حول استراحات الطرق السريعة في السعودية.. أزيلوها حتى آخر طوبة!

دون أن أمارس أيا من أنواع المبالغة، فإن ما قرأته من مقالات يطالب كاتبوها بضرورة التنسيق بين الجهات ذات العلاقة للارتقاء بمستوى الخدمات في استراحات الطرق السريعة تتجاوز مائة مقال في الأعوام الخمسة الماضية فقط في شتى الوسائل الإعلامية!

اليوم وبعد ذلك الكم الهائل من المطالبات والأحرف والورق والأصوات التي بحت هنا وهناك للمطلب ذاته، فإن الحال يزداد سوءا أكثر مما كان عليه قبل كتابة أول حرف في الشأن ذاته!

واليوم لن يكون مقالي رقم «101» للمطالبة بأن تبعث وزارة النقل في المملكة مندوبا أمينا إلى أقرب استراحة من أي مدينة منها ليعود لها بدفتر «أبو 200» ممتلئ حتى آخر سطر منه بكل أنواع الملاحظات وأشكال المخالفات!

ولن أسأل الهيئة العامة للسياحة والآثار أن يتصفح مسؤولوها المواقع الإلكترونية المعنية ليشاهدوا صور المأساة ويفهموا لماذا يحجم الكثيرون هنا عن السفر لمناطق السياحة ومواقع الآثار! ولست هنا لأذكر أمانات المدن أن هذه الاستراحات التي تتبع لها ما عادت استراحات وأن عليها أن تبحث لها عن اسم جديد يتلاءم مع وضعها الحالي!

إلا أني سأطالب ببساطة متناهية بإزالتها حتى آخر طوبة منها!

أما لماذا؟ فلأن كل الاجتماعات والندوات اللجان واللجان المنبثقة والدراسات والإحصائيات ورسائل الإنترنت ومقالات الكتاب لم تنجح في أن تخطو الجهات المعنية خطوة واحدة للأمام، لذا لم يتبق سوى الإزالة فهي على الأقل أفضل من أن تصبح تلك البؤر بيئة مثالية لنقل البكتيريا والجراثيم وانتشار البعوض والذباب و «…….» وسأترك لكم الفراغ السابق لتملؤوه بما شئتم من أسماء الحشرات التي تعرفونها! وهي أفضل من أن تصبح تلك الأماكن مسمارا جديدا في جسد السياحة الداخلية! وهي أفضل دون شك من أن يعود الزائر إلى بلده ليشرح لرفاقه معنى كلمة «استراحة» على الطريقة السعودية!

بقلم: ماجد بن رائف

أضف تعليق

error: