نظرية البرشومي والتفاح.. في السعودية

تقول نظرية البرشومي والتفاح إن رجلا ظل ثمانين عاما وهو يزرع البرشومي، وبعد ذلك استغرب هو وأولاده وأحفاده، أن شجرة البرشومي لم تثمر تفاحا!.

لا توجد لدينا أي مشكلة في المملكة، نهائيا، في كل أطياف الحياة، لأن المشكلة تصبح مشكلة حينما لا يكون لها حل، لكن كل مشاكلنا، بلا استثناء، لها عشرات الحلول، وربما مئات الحلول.. فأين هي المشكلة؟

نحتقن و«نزعل» ونشجب ونستنكر على كل النتائج التي نجنيها من خلال الأداء الإداري الحكومي، لماذا نحن متخلفون علميا؟ لماذا تأتي جامعاتنا في ذيل القائمات العالمية؟ لماذا خدمات البنية التحتية في معظم مدننا متدهورة؟ لماذا نحن مستهلكون فقط؟ لماذا لا يوجد لدينا مصانع نعتمد عليها في تعاملنا التنموي؟ لماذا المرأة لا تعرف كيف تشارك في الحياة باقتدار؟ لماذا نخاف من نتائج منتخبنا السعودي؟ لماذا لا يعرف أستاذ جامعي يقول «كلمتين على بعضها» أمام كاميرا؟ ألف ألف سؤال.. والإجابة هي أننا زرعنا برشومي ولن نجني تفاحا!

نحن اخترنا أن نكون بهذه العقلية التي لا تقبل الآخر ولا آراءه، ورأينا هو الصح والآخر كله خطأ! عمقنا في دواخلنا فكرة تعظيم الذات دون أن نصنع «إبرة» وملايين من الأجانب يعملون نيابة عنا! ونكرر كلمات الفخر والاعتزاز، وهل هناك أمة من الأمم ترى أنها هي التي ترتقي وتقفز إلى الفضاء وغيرها ينقص؟ ثم بماذا نجاري غيرنا؟ وبمنطق هادئ ودون تعصب: هل منا من حصل على نوبل؟ أو حققنا اختراعا عالميا.. أو لدينا أكبر مختبرات العالم.. أو لدينا أعظم شبكة طرق في العالم.. هل حققت الصحة هدفها لكل أبناء الوطن.. أم مازلنا نبحث عن سرير وقطعة شاش وتنتريون؟.

إننا فخورون بوطننا.. ولكنه سيغضب علينا إن تركناه هكذا يتدهور علميا وصحيا وفكريا ومحاكم وقضاء وبنية تحتية وطرق ومطارات وسكك حديد.. وألا تشارك كل فئات المجتمع في بنائه.

بقلم: كمال عبدالقادر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top