حرية الصحافة في السعودية.. إلى أين؟

تمت الكتابة بواسطة:

هناك من ينتقد الصحافة لأنها تكتب عن حاجة المواطن، ويظن أن هذا النوع من الكتابة يحرج الدولة، ومن غير المفهوم السياق الذي قاده إلى ذلك، مع التأكيد على أن خادم الحرمين الشريفين ومعه المسؤولون في البلاد أكدوا غير مرة على ضرورة أن تواصل الصحافة والإعلام دورهما في كشف مكامن القصور وتوضيحها.

وفي أحيان كان ما تكتبه الصحافة عن فساد في مكان ما، أو عن مظلمة تعرض لها شخص أو فئة، أو الإشارة إلى نقص في الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية، أو غيرها من القضايا التي تهم الوطن والمواطن سببا في تغير الحال إلى الأفضل، وكانت تلقى تجاوبا واهتماما من المسؤولين وفي طليعتهم جلالة الملك الذي عرف عنه أنه تابع قضايا معينة بشكل مباشر حتى لا يحدث تأخير في إصلاح الوضع، وذلك حرصا على المصلحة العامة، وعلى ما يخدم المواطن.

الطلب من الصحافة ألا تكتب فيما يصفه المنتقدون أنه لا يعنيها دليل على أن محاولات تكميم الأفواه تأخذ أشكالا متعددة، وفي أحيان تلبس ثوب الوطنية، بينما ما يحرج الوطن حقيقة أن هناك فقيرا لا يجد ما يأكل هو وعياله، وأسرة تسكن قرية نائية تستظل بجبل لم تصلها الكهرباء بعد، وعاطلا يحمل شهادة جامعية لا يجد عملا في بلد 80% من العمالة الوافدة فيه أميون، في حين أن يد بلاده خيرها يصل إلى أماكن قريبة وبعيدة من العالم، وفي رأيي أن تناول الصحافة لمعاناة هؤلاء وغيرهم واجب وطني لا يسبب حرجا للدولة بقدر ما يسببه وجود هؤلاء المحتاجين دون العمل الحقيقي لرفع معاناتهم.

الصحافة ضرورة وطنية، ومرآة لما يحدث في المجتمع، والسعي إلى الرفع من شأنها أمر وطني يخدم الصالح العام، ورفع سقفها هو المطلب الذي كان يجب على المنتقدين المطالبة به، لا السعي إلى وضع العصي في دواليبها، وأخيرا إن لم تكتب الصحافة عن هموم المجتمع، فعن ماذا ستكتب؟

بقلم: منيف الصفوقي


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: