سجل الأخطاء الطبية في المملكة

خوف المريض أو ذويه من الأخطاء الطبية التي تقع في المستشفيات خوف مفهوم ومبرر في ظل عدم الوضوح والشفافية في المستشفيات، فالأخطاء الطبية التي تتداولها وسائل الإعلام والأفراد قد لا تكون بالشكل الذي يساق، لكنها تظل سمة باتت توسم بها المستشفيات، فيما وزارة الصحة لم تستطع مواكبة هذه الشكاوى وتوضيح ملابساتها، وقد يعود ذلك إلى أسباب موضوعية، وهي أن كثيرا من هذه الشكاوى تحتاج إلى تقصٍّ لإثباتها أو نفيها.

لتلافي هذا التشكك قد يكون من المهم أن تضع وزارة الصحة سجلا للمستشفيات يوضح الأخطاء الطبية التي وقعت فيها، كما يوضح الإجراءات التي تمت في هذا الشأن. هذا السجل سيساعد إلى حد كبير في وضع المريض أو المراجع في صورة الخدمات ومستوى جودة المستشفى، وسيساهم من خلال الشفافية التي سيقدمها السجل في تحسين الصورة الذهنية حول المستشفيات، وأن الأخطاء التي وقعت فيها تم الاعتراف بها، وتم محاسبة المخطئ؛ الأمر الذي سيعطي انطباعا أن هناك تعاملا حازما مع الأخطاء التي تقع.

سجل الأخطاء قد يكون قرارا صعبا في ظل ثقافة إدارية لم تتعود على المكاشفة، لكنه إجراء مهم، خاصة أن الفترة بين عامي 2001 ~ 2006 “فقط” وقع فيها نحو 26 ألف خطأ طبي في المملكة، وهذا هو الرقم الذي كشفته الشكاوى؛ ما يعني أن هناك من لم يشتك لكثير من الأسباب.

ومع ذلك يبقى السجل ضرورة، حيث إن دراسة “للدكتور جمال الجارالله” عن الأخطاء الطبية كشفت أن 20.4 في المئة منها في غرف العمليات، فيما 25 في المئة من الأخطاء وقعت في حالات التوليد، و18 في المئة في أقسام الطوارئ، و34.5 في المئة من الأخطاء تسببت بضرر لحق بالمريض، بينما 18.5 في المئة من الأخطاء لم تلحق ضررا.

بقلم: منيف الصفوقي

أضف تعليق

error: