خطبة جمعة مكتوبة بمناسبة يوم التأسيس السعودي

تمت الكتابة بواسطة:

لأئِمَّتنا وخطباء المساجد وفرسان المنابر في المملكة العربيَّة السعودية، نقدم لهم خطبة جمعة مكتوبة بمناسبة يوم التأسيس السعودي. فحريّ بالأئِمَّة والوُعَّاظ أن يكون موضوع خطبة الجمعة القادمة حول هذه المناسبة، ويُذَكِّروا الناس بما فضَّلهم به الله ﷻ على غيرهم بأن جعلهم يعيشون على أرض هذا البلد الطاهر، ينعمون بخيراته وأمنه وأمانه.

إن هذه الخطبة المباركة وغيرها، تأتيكم موفَّرة على صفحات موقع المزيد، في قسم ملتقى الخطباء وصوت الدعاة به. آملين أن تنال رضاكم واستحسانكم، آمين ومأمومين.

خطبة جمعة مكتوبة بمناسبة يوم التأسيس السعودي

مقدمة الخطبة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد -أيها المسلمون- اتقوا الله ﷻ دائِما وأبدا. فقد فاز عباد الله المتقون، وخاب وخسِر العاصون. قال الله ﷻ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ | وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ | لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾.

الخطبة الأولى

إخواني في الله ﷻ؛ إن أعظم نِعمة أنعم الله بها علينا هي هدايتنا لهذا الدين العظيم. ولولا هداية الله ﷻ لما اهتدينا. فلله الحمد والمِنة.

وكذلك من نعم الله ﷻ علينا وعلى هذه البلاد المباركة، هو تشريفنا لخدمة الحرمين الشريفين. ودين الإسلام هو الدين الذي أكمله الله وأتمَّه ورضيه لنا دينا. قال الله ﷻ ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا﴾. فهو الدين الكامل التام في العقائد والعبادات والمعاملات.

ونتذكَّر في يوم التأسيس السعودي -يا عباد الله- أننا في هذه البلاد المباركة نبراسنا ومنهجنا كتاب الله ﷻ، وسُنة المصطفى ﷺ.

أيها المسلمون، لقد وُحِدت كلمة المسلمين في هذه البلاد التي حماها الله ﷻ من كل بلاء واعتداء، وقيّض الله ﷻ لها ولاة أمر يحكمون بشرع الله ﷻ وبمنهج الرسول ﷺ. فبعد أن وُحِدَت هذه الديار السعودية؛ اهتم قائدها الملك عبد العزيز -يرحمه الله- اهتمامًا كبيرًا بالحرمين الشريفين، إنشاءً وتوسعة.

وكان الناس في فوضى، ليس هناك أحد يحكمهم، وليس هناك شخص يدير شؤون هذه البلاد. ولما وُحِّدَت البلاد بفضل الله ﷻ ورحمته. انقلب حال هذه البلاد؛ فقُضيَ على الفوضى وحُكِّم شرع الله ﷻ. وأنشِئت المساجد والمدارس بشكل لافت للنظر. وساد الأمن والأمان ربوع هذه البلاد. وتم التآلف بين قلوب الشعب.

وهذا كله لا يكون إلا بإمامٍ تجتمع عليه الكلمة. والأمر لا يستقيم إلا بالطاعة من الرعية، والنُصح له والتعاون معه، وعدم الخروج عليه والاستهانة بأمره.

واتضح ذلك في تعاون الشعب مع أمام هذه البلاد المباركة -يرحمه الله-.

أيها الإخوة المؤمنون؛ ألا نُدرِك نعمة الأمن الذي نعيش فيه، وهذه الخيرات التي نرفل فيها ويتمناها القريب والبعيد، ووحدة الصف واجتماع الكلمة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وكل النعم التي أنعم الله بها علينا يجب شكرها. قال الله ﷻ ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾.

وولاة أمرنا -حفظهم الله- يتقبَّلون النصيحة ممتثلين لأمر الرسول ﷺ. حيث كان -عليه الصلاة والسلام- يطلب المشورة، ويحث على النصيحة. فحين خرج على أصحابه قال «أشيروا عليَّ أيها الناس». ويقول ﷺ -في صحيح البخاري- «إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني».

وهذا منهجنا في هذه البلاد المباركة. فعلماؤنا -وفقنا الله وإياهم- لا يألون جهدا في نُصح الناس وبيان الحق لهم. والانقياد لمنهج الله ﷻ ومنهج رسوله ﷺ.

عباد الله؛ إن تكريم الناس واحترامهم وإنزالهم منازلهم من أجَلّ ما دعا إليه الإسلام وحث على العناية به. قالت عائشة -رضي الله عنها-: أمرنا رسول الله ﷺ أن ننزل الناس منازلهم.

أقول قولي هذا. واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب. فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه وأشكره. هو الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس دونه شيء، وهو السميع العليم.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله. بلَّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجعلهم على المحجة البيضاء؛ ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد، فيا عباد الله؛ اتقوا الله ﷻ حق التقوى. فمطلب التقوى في مخالفة الهوى. وحلول الشقاء في البعد عن الهدى.

أيها المسلمون؛ نتذكَّر في ذكرى يوم التأسيس السعودي أن الله ﷻ مَنّ علينا في هذه البلاد المباركة بكل ما تحبه النفس وتشتهيه. فالنفس تحب الأمن والأمان، والراحة والطمأنينة، والمال، وكل خير. وهذا كله موجود في هذه البلاد المباركة ولله الحمد والمنة.

ومن رأيناه شق عصا الطاعة، وأراد تفريق جماعة المسلمين. فيجب علينا كمسلمين وكسعوديين وكمقيمين في هذا البلد المبارك أن ننبذه وننصحه. فإن لم ينتصح فنحاربه ونبلغ عنه الجهات المختصة. لأن المسلمين لا بد من أن يكونوا يدا واحِدة أمام التخريب والإرهاب.

وهذه بلادنا؛ يجب علينا حمايتها، ونضع أيدي مع أيدي ولاة أمرنا في محاربة كل ما يُسيء إلى هذه البلاد المباركة، بلاد الحرمين الشريفين.

ثم اعلموا -عباد الله- أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنّى بملائكته وأيَّه بكم أيها المؤمنون. فقال -سبحانه- ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾. وقال -عليه الصلاة والسلام- «من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا».

فاللهم صل وسلم على سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمد بن عبد الله -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-. وأرض اللهم عن خلفائه الأربعة الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي. وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا رب العالمين.

الدعاء

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذِل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء هذا الدين يا رب العالمين.

اللهم تقبل صلاتنا وصالح أعمالنا.

اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك عمن سواك يا رب العالمين.

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.

اللهم أدِم علينا نعمة الأمن والأمان، واهدنا لأحسن الأقوال والأفعال؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت. واصرف عنا سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت.

اللهم انصرنا على من عادانا، اللهم انصر جنودنا وإخواننا المرابطين على حدود بلادنا. اللهم انصرهم عاجلا غير أجل يا رب العالمين. اللهم ثبت أقدامهم واربط على قلوبهم وارحم شهدائهم.

اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين بتوفيقك، وأيده بتأييدك، واجعل له البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه. اللهم وفقه وولي عهده إلى ما تحبه وترضاه، واجعلهما في صلاح الإسلام والمسلمين يا رب العالمين.

اللهم ووفق جميع ولاة المسلمين لما تحبه وترضاه يا رب العالمين.

ربنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله؛ ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم. ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.


كانت هذه خطبة جمعة مكتوبة بمناسبة يوم التأسيس السعودي. ألقاها فضيلة الشيخ احمد محمد جابر هزازي؛ بارك الله فيه، وجزاه خيرًا.

قد ينال استحسانكم أيضًا: خطبة وطنية عن المملكة العربية السعودية «مكتوبة وجاهزة»


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: