كيف تتغلب على أزماتك العاطفية

صورة , قلب , الحب , الفراق , الأزمات العاطفية

الحب والعثور على شريك الحياة المناسب نصف السعادة في هذه الدنيا، واستمرار العلاقة ووصولها إلى بر الأمان بدون صفعات أو صدامات ولا محطات فراق هو النصف الآخر من السعادة، لكن لأن الرياح غالبا تأتي بما لا تشتهي السفن فإنه من النادر أن تمر علاقة بدون صعوبات أو أزمات ومن النادر أكثر أن تصير الأحداث كما توحي بها البدايات، فالأزمات العاطفية التي نتعرض لها على مر مراحل حياتنا المختلفة جزء من متاعب الحياة وكبدها.

ولكن مهما تكن قسوة الأزمة فهي حتما ستمر وتمضي بمرور الأيام، والذكاء الحقيقي أن تجعلها تمر دون أن تضر بقلبك ضررًا بالغًا أو تترك فيه جرحا غائرًا أو تكسر فيك القوة وتفقدك القدرة على الاستمرار، وهنا قررنا أن نوجه حديثنا لمن يمر بأزمة عاطفية ويظن معها أن الحياة قد توقفت وأن القلب قد حكم عليه بالموت، لنعرف معًا كيف يمكننا أن ندير أزماتنا العاطفية ونخرج منها أقوى ونتغلب عليها ونتجاوزها بأسرع وقت ممكن. مع تمنياتي أن تحظى نصائحي بالقبول والتطبيق، وتكون خطوة عملية فعلا نحو النجاح والخروج من عنق الزجاجة.

ما هي الأزمة العاطفية؟

الأزمات العاطفية هي حالات الانهيار والانكسار ووجع القلب التي تعقب فقد المحبوب بأي طريقة كانت، فحين يتعلق الشخص بمن يحبه ويرسم حياته ومستقبله بناءً على جوده في تلك الحياة ثم يفاجئ بابتعاده، تضيق عليه الدنيا وتتعثر خطواته وتتوه منه ملامح الطريق في لحظة واحدة.

ومهما كان حجم أو تفاصيل تلك الأزمة فإن هناك أمر من اثنين لا ثالث لهما:
الأول: أن يكون البعد قهريًا ورغمًا عن الطرفين، مع قناعة المحب ويقينه أن حبيبه صادق المشاعر والنية وأنه لم يتعمد أبدًا وجعه أو الإضرار به.
الثاني: أن يثبت الوقت والشواهد أن المحبوب قد غدر أو نقض ميثاق الهوى برغبته وكامل إرادته، وإنه لم يكن من البداية الاختيار الموفق.
وهنا سوف نذكر نصائح عملية تساعد الشخص الذي يعاني من صدمة أو أزمة عاطفية على تجاوز أزمته.

تجاوز الأزمات العاطفية يبدأ من داخلك

النصائح كثيرة ومتنوعة تختلف في تفاصيلها ولكنها تتفق في مبدأ واحد وهو أنها جميعا تنبع من داخل الإنسان نفسه وليس من خارجه، وعلى رأس تلك النصائح ما يلي:
• خذ وقتك واسمح لمشاعر الألم أن تخرج، عبر عنها واترك لها فرصة أن تغادر قلبك وعقلك، ولا تحبسها.
• الفضفضة مع صديق أو أخ محب وناصح تخفف كثيرًا من ألم القلب.
• بعد أن تستوعب الازمة حاول أن تحلل الموقف بموضوعية، لتعرف الأسباب التي أوصلت لهذا الموقف.
• إذا تبين لك أن الطرف الراحل، والذي تسبب لك في تلك الأزمة خائنا أو كذابًا أو غبر مؤتمن، وأن علاقته بك لم تكن أكثر من مجرد عبث بقلبك ومشاعرك، فإنه بذلك اختصر نصف المسافة من الوجع الحنين.
• يمكن الآن أن تقرر طي تلك الصفحة وتحذف من حياتك من لا يستحق وتتجاهله تمامًا.
• توقف عن التنقيب في الذكريات وقراءة الرسائل أو مطالعة الصور أو ملاحقة حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي لأن هذه الأمور تؤخر التعافي من الأزمة.
• أما إذا كان الفراق قهريًا وقدريًا، فقل إنا لله وإنا إليه راجعون،، وبث شكواك إلى الله واطلب منه المدد والعون، وتطييب قلبك من أوجاعه، ادع لنفسك ولحبيبك المفارق، ما دمت تعلم أنه مثلك يتألم، ادع الله وانت موقن أن الله لن يتخلى عنك أبدا وسيوفقك لما فيه صلاح حالك وحال من تحب.
• الثقة بأن المحبوب باقيًا على العهد ولم يخدع أو يمل أو يزهد في قربك، تعفيك من ذلك الألم الذي يصيب الكبرياء ويكسر الخاطر، ويبقى ألم الفقد والحنين فقط.
• احمل مشاعرك واحتفظ بها في قلبك، وذكر نفسك دائما أنك في قلب من تحب معززًا مكرمًا لم تمتد إليك يد المهانة أو الزهد أو غيره، وادع الله ان يعينك على التعود على الوضع الجديد.
• حاول أن تملأ الفراغ بما يفيد.
• احذر أن تبحث عن بدائل، واترك نفسك حتى تقابل الحب مرة أخرى، دون أن تطلبه أو تسعى إليه.
• اقنع نفسك أن الله مقدر لك الخير فيما اختاره من الأقدار حتى وان لم تكن قادرًا على استيعاب ذلك.
• اقنع نفسك أن الأزمة سوف تمر، وأنك ستعتاد البعد كما اعتدت القرب، بل ان الحياة نفسها ستمضي، فاشغل نفسك بما ينفعك في آخرتك.

أضف تعليق

error: