الأسلوب الخبري والأسلوب الإنشائي «شرح – بالأمثلة» للصف الثاني الثانوي

الأسلوب الخبري والأسلوب الإنشائي «شرح – بالأمثلة» للصف الثاني الثانوي

من جديد مع منهج البلاغة للصف الثاني الثانوي، مع شرح درس: الأسلوب الخبري والأسلوب الإنشائي. والذي سيكون الضَّيف العزيز في صفحتنا هذه، بشرح كبير ومُفصَّل، بالأمثلة التوضيحية الموثِّقة للشَّرح.

أولاً: الأسلوب الخبري

هو كل كلام يحتمل الصدق والكذب… أو هو كل كلام يصح أن يقال لقائله أنه صادق فيه أو كاذب.

أمثلة: الأرض كروية – القمر يستمد نوره من الشمس – لا يصدأ الذهب.

ملحوظات:

  1. كل الأخبار الواردة في القرآن الكريم والحديث لا تحتمل إلا الصدق.
  2. يكون الخبر صادقاً إذا طابق الحق والواقع، ويكون الخبر كاذباً إذا لم يطابق الحقيقة والواقع.

أضرب الخبر:

  1. الخبر الابتدائي: وهو ما يكون فيه خالياً من المؤثرات. مثل: القناعة كنز لا يفنى – تدور الأرض حول الشمس.
  2. الخبر الطلبي: وهو ما يكون الخبر فيه مؤكداً بمؤكد واحد. مثل: إن الصابر فائز – قد يدرك المتأني حاجته.
  3. الخبر الإنكاري: وهو ما يكون الخبر فيه مؤكداً بمؤكدين أو أكثر. مثل: ألا إن السرور لا يدوم – إني لحلم لأدرك مرادي.

مؤكدات الخبر:

  1. إنّ، مثل: (إنّ الحلم سدي الأخلاق).
  2. أنّ، مثل: (علمت أن الصدق نافع).
  3. قد، مثل: (قد أفلح المؤمنون).
  4. القَسَم بـ (إنّ)، مثل: (والله إن الحق واضح)
  5. لام القسم، مثل: (لقد جاء الحق)
  6. لام الابتداء، مثل: (لأنت صادق).
  7. ألا الاستفتاحية، مثل: (ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم)، (وماربك بظلّامٍ للعبيد).
  8. أم الشرطية، مثل: (أما البرد فقارص).
  9. أما – التي للتنبيه، مثل: (أما إن العلم نور).
  10. لام التوكيد وهو الواقعة في خبر إن أن اسم أنّ، مثال (إن الُجدِ لفائز)، (إن في ذلك عبرة لأولي الألباب)
  11. الحروف الزائدة وهي:
    1. ما الواقعة بعد إذا مثل (إذا ما صبرت فزت)
    2. ومن الزائدة مثل (ما جاءنا من بشير ولا نذير).
    3. الباء الزائدة مثل (وما ربك بظلام للعبيد)

أولا: الأغراض الحقيقية

أ– فائدة الخبر: إذا كان المخاطب ويريد التكلم أن يعلمه به.

مثال ذلك:

  1. العالم المصري الذي نال جائزة “نوبل” هو أحمد زويل.
  2. الشمس أكبر من الأرض.

ب– لازم الفائدة: إذا كان المخاطب عالما بالخبر ويريد المتكلم أن يخبره بأنه يعرفه مثله.

مثال ذلك:

  1. تنظف ثيابك بنفسك.
  2. أنت ألقيت خطبة بمجلس الآباء بالأمس.

ثانياً: الأغراض البلاغية

1. الفخر. مثل:

  • فضائلي عدد النجوم.
  • أنا سليل العرب الأكرمين.
  • قول الجارم: (أولئك أبناء العروبة مالهم … عن الفضل منأى وعن المجد منزع)

2. إظهار الضعف. مثل:

  • لقد كبرت سني وأصبحت لا أسير إلا متكئاً على العصا.
  • لقد بلغت الثمانين وأصبح سمعي محتجاً إلى ترجمان.
  • (رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا).

3. إظهار التحسر. مثل:

  • قول الشاعر: ذهب الصبا وتولت الأيام … فعلى الصبا وعلى الزمان سلام
  • لقد ولّى الشباب وأقبل المشيب.

4. الاسترحام أو الاستعطاف. مثل:

  • قول شوقي: إن جل ذنبي عن الغفران لي أمل … في الله يجعلني في خير معتصم
  • إن هذا العامل فقير يعول أسرة كبيرة وليس له مورد رزق.

5. الحث على السعي والجد في العمل. مثل:

  • مَنْ جَدّ وجد ومن زرع حصد.
  • الجزاء على قدر العمل.

6. المدح. مثل:

  • قول المتنبي يمدح سيف الدولة: تمر بك الأبطال كلمى هزيمة … ووجهك وضاح وثغرك باسم
  • منزل صديقي كالجنة الفيحاء.
  • الرجل الكامل ممدوح من كل لسان.

7. الذم. مثل:

  • لنا جار كأنه الشيطان الرجيم
  • عَلِيُّ تسافر يده على المائدة

ثانيا: الإنشائي

هو الكلام الذي لا يحتمل الصدق والكذب أو هو مالا يصح أن يقال لقائله أنه صادق فيه أو كاذب.

أمثلة: سامِحْ اخاك إذا أخطأ – لا تُصَادِقْ أهلَ الدنايا.

أقسام الإنشاء

أنواع الإنشاء غير الطلبي:

  1. صيغة التعجب. مثل: (ما أجملَ الوفاءَ – أجمِلْ بالوفاء).
  2. أفعال المدح والذم. مثل: (نِعْمِ الخليفة عمر).
  3. القسم. مثل: (والله – الله – ورب العالمين– لعمري)، (ولله إن الصادق محبوب).
  4. أفعال الرجاء. وهي (عسى – حرى – وأخلولق). مثل: (عسى السلام أن يتحقق).
  5. صيغ العقود. مثل: (بعت – اشتريت – استأجرت – ورهنت).

تنبيه: الجمل الدعائية إذا مانت بلفظ الماضي أو المضارع تكون خبرية لفظاً إنشائية معني مثل: (رحمة الله – أو يرحمه الله).

ثانياً: الإنشاء الطلبي:

  1. الأمر. مثل: (أحسنْ إلي من أساء إليك).
  2. النهي. مثل: (لا تنه عن خلق وتأتي مثله).
  3. الاستفهام. مثل: (هل يستوي الخبيث والطيب)
  4. التمني. مثل: (ليت الشباب يعود).
  5. النداء. مثل (يا غافر الذنب اغفر لي).
أولاً الأمر:
صيغ الأمر الأربع هي:
  1. صيغة فعل الأمر. مثل (احفظ الله يحفظك).
  2. المضارع المقترن بلام الأمر. مثل (لتصغ إلى المعلم أثناء الشرح).
  3. المصدر النائب عن الفعل الأمر. مثل (حفظا الدرس).
  4. اسم فعل الأمر. مثل: صه “بمعنى اسكت” – آمين “بمعنى استجب”.
أقسام الأمر

الأول الأمر الحقيقي: هو ما كان من الأعلى إلى الأدنى على سبيل الإلزام.

مثل:

  • قوله ﷻ (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة).
  • وقوله ﷺ (أدِ الأمانة إلى من ائتمنك).

الثاني الأمر غير الحقيقي: قد يخرج الأمر عن حقيقته إلى معان أخرى تستفاد من سياق الكلام والأغراض التي يخرج إليها الامر عن حقيقتها الأتية:

الاسم الغرض منه مثال
الدعاء إذا كان من الأدنى للأعلى “ربنا أغفر لنا ذنوبنا”
الالتماس إذا كان من شخص إلى آخر مساواة في المنزلة زرنا الليلة أيها الأخ الطيب.
التمني إذا كان موجهاً إلى ما لا يعقل تحرك أيها الجبل.
التعجيز إذا عجز المخاطب عن تنفيذه طِرْ في الهواء من غير طائرة
النصح والإرشاد قم من النوم يا محمد
التحقير تقليل من شأن المخاطب جانب الكران فلست منهم
التهديد أمر للمخاطب فيه تهديد وتخويف له أهمل أيها الطالب في دروسك وسترى العاقبة
التخيير إذا خير المخاطب بين أمرين ذاكر النحو أو النصوص
الإباحة في فعل أي الشيئين كل بلحاً أو عنباً
التسوية أمر بفعل أي الأمرين مع عدم إمكان الجمع بينهما اصبروا أو لا تصبروا
ثانياً النهي:

صيغة واحدة وهي المضارع المقترن بلا النهاية: مثل (لا تصاحب الأشرار).

أقسام النهي

الأول: النهي الحقيقي: هو ما كان من الأعلى إلى الأدنى على سبيل الإلزام. مثال: قوله ﷻ (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق) – (ولا تقربوا الزنا).

الثاني: النهي الغير حقيقي: قد يخرج النهي عن حقيقته إلى معان أخرى يستفاد من سياق الكلام وهي الأتية:

الدعاء إن كان من الأدنى للأعلي، مثل (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، (رب لا تشمت بي الأعداء).
الالتماس إذا كان من ندّ لنده، مثل (لا تخاصمني يا صديقي)، (لا تلومني يا زميلي).
التمني إذا كان موجهاً إلى مالا يعقل، مثل (لا تمطري يا سماء) (لا تخمدي يا جذوة الشباب)
النصح والإرشاد مثل (لا تعادِ الناس في أوطانهم)، (لا تمش في الأرض مرحاً)، (ولا تجلس إلى أهل الدنيا فإن أخلاق السفهاء تعدي).
التحقير مثل (لا تصاحبني أيها الأحمص)، (لا تطلب المجد فإنه صعب عليك).
التهديد مثل (لا تطع أمري وسترى العاقبة)، (لا تؤدِ الواجب وسوف ترى جزاؤك).
التوبيخ مثل (لا تنه عن خلق وتأتي مثله)، (لا تسخر من الأعمي).
التيئيس مثل (لا تنتظر النجاح وأنت مهمل)، (لا تنافسني فأين أنت مني)
ثالثاً الاستفهام:

الاستفهام نوعان:

  1. حقيقي.
  2. غير حقيقي.

الاستفهام الحقيقي: يكون الاستفهام حقيقياً إذا أراد السائل الاستفهام عن شيء يجهله. مثل: (من الذي حفر بئر زمزم؟ – من الذي بنى الهرم الأكبر؟

الاستفهام غير الحقيقي: قد يخرج الاستفهام عن حقيقته إلى معان أخري تستفاد من سياق الكلام وهي الأتية:

1. النفي إذا أراد السائل أن ينفي الشيء. (هل ينجو من الموت أحد؟)
2. التقرير إذا أراد المتكلم أن يقرر الشيء ويؤكده مثل (ألم نشرح لك صدرك)، (أليس الله بكاف عبده)
3. الإنكار إذا أراد المتكلم إنكار الشئ مثل (أشيرك وانت صاحب الفضل علي؟)،

(أتشرب الخمر جهراً في رمضان).

4. التمني إذا كان طلباً لمستحيل مثل (هل يعود زمن الشباب)، (أيصحر الميت ليكلمنا)
5. التوبيخ مثل (أتامر بالصدق وتكذب)، (أتنهى عن الخمر ثم تشربها؟)
6. التعظيم مثل (من هؤلاء الذين شادوا مجد مصر؟)، (من هؤلاء البسلاء الذين عمرو القناة؟)
7. التعجب مثل (أيأسر جندي دبابة؟)، (أتسيء إلى الناس ثم ترجعوا حبهم لك؟)
8. الإبطاء مثل (متى نصر الله؟)، (متى تصل الطائرة فقد طال بنا الانتظار).
9. الاستبعاد مثل (أتتحقق الوحدة والعرب متفرقون؟)، (متى يستقر المال في يد المقامر؟)
10. التشويق مثل (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟)، (أتحب أن ترى أعظم مدينة في مصر؟ انها القاهرة).
11. التهويل مثل (الحرب وما أدراك ما الحرب؟)، (القارعة ما القارعة؟)
12. التحسر مثل (فأين مجد آباءنا السابقين؟)، (أين ما تركه لنا الأقدمون من عظمة؟)
13. التسوية مثل (سواء علينا أجئت أم ذهبت؟)
رابعاً النداء

لطلب الإقبال، مثل: يا معشر قريش… وقد يخرج معناه الأصلي لأغراض بلاغية.

من الأغراض البلاغية للنداء:

  1. التعظيم، مثل قول عبدالعزيز المقالح: (يا عابر البحر كان البحر أغنيةً والشط عاشقة تومي وتنتظرُ)
  2. التحسر والتوجع، مثل قول حافظ في رثاء مصطفى كامل: (أَيا قَبرُ هَذا الضَيفُ آمالُ أُمَّةٍ … فَكَبِّر وَهَلِّل وَاِلقَ ضَيفَكَ جاثِيا)
  3. للتضجر. مثل (يا ليل قد طلت).
  4. للتعبير عن الود. مثل (أنا يا أخي العربي).
  5. للعتاب. مثل (يا أخي لا تمل بوجهك عني).
  6. قد يُنزّل الغريب منزلة البعيد بـ (يا) لعلو الشأن (يا رب) أو لانحطاط الدرجة. مثل (تأدب يا هذا).
  7. وقد ينزل البعيد منزلة القريب بالهمزة. مثل (أزوار بيت الله أدعوا لنا)
خامساً التمني

وهو طلب أمر محبوب مستحيل أو شديد البعد وأداته الأصلية هي (ليت).

مثل: ألا ليت أيامَ الصّفاء جديدُ … ودهراً تولّى يا بثينَ يعودُ

– تستعمل في التمنى أدوات أخرى لأغراض بلاغية، وهذه الأدوات هي: (هل – لعلّ – لو).

هل ولعلّ لإظهار المتمني قريباً ممكناً وذلك لشدة الحرص عليه وفرط التعلق به. و (لو) تأتي لإظهاره بعيداً نادر الحدوث.

الأمر المحبوب الذي يُرجى حصوله هو الترجي ويعبر فيه بلعل.

وإليكم أمثلة

مثال 1: قال ﷻ (وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل).

فهل استخدمت للتمنى لتدل على تعلقهم بالعودة وإظهارها في صورة الشيء القريب الممكن.

مثال 2: ولى الشباب حميدة أيامه … لو كان ذلك يشترى أو يرجع

الشاعر يتمني عودة الشباب ويتمني أنه لو كان يُشتري لاشتراه فاستخدم “لو” للإشعار بعزة المتمنّي.

مثال 3: أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيرٍ جَناحَهُ … لَعَلّي إِلى مَن قَد هَوَيتُ أَطيرُ

الشاعر يتمنى أن يعار جناح القطا ليطير إلي من يحب وأداة التمني ليست هي الأصلية وإنما هل لعل، لأنها تدل على الترجي. وقد استخدمت هنا لإبراز المعنى في صورة القريب الممكن للعناية والتشويق.

أضف تعليق

error: