الالتزام مفتاح النجاح لهذا العام

الالتزام , مفتاح النجاح , العام الجديد , صورة , Commitment

مفتاح النجاح في العام الجديد

الأيام تمضي سريعاً والأعوام تتلاحق في عجل، ونحن الآن نقف عند مشهد يتكرر كل عام، حيث الأيام القلائل التي تقع عند مفترق الطرق بين عام مضى وآخر مقبل، لنودع الراحل ونستقبل القادم بكل الحب والتفاؤل والحرص كل الحرص على التقدم إلى الأمام.

ونحن في هذه المرحلة جدير بنا أن ننظر إلى أحلامنا وأهدافنا وطموحاتنا، ونقيم أنفسنا ونعرف أين نحن منها، وكم حققنا من الإنجازات وهل وصلنا إلى درجة الرضا التي تجعلنا في نهاية المطاف نقول أننا أدينا الرسالة على وجهها الأكمل وأننا حققنا كل ما حلمنا به من إنجازات وأهداف؟

ولو صدقنا مع أنفسنا لعرفنا أن المسافة بيننا وبين لحظة الشعور بالرضا وفرحة تحقيق الإنجازات لا تزال طويلة جدا (إلا ما رحم ربي)، ولو بحثنا عن الأسباب الحقيقية راء ذلك فسنكتشف أن معظمنا يفتقد عنصرا مهما جدا وعاملا أساسيا من عوامل النجاح وتحقيق الإنجازات، وهو عنصر الالتزام، وما يتبعه من الحفاظ على حالة الحماس والتحفيز التي تصاحب الأحلام والأهداف في بداياتها، وتأخذ في الضعف والخفوت حتى تبهت ثم تختفي تماما، فنتقهقر ويتراجع الالتزام، ثم نتوقف! نعم نتوقف في منتصف الطريق، فلا ندرك ما استغرقته هذه الأهداف من الوقت ولا ننتظر لندرك ثمارها! وللأسف هذا حال معظمنا.

أما الآن ونحن نطرق أبواب العام الجديد، مستبشرين متفائلين مترقبين الخير بين طيات أيامه، فلنحاول جاهدين أن نكف عن هذا العبث ونتوقف عن تضييع أيامنا في أهداف لا تتحقق وأحلام لا تكتمل، فإما الالتزام وإما التوقف عن الأحلام ووأد الطموح ودفن الأمنيات داخلنا. اجعل شعارك لهذا العام الجديد الالتزام حتى النهاية!

معنى الالتزام

كل هدف أو حلم أو طموح يتطلب خطوات معينة وأعمال خاصة، فحلم النجاح في الدراسة مثلا يتطلب المذاكرة والدراسة الجادة، والجهد الجهيد في البحث والتعلم، والالتزام هنا يعني أن تواظب وتحرص على القيام بكل ما وضعته من خطط وجداول في سبيل تحقيق هذا الهدف.

والالتزام يعني ألا تماطل ولا تسوف ولا تتهرب من الواجبات التي قطعتها على نفسك، وألا تسمح للكسل أو ضعف الهمة أن يسيطرا على تفكيرك.

والالتزام يعني كذلك أن تستمر على نفس المسار الذي حددته وبنفس القوة وإن تخاذلت قليلا، فقاوم وانهض واستكمل السير حتى ترى نهاية الدرب وتجني ثمار جهدك وتستطيع تقييم تجربتك، فالتجارب التي لا تكتمل حتى النهاية لا يصح الحكم عليها.

مع بداية العام الجديد.. كيف تعود نفسك على قيمة الالتزام وتقاوم الكسل والملل؟

مهما كان الحماس في بداية المشروعات أو أول طريق الأهداف والطموحات كبيرا فهذا لا يدل أبدا على استمراره، ولا يعتبر مؤشرا لنجاحه، فالحماس شيء مرتبط بالبدايات وهو المحفز الذي يدفعنا أصلا إلى البدء، ولكن مع الاستمرار وتقدمنا في طريق الكفاح نكتشف أن التحديات أكبر من تخيلنا وأن المجهد المطلوب أكبر مما تصورنا بكثير، وأن الأمور لا تسير بالبساطة التي رسمناها، ومن ثم يتسرب إلينا بعض الفتور والتكاسل والإحباط ويؤثر ذلك على التزامنا بما يتطلبه المشروع أو الهدف الذي نسعى إليه، فضلا عن العادة التي تقوم بدورها وتؤثر علينا بمفعولها السحري، فالعادة تسرب إلينا الملل والفتور من وقت لآخر، حتى الناجحون والمتميزون يحدث معهم هذه الأشياء، لكنهم يجيدن التعامل معها ويرفعون شعار الالتزام، رغم أي شيء، وهنا نقدم بعض النصائح التي تعينك على قيمة الالتزام، وتمكنك من مخالفة هواك ورغباتك في التراجع أو التكاسل ومنها ما يلي:
• ذكر نفسك دائما بدوافعك ويمكنك كتابة دوافعك التي حملتك على البدء في الفكرة أو المشرع والاحتفاظ بها في مكان قريب.
• ذكر نفسك بالسعادة والمشاعر الرائعة التي ستحظى بها عند تحقيق أهدافك، والتي ستتوج بها مجهودك عندما تصل إلى ما تريد، تذكر لحظات النجاح فهذا يجدد الطاقة بداخلك ويساعدك على الالتزام والاستمرار.
• الالتزام بما وضعته من برامج أو خطط لتنفيذ مشرعك هو في حد ذاته إنجاز، فهو يزيد من ثقتك بنفسك، ويعطيك الطاقة والحيوية، ويعلمك أن تقاوم الكسل، ويعزز لديك قيم الصبر والمثابرة وقوة الإرادة، وهي قيم رائعة وهامة لا يُدرك النجاح إلا بها.
• الالتزام حتى آخر التجربة يمكنك من الحكم الصائب عليها ومعرفة مدى نجاحها أو فشلها، ومعرفة نقاط الضعف والقوة فيها، وما يحتاج إلى تطوير أو تعديل.
• مع أول يوم في العام الجديد ضع لك هدفا واحرص على تحقيقه ووطن نفسك على الالتزام، فالالتزام هو مفتاح النجاح لهذا العام.

أضف تعليق

error: