عام جديد نبدأه بالتفكير خارج الصندوق

عام جديد , Businessman, Working Hard , صورة

الدنيا كل يوم في شأن، ولا يمر عليها يوم يشبه سابقه أبدًا، فكل يوم هناك مستجدات على كل المستويات، فالعلم يوافينا بالجديد، ويكشف لنا كل يوم عن أسرار ومفاجئات جديدة ومبهرة، تثير دهشتنا وعجبنا، والحياة بأسرها خرجت عن دائرة المعتاد والمألوف، ثارت على مفاهيم التقليدية والبساطة والنمطية.

وها نحن نقف بنهاية عام رأينا فيه من العجائب والغرائب ما رأينا، وبانتظار عام جديد الله وحده العالم بما يخبئه بين ثنايا لحظاته من أسرار ومفاجئات، وبما أني أنا وأنت عزيزي القارئ جزء من هذا العالم المليء بالثورة والتمرد فلنبدأ هذا العام بنمط جديد في التفكير، نسعى سعيا فعليا للخروج بأفكارنا خارج صندوق العادات والتقاليد والأنماط القياسية المعروفة برتابتها وتعقيداتها.

لماذا من الضروري أن نفكر خارج الصندوق؟

يواجهنا في حياتنا مشاكل كثيرة وعقبات وصعوبات متعددة ونحن في طريقنا إلى تحقيق أحلامنا، مشاكلنا جديدة والحلول القديمة لم تعد تصلح لحلها، فمن منا لم يواجه موقفا صعباً أو عقبة كؤود يقف أمامها عاجزا حائرا، لا يجد لها حلاً ولا مخرجاً، حين نفكر داخل الصندوق فإن الاقتراحات أمامنا تكون محدودة، ومساحات التحرك ضيقة جيد، ربما لأن التفكير داخل الصندوق يجبرك أن تأخذ في اعتبارك عدة أمور، وتراعي العادات والتقاليد والأعراف وغيرها من العراقيل.

ماذا نحتاج من المهارات أو السمات لكي نتعلم التفكير خارج الصندوق؟

التفكير خارج الصندوق هو نمط من التفكير لا يعترف بالحدود ولا يهتم للعادة، هو نمط يجنح بالإنسان إلى النظر إلى المشكلة من زاوية خاصة جدا ومختلفة عن غيره، ومن ثم يبحث في اتجاهات مختلفة وغير نمطية، ولكن هذا النمط من التفكير لا يمتلكه إلا قلة قليلة من الأشخاص لهم سمات شخصية معينة واتجاهات فكرية خاصة إلى حد ما، لأن التفكير خارج الصندوق والبحث عن حلول غير تقليدية أو اتباع طرق مبتكرة وغير مسبوقة في حل المشاكل يتطلب ما يلي:

  • الجرأة والشجاعة، حيث أن من يسلك هذا النمط يكون معرضا للمغامرة فالطرق الغير مسبوقة قد تؤدي إلى نتائج غير مسبوقة أيضا، ويكون معرضا للنقد والسخرية أحيانا، لأن مجتمعاتنا اعتادت على الالتزام بما هو مألوف ومعروف ورفض ما هو جديد أو مجهول.
  • أن يكون من عشاق التجربة الذين يجدون المتعة في الطريق، ولا ينتظرونها في الوصول، فهؤلاء يعتزون بتجاربهم ويعتبرونها مكسبا إضافيا إلى خبراتهم، ومعارفهم ولا يحكمون عليها باعتبار النتائج، فالتجربة ليست تضييع للوقت بغض النظر عن نجاحها أو فشلها.
  • التفكير خارج الصندوق يحتاج إلى قدرات ابداعية عالية، فالمبدعون يرون ما لا يرى غيرهم، وينظرون إلى الأمر من زوايا مختلفة.

ابدأ هذا العام … بإعادة النظر في كل ما تفكر فيه، وتنشده من أحلام، وحاول أن تكون مبدعا في مواجهة العقبات، حاول أن تختصر المسافات وتوفر الأوقات والساعات الطوال التي تهدر في الحركة حول نفسك، كن شجاعات وابحث عن أقصر الطرق المؤدية إلى حلمك، اطرق كل الأبواب، واتبع كل الوسائل المشروعة إلى تحقيقه، الوسائل المشروعة وليست التقليدية أو المعروفة.

ابدأ عامك بروح ملؤها الانطلاق والشجاعة، لا تبالي بالفشل ولا تخشاه، فالتجربة الفاشلة هي خبرة ومعرفة وعلم يقودك إلى النجاح، والسير في طريق غير صحيح بعض الوقت، يضمن لك أن تسلك الطريق الصحيح معظم الوقت.

لا تلتفت لتقييم الآخرين، فلا أحد منهم أدرى بظروفك وأعلم باحتياجاتك منك.

ابدأ عامك، بقراءة سير الناجحين والمتميزين، وتعلم منهم الإبداع والقدرة على الابتكار واكتشاف الطرق غير النمطية في التعامل مع ما واجههم من عراقيل ومشاكل.

ابدأ عامك بالتمرد على الخمول والسلبية والخوف من الفشل، واعلم أن الفرص الجيدة المناسبة تتاح أمامك كل يوم ولكن لن تستطيع أن تدركها وتستغلها إلا إذا كنت جريئا ومقداما، ولماحا فكم من فرصة ضاعت بسبب التردد والخوف من الفشل.

ابدأ عامك الجديد بشعار: (لا للتردد والنمطية، ونعم للإبداع والتفكير خارج لصندوق) اسمح للمبدع بداخلك أن يشاركك الرؤية والرأي، ويمدك بأفكاره ومساعداته، واعلم أن عامك سيكون انطلاقة حقيقية إلى تحقيق ما تحلم به والتعامل بنجاح مع ما يقف في طريقك من عوائق وموانع، اعلم أن المبدعون فقط من يملكون تغيير الحياة، أما النمطيون والتقليديون فتغيرهم الحياة.

أضف تعليق

error: