إلى كل زوجة مسلمة سعادتك في الكتاب والسنة

صورة , الزواج , الزوجة , دبلة

إن مرحلة اختيار رفيق العمر مرحلة هامة وأساسية في تحقيق السعادة الزوجية، ولكن مهما يكن من أهميتها فهي مرحلة مؤقتة تنتهي بقرار الاختيار أو عدمه، ثم يبقى بيت القصيد، وهو القدرة على التعايش الفعلي والتعامل مع الشريك بما يرضي الله وما يحقق الهدف الأساسي من العلاقة وهو حصول الأمان والأنس وتحصيل مجامع السعادة في الدنيا، وفي الآخرة بتحصيل الثواب ورضا الله عن بناء بيت مسلم يُذكر فيه الله وتُراعى فيه الحرمات، وينشأ فيه أبناء يدينون دين الحق لله ورسوله.

وهنا سوف نتحدث عن مسالك السعادة التي ينبغي أن تسلكها الزوجة المسلم لتنعم وينعم زوجها بالحياة الرغدة والصحبة الطيبة، والتي نستقيها من نبع النجاة الذي لا ينضب أبدا وهو كتاب الله وسنة حبيبه المصطفى.

ما ينبغ أن تفعله الزوجة تجاه بيتها وزوجها

الزوجة هي ملكة البيت، وربته ومدبرة أموره وشئونه، وهي القادرة على خلق روح المحبة بين أفراده، والقادرة على بث السعادة في أوصاله، وذلك باتباع بعض السلوكيات الحكيمة في تعاملها مع حياتها ككل، بما في ذلك الزوج والأبناء ومن تلك السلوكيات ما يلي:
اتق الله في نفسك وفي أفعالك وأقوالك، وأصلحي علاقتك بالله، كوني لله كما يحب أن تكوني، فلا يجدك في موضع ينهاك عنه ولا يفتقدك في موضع يأمرك به، فالتقوي تلين الحديد وتيسر الأمر وتصلح ما بينك وبين زوجك وأبنائك.

كوني عونا لزوجك على العفة وغض البصر، وذلك برعايتك لمتطلباته والاهتمام أمامه بمظهرك وجوهرك كذلك، كوني له كما يريد أن يراكِ، متجددة متألقة جذابة، وإياكِ أن تقع عينه منك على قبيح ولا يجد منك إلا أطيب ريح! واعلمي أن تفانيكِ في خدمة بيتك وأولادك لا يعفيك من مهمة إرضاء زوجك والحرص على اشباع رغباته واحتياجاته، وقد قال صلى الله عليه وسلم مبينا أهمية هذا الأمر فيما معناه: (خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة إذا نظرت إليها سرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك).

وإن كان هذا الأمر مؤكدا منذ قديم الأزل فهو في عصرنا أولى، وأشد أهمية، لما نحن فيه من الفتن المتلاطمة حولنا.

اعلمي أن العبء الملقى على عاتق زوجك جد ثقيل، فالظروف صارت أصعب والمتطلبات أكثر، والوفاء باحتياج الأسرة للمأكل والملبس والعلا ج وغيره أصبحت طاحنة، والزوج المسئول يخرج من بيته ساعيا وراء الوفاء باحتياجات بيته وتوفير حياة كريمة لأهله، ولا تعلمين كم من الضغوط والمصاعب والمضايقات التي يتعرض لها، لذا فهو ينتظر أن يجد في بيته السكينة والمودة التي تعزيه عن عناء اليوم الطويل، فلا يليق بك أن تقابليه بوجه عبوس أو نبرة حادة أو تستقبليه بالشكاوى أو الطلبات، أو تتهميه بالتقصير أو تحمليه ثمن غيرتك من قريناتك وثمن تطلعاتك، اتق الله في تعاملك معه ولا تكوني كمن وصفها النبي –صل الله عليه وسلم – بأنها شر النساء حيث يقول: شر النساء الحنانة والمنانة والأنانة والحداقة والبراقة والشداقة والممراضة).

إياكِ ومناطحة الزوج والوقوف في وجهه، أو التجرؤ عليه أو إيذائه بالقول أو الفعل، وإياك والامتناع عن إرضائه أو منع حقه الشرعي فقد حذر النبي –صلى الله عليه وسلم- من ذلك الذنب أيما تحذير، حيث يقول:
( أيما امرأت باتت وزوجها عليه غاضب ، لعنتها الملائكة حتى تصبح)، وفي حديث أخر: (ثَلَاثَةٌ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ آذَانَهُمُ: الْعَبْدُ الْآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ).

قد نحتاج أحيانا إلى تصحيح بعض المفاهيم والمعتقدات المشوشة فيما يتعلق بطاعة الزوجة لزوجها والتفاني في ارضائه والاهتمام به، فبعض الدعاوى المغرضة تطالب بالندية وتزعم أن خضوع الزوجة لرغبات زوجها والنزول على إرضائه هو نوع من الإهانة لها أو التقليل من قدرها أو مكانتها، وهذا محض ادعاء فوالله ما زادت طاعة المرأة لزوجها الزوجة إلا عزا ورفعة وسعادة، وإنها لتنال برضا زوجها ما لا تدركه بالعبادة والتعب والمشقة، وهذا ما يؤكده قول النبي –صلى الله عليه وسلم- (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة).

أخيرا لتعلم كل امرأة رزقها الله بزوج يعفها ويحصنها أن كثيرات يتمنين هذه النعمة، ويتمنين أن يكن مكانك، فأحسني إلى نفسك بشكر هذه النعمة حتى يبارك الله لك فيها.

أضف تعليق

error: