الجديد في عمليات جراحة التجميل

صورة , طبيب , جراحة التجميل

تعرف عمليات التجميل بأنها جراحة اختيارية يتم خلالها تغيير أو تحسين جزء من وجه أو جسم الإنسان السليم لتحقيق مظهر أكثر جمالاً، حيث لا يكون هناك سبب بدني أو طبي لهذا الإجراء، إلا أن البعض يلجأ أحياناً إلى الجراحة التجميلية لأسباب وضرورة صحية بحتة.

هل تُصنف عمليات التجميل من الضرورات أم من الكماليات؟

قال “د. حسين أبو خليل” أخصائي الجراحة التجميلية. تاريخياً كان يعد اختصاص التجميل منذ بدايته اختصاصاً ترميمياً بالأساس، حيث كان يُعتمد عليه في تصحيح التشوهات سواءً الخلقية أو المكتسبة بالإصابات والأمراض والتقدم بالعمر، وعليه يمكننا القول إن الجراحة التجميلية في أساسها ليست جراحة كمالية بل هي ضرورية تفرضها ضرورة صحية، لكن بمرور الزمن أصبحنا نستخدم تلك الجراحات بصورة أكبر في الأسباب التجميلية.

وأضاف “د. أبو خليل” وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفروق بين الجراحة الترميمية والجراحة التجميلية ليست كبيرة، حيث إنهما يلتقيان بإستمرار في نقطة علاجية محددة، فالجراحة الترميمية مفادها استعادة الشكل الطبيعي لمنطقة ما من الجسم بعد أن أصابها التشوه الغير طبيعي، وكذلك الحال مع الجراحة التجميلية، وإن كان معدل التشوه لا يقارن بالجراحة الأولى، إلا أنها بواقع الأمر تستخدم لإصلاح خلل ما بدأ يظهر في منطقة بالجسم أو الوجه، وبالتالي تدرج الأمر من الضرورية إلى الكمالية.

هل يكفي عدم الرضا النفسي عن الشكل كسبب لإتمام جراحة تجميلية؟

الأمر هنا يشوبه كثير من الحساسية، فتعبير عدم الرضا عن الشكل تعبيراً فضفاضاً، وهذا لا ينفي أن الضرر النفسي من شكل الوجه والجسم قد يكون أبلغ في الخطورة من مجرد الضرر البدني بالتشوه، فمن المعروف أن الضرر النفسي يلاحق الإنسان في يقظته وفي نومه وهو ما يجعل الحياة لا تُطاق، بل إنه قد يهدم حياة الشخص الأسرية والعملية، لذلك فقد يصل عدم الرضا بالشكل إلى التأثير السلبي على كل علاقات الإنسان وحياته ومحيطه، ومن خلال كل ذلك يمكننا القول أن عدم الرضا عند حدود معينة سبب كافي لإجراء عملية تجميل.

وتابع “د. حسين” ومن الضروري التأكيد على أن إتمام الجراحات التجميلية لا يتم وفق الرغبة الكاملة للمريض، فليس كل طلب للمريض مُطاع ومُجاب، بل إن الطبيب الأمين يخلق لنفسه مساحة لاختيار المريض واختيار طريقة العلاج والتجميل وفق رؤيته وخبرته العلمية، ولذلك جراح التجميل الماهر يُقسم المرضى إلى ثلاثة أنواع:

مريض يطلب إجراءً تجميلياً من الضروري تنفيذه، وذلك لوضوح الخلل أو العيب أو التشوه بشكل ظاهر وفق المعايير الطبية والعلمية.
مريض يطلب تدخل تجميلي من الوارد إجراءه ومن الوارد لا، وذلك لعدم وجود عيب ظاهر، ولكن المعايير الطبية تؤكد تحسين الشكل الجمالي إذا ما تمت الجراحة.

مريض يطلب تدخل تجميلي لا حاجة له جمالياً أو صحياً، وعليه يرفض الطبيب العمل مع هذا المريض من خلال توضيح وتبسيط وشرح عدم جدوى تنفيذ ما يطلبه، وذلك حتى لا يتجه المريض إلى طبيب آخر قد يكون أقل مهارة أو أقل عناية بالمعايير الطبية، ولذلك من خلال الشرح يُدفع المريض نفسياً وفكرياً إلى تصحيح مفهومه والتيقن من عدم الجدوى.

والخلاصة أنه بالرغم من الدور العظيم لعدم الرضا في إجراء جراحات التجميل، إلا أن شدة عدم الرضا إلى حد الهوس بالتجميل أمر غير مستساغ، ولا ينبغي على الطبيب تلبية كل رغبات المرضى تعويلاً على إرضاءهم نفسياً.

لماذا تتجه بعض النساء إلى تصغير الثدي؟

عملية تصغير الثدي قد تكون ذات أسباب طبية موجبة لها، وقد تكون للهوس التجميلي ليس إلا، ومن هنا نجد أن أنظمة التأمين الصحي العالمية أصبحت تتكفل مادياً بتصغير الثدي إذا ما وجدت الضرورة الطبية لذلك، لكنها تأنف عن تغطية تكلفة العملية إن كانت للتجميل وفقط.

وأشار “د. حسين” إلى أنه من الأسباب الموجبة لإجراء تصغير الثدي إما وجود آلام مبرحة في العمود الفقري، وإما وجود مشكلات صحية بالجلد لعدم وجود مسافات متناسقة بين الجلد والقفص الصدري، وعليه تصبح العملية الجراحية ههنا ذات مغزيين الأول تجميلي بتخفيف عدم الرضا عن شكل الثدي لكبر حجمه المبالغ فيه، والثاني عضوي من خلال علاج ما صاحب كبر حجم الثدي من أوجاع بالظهر أو بالجلد، وبالتالي تعتبر العملية الجراحية وفق تلك الأسباب من الضرورات وليست من الكماليات.

يُقاس على ذلك المثال مثال آخر وهو كبر حجم البطن سواء عند الأنثى أو الذكر، حيث إن كبر حجم البطن قد يجعلها تصل إلى الركبة أحياناً، ففي مثل هذه الحالة تنخفض جودة الحياة عند المريض، وقد يُصاب بالعديد من الأمراض المزمنة لعدم تمكنه من ممارسة نشاط بدني طبيعي حتى إنه قد لا يستطيع المشي الخفيف، وبالتالي يعتبر التدخل الجراحي لتصغير البطن هنا ضرورة للحفاظ على صحة وحياة إنسان ولا يعد للتجميل وفقط.

وكمثال آخر لمزيد من التوضيح يمكننا ذكر العملية الجراحية التجميلية للتخلص من ترهل الجفون، فهي من العمليات التجميلية البسيطة والشائعة، كما أنها تُجرى تحت التخدير الموضعي وبإمكانات بسيطة جداً، ومفاد الجراحة هنا يتمثل في شقين، الأول وهو تجميل شكل العيون للناظرين، والشق الثاني هو التخلص من إعاقة ترهل الجفن لفتح العين بالشكل الصحيح حتى يستقيم النظر، فإن غلق العين بسبب ترهل الجفون يعيق صاحبه عن العمل على أجهزة الحاسوب وسياقة المركبات ومشاهدة التلفاز والقراءة، أي أن المريض يعاني في حياته اليومية ويتوقف عن أداء نشاطات يومية أساسية للبشر، إلى جانب أن الإجهاد في النظر سيتبعه لا محالة الإصابة بالصداع والدِوار… إلخ، وبالتالي تصبح جراحة تجميل الجفون هنا ضرورية للمريض وليست كمالية أو وفق رغبة نفسية له وحسب.

يُضاف إلى ما سبق من أمثلة أشهر عمليات التجميل وأكثرها شيوعاً وهي تجميل الأنف، فالتجميل هنا قد يكون له أسباب طبية تتعلق بتحسين جودة أداء الأنف لوظيفتها الأساسية المهمة للإنسان وهي التنفس، ففي حالة وجود إلتواء بالحاجز الأنفي أو إنغلاق لجزء منها فإن ذلك سيعيق التنفس ولا شك، وبالتالي تجميل الأنف وشكلها هنا يعتبر من العمليات الجراحية الضرورية للمريض، لذلك يتركز في تجميل الأنف تحديداً ضرورة التأكد من وضعية التنفس وجودته قبل الشروع في إجراء أي تدخل جراحي عليها.

بخصوص ما سبق من أمثلة، هل يمكن تجميل تلك الأعضاء بدون تدخلات جراحية؟

اختتم “د. حسين” بشكل عام إن كان التجميل مفاده التخلص من تكتلات دهنية في هذا العضو أو ذاك فقد يكون من المناسب إتباع تقنيات طبية غير جراحية مثل شفط الدهون بالليزر والأشعة وخلافه، كذلك الحال مع الترهل الجلدي، ففي حالاته البسيطة والمتوسطة يمكن استعمال أنواع من الأجهزة المفيدة في هذا الجانب.

أضف تعليق

error: