تقنية التلقيح الصناعي لتأخر الإنجاب

صورة , اختبار حمل , الحمل , تأخر الإنجاب
اختبار حمل

التلقيح الصناعي IVF هو سلسلة من التقنيات والإجراءات الطبية التي تستخدم لعلاج مشكلات الخصوبة أو المشكلات الوراثية وتساعد في إنجاب الأطفال، ويعتبر التلقيح الصناعي الطريقة الأكثر فاعلية من بين تقنيات الإخصاب المساعد التي أعطت الأمل وحققت حلم الكثير من الأزواج بعد نجاح أول عملية منذ أربعين عاماً للطفلة “لويز براون”.

ما هي تقنية التلقيح الصناعي؟

قالت “د. جيسيكا عازوري” مديرة مختبر أطفال الأنابيب ومستشارة العقم. لابد في البداية من التفريق بين التلقيح الصناعي والتلقيح الإصطناعي، حيث إنهما تقنيتان مختلفتان تماماً، ففي التلقيح الإصطناعي تؤخذ الحيوانات المنوية من الرجال ثم تُغسل ثم تُحقن في المرأة.

بينما الـ IVF أي التلقيح الصناعي فهو المعروف بين الناس بالحقن المجهري.

حيث يتم تقوية البويضات عند السيدة بحيث تُنتج أكثر من بويضة في الشهر، ومن ثَم تؤخذ تلك البويضات إلى المختبر ويتم تلقيحها بالحيوانات المنوية حتى يحدث التخصيب وتتشكل الأجنة وتنمو حتى عمر يتراوح بين 3 إلى 5 أيام، ثم يُزرع الجنين المتكون في رحم المرأة.

من المضطر إلى إستخدام تقنية التلقيح الصناعي؟

أكدت “د. جيسيكا” على تعدد الفئات التي لن تتمكن من الإنجاب إلا من خلال التلقيح الصناعي، وأبرز تلك الفئات ما يلي:
إصابة الرجل بالعقم، لأن عقم الرجل يتسبب في ضعف حركة الحيوانات المنوية إلى جانب قلة عدد الحيوانات المنوية، ومن هنا لا تستطيع تلك الحيوانات الوصول إلى البويضة بداخل جسم المرأة، وبالتالي يصبح الـ IVF أنسب وأسرع الحلول لعلاج الأمر.

إصابة المرأة بمشكلات في الخصوبة والتبويض، ولكن مثل هذه الحالات يتم معها أولاً إستخدام العلاج الدوائي لتنشيط المبايض والتبويض، وإذا لم تُفلح تلك العلاجات في تحسين الأوضاع يتم اللجوء إلى التلقيح الصناعي.

الإصابة بالعقم الغير معروف أسبابه، حيث إنه في حالة مرور أكثر من عامين على الزواج مع عدم القدرة على الإنجاب دون معرفة السبب في ذلك يتم اللجوء إلى التلقيح الصناعي، لأن بعض حالات العقم قد يكون لا سبب مرضي لها عند المرأة أو عند الرجل، ولكن إجتماع الإثنين هو السبب في عدم تكون الأجنة، ولتخطي هذه العقبة يتم التلقيح في المختبر، كما أن التلقيح الخارجي هذا له دور في كشف أسباب العقم التي كانت مجهولة بالفحوصات الجسمانية العادية.

نسبة نجاح التلقيح الصناعي

كما سبق وأن أشرنا أن التلقيح الصناعي في المختبرات ينتج عنه تكون الأجنة، وإذا ما افترضنا أن الطبيب اختار أفضل الأجنة من حيث الشكل والخصائص لزرعه في رحم المرأة، فإن عملية الزرع تلك تجعل نسبة إتمام الإنجاب تتراوح بين 60% إلى 70% حتى وإن كان عمر الأم لا يتجاوز 35 عام.

وأردفت “د. جيسيكا” قائلة: وجدير القول أن الدراسات الطبية أثبتت أن عدم الإستسلام وتكرار التلقيح الصناعي سيؤتي بثماره لا محالة، حيث سينجح الزوجين في الوصول إلى مرحلة الولادة بنسبة 95%.

الحد الأقصى لعدد مرات تكرار التلقيح الصناعي

لا يوجد عدد محدد لتكرار عملية الـ IVF، حيث إن العدد يرتبط بشكل كامل بعمر المرأة فقط، حيث يمكن تكرار العملية لعدد لا محدود من المرات.

والتوقف عن التكرار يتحكم فيه بلوغ المرأة عمر الـ 42 عام.

هل إجراء التلقيح الصناعي يُلزم المرأة بتناول الهرمونات؟

كما سبق وأشرنا فإن عملية التلقيح الصناعي هي الخيار الأخير إذا كان الخلل الصحي من جانب المرأة، وقبل التلقيح يتم اللجوء إلى إجراءات طبية أخرى مفادها تنشيط المبايض وتحسين التبويض، وهذا الإجراء يلزمه حتماً تناول المرأة للهرمونات، وكان النساء في السابق يخفن من تناول الهرمونات للإعتقاد بتسببها في الإصابة بالسرطانات المختلفة.

إلا أن الدراسات أثبتت أن تلك الهرمونات موجودة بالأصل في جسم الأنثى، وبالتالي لا ضرر منها، والحالة الوحيدة التي يُمنع فيها تناول الهرمونات هي إصابة المرأة فعلياً بورم سرطاني، لأنه في هذه الحالة قد تساعد الهرمونات على نمو وإنتشار الخلايا السرطانية بصورة أسرع، ولذلك يشدد الأطباء على ضرورة إتمام فحوصات السرطان قبل الشروع في تنشيط المبايض ووصف الهرمونات.

هل توجد آلية محددة للزوجين تزيد من فرص نجاح التلقيح الصناعي؟

أشارت “د. جيسيكا” إلى أنه من ناحية الزوجين فلا علاقة لهما بنسبة نجاح العملية، فالأمر كله متوقف على طرق التلقيح في المختبر، وكذلك طرق زرع الأجنة، وهذا لا ينفي وجود دراسات علمية تُجرى حالياً تحاول الكشف عن مدى إرتباط صحة الزوجين النفسية والعضوية بمعدل نجاح التلقيح الصناعي، إلا أن هذه الدراسات مازالت قيد الإجراء ولم تتوصل إلى نتائج بعد.

ومن هنا نجد أن كل ما يُروج له عن ضرورة أن تنام المرأة بالوضعية كذا أو أن تتبع حمية غذائية كذا أو.. أو… كلها دعايات لا أساس علمي لها، فالعوامل المؤثرة على نجاح العملية هي عمر المرأة والتقنية المستخدمة وخبرة الطبيب، حتى إن بويضات الأنثى لا تتأثر بأي شيء إلا العمر، فالمرأة تُخلق وبداخلها نوعية البويضات إما جيدة وإما سيئة، ولا سبيل لها لتعديل نوعية تلك البويضات، وقد يكون الأمر مختلف نسبياً مع الرجال، فالرجال يُصنعون الحيوانات المنوية، وبالتالي عند تحسين نمطهم الصحي والغذائي والحركي قد تتحسن الحيوانات المنوية، والعكس بالعكس.

كم عدد الأجنة الناتجة عن التلقيح الصناعي؟ وكيف يتم اختيار أفضلها؟

قد يعطي التلقيح الخارجي ما يتراوح بين جنين إلى 4 أو 5 أجنّة، وقديماً كانت لا توجد طريقة محددة لاختيار أفضل جنين يساعد في إتمام الحمل إلى النهاية، لذلك كان الأطباء يلجأون إلى زرع كل العدد الناتج من التلقيح، وكان ذلك يشكل خطراً على حياة المرأة في حالة أن يُكمِل كل الأجنة أو أغلبها نموهم بالرحم، وهو ما يتبعه بالضرورة الولادة المبكرة أو موت للأجنة بعد الإكتمال النهائي أو تهديد لصحة وحياة المرأة، أما الآن أصبحنا نملك تقنيات حديثة تمكننا من فحص نوعية كل جنين قبل زرعه بالرحم، وبالتالي أصبح يمكننا اختيار جنين أو اثنين على الأكثر للزرع.

هل يمكن اختيار جنس الجنين قبل زرعه في الرحم؟

بعض الأزواج يشترطون اختيار جنس معين قبل الزرع، ولكن من جانبنا كأطباء لا نشجع على ذلك ولا ننصح به، ومعيارنا الأول في اختيار الجنين هو أفضليته لإتمام الحمل مقارنةً بالأجنّة الأخرى أياً كان جنسه، خصوصاً وأن معرفة جنس الجنين في عمر 3 أو 5 أيام تتطلب سحب خلايا منه وفحصها بمختبر خاص بتحديد الجنس، وهو ما قد يؤثر على صحة الجنين في الرحم أو حتى بعد الولادة إلى آخر العمر.

هل طفل الأنابيب شبيه بالطفل العادي صحياً ونفسياً؟

طالما وصلنا لمرحلة الولادة فالطفل المولود عبر التلقيح الصناعي لا يختلف في أي شيء عن الطفل المولود بالتلقيح الطبيعي، فهم أطفال لا يحتاجون إلى رعاية خاصة أو مختلفة عن الطفل العادي.

وكل ما هنالك أن المجهود المبذول في الحصول على طفل هو ما يدفع أهله إلى الخوف الزائد عليه، لكن الولادة بحد ذاتها مؤشر على كونه طفل عادي جداً صحياً ونفسياً وسينمو بالطريقة العادية جداً مثل أي طفل، لأن أي مشكلة في الجنين ستظهر لا محالة وهو في الرحم قبل الوصول إلى مرحلة الولادة، أما بعد الولادة فلا اختلاف أبداً.

لماذا لا تدخل عمليات التلقيح الصناعي تحت مظلة التأمين الصحي في معظم البلدان؟

هذه حقيقة مؤسفة في كثير من الدول العربية، لذلك تقوم العديد من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الطبية بعمل حملات توعية ومجموعات ضغط لحث منظومة التأمين الصحي الحكومية والخاصة بتحمل ولو جزء من تكاليف العملية خصوصاً وأنها مازالت من العمليات المكلفة مادياً لإحتياجها إلى العديد من المتخصصين المهرة وكذلك المواد المستخدمة والتي عادةً ما تكون مستوردة وباهظة الثمن.

أضف تعليق

error: