في حال لا قدر الله تكوُّن التليفات.
  • اعتلال الشبكية الشيخوخي: من الأمراض التي تصيب شبكية العين كذلك هو اعتلال الشبكية الشيخوخي وهو عبارة عن نمو شعيرات دموية أسفل الشبكية نتيجة العمر وهو ما يُطلق عليه اسم ” تنكس الشبكية البقعي ” أو ” اعتلال الشبكية الشيخوخي “، ولابد من علاج تجمع الدم في الشبكية عبر الحقن ومتابعة المريض من جانب أخصائي العيون بشكل دوري.

وختاماً، هناك بعض الأعراض التي يشعر بها في هذه الاعتلال سالفة الذكر من بينها الشعور بضبابية في الرؤية المركزية أو ما نراه بشكل مستقيم، وفي حال رأينا اعوجاجاً في أي شيء مستقيم أمامنا أو رأيناه أصغر أو أكبر مما نراه في العين الأخرى منها فإن ذلك يعني وجود تجمع للسوائل في طبقات شبكية العين، ولابد حينئذ من مراجعة طبيب العين وإجراء صورة طبقية لشبكية العين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top