تردي الخدمات السياحية في السعودية

اقتربت إجازة الربيع، وهي فرصة للسفر وتغيير الروتين اليومي، حتى إن كانت أيامها قليلة، وما يلفت انتباهي ما نسمع دوما عن السياحة الداخلية في وسائل الإعلام والدعوة لقضاء العطلة في مناطق داخل المملكة مثل المدن التي تتمتع بالبرودة أو المدن الساحلية، وفي المقابل لا نجد ما يؤهل لقضاء العطلة داخليا، خصوصا عندما نواجه تلك الإعلانات المغرية التي تدعوك للسفر للخارج، ففي شرم الشيخ في مصر على سبيل المثال يمكنك قضاء ليلة على الشاطئ في منتجع بـ81 ريالا فقط، فضلا عن جودة الخدمة والتعامل ورقي المكان، بينما الشاليهات في المناطق السياحية في المملكة وتحديدا في جدة والمنطقة الشرقية تصل في العطلات لأكثر من ثلاثة آلاف ريال.

السياحة لا تعني تنظيم حملات إعلامية فقط أو إجراء الندوات والمحاضرات وليست بالتأكيد احتفالات غنائية وألعابا نارية.. لا بد أن نعرف ماذا يريد المواطن بالضبط عندما يخطط لإجازته، فهناك من يريد الهدوء، ويوجد من يريد الترفيه البريء مع أطفاله، وهناك من يريد البحر والاستمتاع بأمواجه وممارسة السباحة والغوص والصيد. السياحة تخطيط وترتيب واحترام للسائح المواطن دون الغلاء الفاحش، واستغلال حاجته إلى الراحة مع أطفاله.

ومن جانب آخر أجدها معضلة حقيقية بل من المثير للسخرية كون بعض السعوديين لا يعرفون الآثار والمناطق السياحية في بلدهم ويمضون إجازاتهم في التجوال على متاحف العالم، لكنني بعد زيارة إحدى المناطق السياحية الأثرية داخل المملكة عذرتهم فقد وجدت تردي الخدمات التي تقدم للسياح بل انعدامها التام، عندها أدركت أن هناك سببا آخر لمثل هذا الجهل وأنني فعلا قد أجد بعض العذر لمن يسافر خارج المملكة، ففي زيارة لإحدى المناطق السياحية وقفت سائحة أجنبية متطوعة لترشد الناس عن أفضل الطرق التي تساعدهم لاكتشاف الجبل الأثري.. قبل أن نلوم من يسافر للخارج، لنلم أنفسنا، الناس لا تريد محاضرات وندوات واحتفالات… تريد أن ترتاح وتريح أعصابها!

بقلم: بشاير آل زايد

واقرأ أيضًا: في حب جازان وفاكهتها

وكذلك: طلعة البر.. خيار ترفيهي للسعوديين

أضف تعليق

error: