صفات الزوجة الصالحة من الكتاب والسنة

الزوجة الصالحة ، مسلمات ، Muslim , wife , صورة

صفات الزوجة الصالحة

فقُبَيل الحديث حول صفات الزوجة الصالحة من الكتاب والسنة؛ نقول أن الله -عز وجل- خلق الإنسان ليعيش هذه الحياة، وجعله في كبد من المهد إلى اللحد، يولد صغيرا ثم يصير طفلا، بفضل والديه وبعنائهما وتعبهما وما أن يكبر ويشتد عوده، ويبدأ هو بدوره في تحمل المسئولية وتحمل أعباء الحياة؛ فيجد في البحث عمن يشاركه الرحلة ويتقاسم معه التفاصيل، ويتحمل معه المسئوليات ويعينه على دنياه ودينه أيضا، فيكون شريك الحياة والنصف الآخر والمكمل له هو الزوج.

ولأن الزواج شراكة تنجح بصلاح طرفيها وتفشل فشلاً زريعاً بفساد طباعهما أو اعوجاج خلقهما، فإن كل طرف يبحث عن الشريك الأصلح والأنسب.

فالمرأة تبحث عن زوج صالح تكمل معه حياتها وتستند عليه.

والرجل كذلك يبحث عن زوجة صالحة تقوم على خدمته وتكون على قدر مسئولية البيت والزواج والأبناء، وهنا سيدور حديثنا عن صفات الزوجة الصالحة، التي تعين الزوج على الدنيا وما فيها ولا تعين عليه الدنيا.

فضل الزوجة الصالحة في الإسلام

إن الإسلام أعلى مكانة الزوجة الصالحة ومدحها وأثنى عليها، ورفع شأنها ودعا كل زوجة مسلمة أن تنشد الصلاح والفلاح في نفسها وصفاتها.

ومما يدل على ذلك قول النبي –صلى الله عليه سلم– (الدنيا متاع، وخير متاعها الزوجة الصالحة)، ويصف الله الزوجات الصالحات في كتابه الكريم فيقول: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ).

بيان صفات الزوجة المسلمة الصالحة على ضوء الكتاب والسنة

إن وصف الزوجة بالصلاح وصف واسع فضفاض شامل لكل معاني الصلاح، والزوجة الصالحة هي الصالحة في نفسها المصلحة لبيتها والتي تصلح الحياة معها، ويطيب العيش بوجودها ولا تكون سببا من أسباب الهم والغم لزوجها، ولا تكون داعيا من دواعي حزنه أو تعبه ولا عبئا يضاف إلى أعباء الحياة التي يحملها على عاتقه، ولا يكتمل صلاح المرأة إلا بصلاحيتها للأمومة الطيبة، والقدرة على انشاء نبت طيب مبارك يتربى في رحاب الدين الحنيف، وقد أورد لنا الكتاب والسنة بعض الصفات والمزايا التي غالبا لا توجد إلا في المرأة الصالحة.

ومن ذلك وصف الله عز جل للنساء الصالحات بأنهن قانتات حافظات للغيب، وهذا إشارة إلى إيمانها وطاعتها لربها عز وجل وعفتها وصيانتها لنفسها وعرضها، والتزام سبل العفة والستر في قولها وفعلها ولباسها.

ومن الصفات التي أخبرت بها السنة النبوية المطهرة ما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما استفادَ المؤمنُ من شيٍء بعدَ تقوى اللهِ خيرًا لهُ من زوجةٍ صالحةٍ: إنْ أَمَرَهَا أطاعتْهُ، وإن نظرَ إليها سَرَّتْهُ، وإن أقسمَ عليها أَبَرَّتْهُ، وإن غابَ عنها حفظته في نفسها ومالِهِ).

ومن ثم ففي هذا الحديث إشارة إلى مظاهر صلاح الزوجة المسلمة، تلك الأمور التي تستقيم معها الحياة الزوجية وتسعد بها الأسرة بأسرها، ويرتاح لها الزوج ويرضى عنها الله عز وجل، وهي كما يلي:

  • طاعة الزوج، وهي من أهم صفات المرأة الصالحة ومن أهم مظاهر حسن عشرتها وأدبها معه، فالزوجة ينبغي أن تكون طائعة لزوجها، موافقة له غير مخالفة ولا مشاكسة، ما دام لم يأمرها بمحرم، فطاعة الزوجة للزوج من دواعي استمرار العلاقة وسلامتها واستقرار الأسرة، ومما يدل على حَث الإسلام للمرأة على طاعة زوجها وفضل ذلك في ميزان حسناتها قول النبي –صل الله عليه وسلم-: (إذا صَلَّتْ المرأةُ خمسَها، وصامَتْ شَهْرَها، وحَصَّنَتْ فَرْجَها، وأَطَاعَتْ بَعْلَها، دخلَتْ من أَيِّ أبوابِ الجنةِ شاءَتْ).
  • إدخال السرور على قلب الزوج وهذا يقتضي أمورا كثيرة ويتضمن عدة أشياء من حسن المظهر والملبس والمكان، والعناية بالأبناء، والعناية بكل ما تقع عليه عين الزوج.
  • إبرار قسم الزوج، وهومن شمائل الزوجة الصالحة التي تحترم زوجها وتخضع في النهاية لرغباته، حتى وإن كان في ذلك تعارض بينها وبين ما تحب.
  • صيانة الزوج في نفسها وماله، وهذا من أهم مواصفات الصالحات، فالزوجة الصالحة تحفظ غيبة زوجها ولا تدخل بيته من يكره، وتستتر عن كل أجنبي لا يحل لها، وتحتفظ بزينتها لزوجها فقط، ولا تخرج من بيتها متبرجة تستعرض مفاتنها، ولا تسمح لمرضى النفوس بالنظر إليها، أو النيل منها.

أضف تعليق

error: