مخاطر فيروس كورونا على المرأة الحامل

هل تعلم ما هي مخاطر فيروس كورونا على المرأة الحامل -Coronavirus

هناك العديد من المخاوف التي تنتاب العديد كثير من السيدات الحوامل من فيروس كورونا، وتمتد هذه المخاوف لتشمل الأجنة أو حتى الأطفال حديثي الولادة والرضع، إلا أن هذه المخاوف سرعان ما بادرت منظمة الصحة العالمية بحسمها حين أشارت إلى أن فيروس كورونا لم يتسبب في وفاة أي امرأة حامل حتى الآن، إضافةً إلى الحمل الآمن والرضاعة الطبيعية الآمنة للسيدات اللاتي أُصبن بالفيروس طبقاً للإحصاءات والبيانات المشار إليها من كافة وزارات الصحة حول العالم.

هل السيدات الحوامل أكثر عُرضةً للإصابة بفيروس كورونا؟

يقول الدكتور فراس الكركي “أخصائي طب النسائية والتوليد والعقم” أن فيروس كورونا أو COVID-19 فيروس مستجد منذ ٣ أو ٤ أشهر تقريباً، وأشارت كل الدراسات الطبية الحديثة إلى أن النساء الحوامل ليسوا من الفئات الأكثر عُرضةً للإصابة بفيروس كورونا المستجد.

في حال إصابة الحوامل بفيروس كورونا، فإن مضاعفات هذا الفيروس قد تزداد عليهم مقارنةً بغيرهم من المرضى الآخرين بسبب التغيرات التي تحدث في الجهاز المناعي نتيجة الحمل، وتبقى احتمالية إصابتهم بالفيروس متساوية كبقية الأشخاص أو الفئات الأخرى من حولهم.

مضاعفات فيروس كورونا على المرأة الحامل

يصيب فيروس كورونا الجهاز التنفسي بشكل خاص وبدرجة أكبر من غيره من أجهزة الجسم الأخرى، ويتم مقارنته دوماً بفيروس الإنفلونزا العادية.

خلال فترة الحمل، يحدث هنالك تغيرات في الجهاز المناعي للمرأة الحامل ويصير عُرضةً للمضاعفات الصحية الشديدة إذا تعرضت المرأة لأية التهابات، كما أن الجهاز التنفسي يتعرض لبعض التغيرات.

هذه التغيرات هي تغيرات فسيولوجية وطبيعية تحدث خلال فترة الحمل، لكن في حال إصابة المرأة الحامل بفيروس كورونا فمن الممكن أن تتعرض إلى التهاب حاد في الرئتين أكثر من السيدات الأخريات.

يجدر الإشارة إلى أن كافة السيدات الحوامل اللاتي تعرضن لفيروس كورونا تم شفائهم بشكل كامل ولم تُسجَّل أي حالة من حالات الوفاة لسيدة حامل من فيروس كورونا، وهو الأمر المطمئن للحوامل والأجنة نوعاً ما.

مضيفاً: من الملاحظ كذلك أن شدة العدوى بفيروس كورونا بالنسبة للسيدات الحوامل هي في الأصل بسيطة ويتم الشفاء منها في وقت قصير، وتشعر فيها المرأة ببعض الأعراض البسيطة.

أما بالنسبة للجنين، فلم تثبت الدراسات أيضاً إلى وجود زيادة في احتمالية تعرض الجنين لأية مضاعفات من فيروس كورونا كالإجهاض، وحدوث بعض التشوهات أو صعوبة وتأخر في نمو الجنين داخل الرحم، ولكن تبقى الاحتمالية الوحيدة لحدوث المضاعفات متمثلةً في حدوث الولادة المبكرة.

ما هي أسباب حدوث ولادة مبكرة للسيدة الحامل المصابة بكورونا؟

إن أي التهاب يحدث خلال فترة الحمل يزيد من احتمالية حدوث ولادة مبكرة. أما بالنسبة للولادة، فيُنصح للسيدة الحامل المصابة بفيروس كورونا أن تلد ولادة طبيعية لأنها تخفف من وجود خطر على نفسها والجنين والكادر الطبي من فيروس كورونا خاصةً إذا احتاجت للتخدير العام أثناء الولادة، وتظل الولادة القيصرية مقترحاً أمام طبيب النسائية والتوليد في حال تعرض المرأة الحامل لأسباب أخرى غير فيروس كورونا.

إلى جانب ذلك، في حال احتاجت المرأة الحامل المصابة بكورونا للولادة القيصرية، فإننا نشجع على تخديرها تخدير نصفي وليس تخدير كامل للتخفيف من احتمالية حدوث مضاعفات للسيدة الحامل أو الكادر الطبي الموجود في غرفة العمليات.

لعل السيدة الأردنية الحامل المصابة بعدوى كورونا التي ولدت منذ أيام طفلاً سليماً خالياً من أية تشوهات هي بمثابة رسالة مطمئنة لجميع السيدات الحوامل على أن هذا الفيروس لا يؤثر على صحة المرأة الحامل ولا على صحة الجنين، ومن ثم فلا داعي للسيدات الحوامل أن يتوترن ويخفن لدرجة أكبر من اللازم عند إصابتهن بفيروس كورونا، مع ضرورة أخذ الاحتياطات الكاملة أثناء فترة الحمل للتخفيف من احتمالية الإصابة بهذا الفيروس القاتل.

هل تستطيع السيدة الحامل المصابة بكورونا إرضاع الطفل بشكل طبيعي؟

هناك خلاف في مسألة إرضاع الطفل رضاعة طبيعية من جانب الأم التي أصيبت بفيروس كورونا، وذلك لأن هذا الفيروس كما ذكرنا سلفاً هو فيروس مستجد ومن نوع جديد، ومن ثم فإن الأبحاث الموجودة عليه محدودة نوعاً ما.

على الرغم من ذلك، تنصح منظمة الصحة العالمية بإمكانية رضاعة الطفل رضاعة طبيعية من الأم التي أصيبت بفيروس كورونا لأن الرضاعة الطبيعية لها فوائد عدة للجنين من بينها:

  • تحسن الرضاعة الطبيعية من الجهاز المناعي للطفل، ومن ثم فإنها تخفف من احتمالية إصابته بأي التهاب.
  • تزيد الرضاعة الطبيعية من قوة العلاقة بين الأم والطفل الرضيع.

تبقى هنالك ضرورة ملحة لأن تأخذ السيدة المرضعة احتياطاتها الكاملة من فيروس كورونا بارتداء الكمامة طوال الوقت، مع غسيل الأيدي بالماء والصابون قبلما وبعدما تلمس ثديها أو الطفل الرضيع.

علاوةً على ذلك، من الممكن أن يتم عزل الطفل الرضيع عن أمه المصابة بفيروس كورونا بعد ولادته لمدة ١٤ يوم، مع إمكانية سحب الأم للحليب من ثديها وتقديمه للطفل من خلال شخص آخر في هذه الفترة تفادياً لعدوى كورونا المنتشرة في هذه الآونة.

هل يمكن أن ينتقل فيروس كورونا عبر حليب الأم للطفل؟

هناك دراسات قامت على ما إذا كان هنالك علاقة بين حليب الأم وفيروس كورونا ومدى انتقاله للطفل للرضيع عبر هذا الحليب، ولكن هذه الدراسات خلصت إلى أن هذا الفيروس لا يُنتج عن طريق حليب الثدي، لذلك فإن حليب الأم يعتبر آمن للطفل الرضيع، ويبقى الجدل واضح في إمكانية رضاعة الطفل من أمه المصابة لأن الفيروس كما نعلم جميعاً يمكن أن ينتقل من الأم إلى الطفل عن طريق الرذاذ.

إنني أنصح السيدات الحوامل خلال هذه الفترة المنتشر فيها فيروس كورونا ألا يقلقن من عدم قدرتهن على المتابعة مع الطبيب المختص خلال هذه الفترة لأن الحمل في كثير من مراحله يعتبر آمن وغير مقلق إلى حد كبير، ولكن على الجانب الآخر، يُفضل أن تتواصل الحامل مع طبيبها المختص online حتى يتم مناقشة حالتها ويحدد الطبيب ما إذا كانت الحامل بحاجة لمتابعة طبية حثيثة من عدمه، ومن ثم يمكنها الذهاب للطوارئ والمتابعة مع طبيب النسائية والتوليد خاصةً إذا كانت الحامل تعاني من سكر الحمل أو ضغط الحمل أو الحمل بتوأم أو حالات الإجهاض المتكرر.

وختاماً، في معظم حالات الحمل يمكننا تقييم حالات الحمل عن طريق الهاتف ووصف لها الدواء المناسب لأي من أعراض المختلفة التي تتعرض لها السيدة الحامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top