أعراض وعلاج إلتهاب الكبد الوبائي A

صورة , الكبد , إلتهاب الكبد الوبائي A
الكبد

ما تعريف إلتهاب الكبد الوبائي؟

قال “د. سامي الشيخ” إلتهاب الكبد الوبائي A هو مرض فيروسي يُصيب نسيج الكبد، ويتنوع إلتهاب الكبد الوبائي إلى خمسة أنواع رئيسية معروفة هي أ، ب، ج، د، هـ أو ي، ورغم تشابه الأنواع في إصابة نسيج الكبد إلا أن كل نوع من الأنواع له ماهيته وخصائصه وأعراضه المختلفة تمامًا عن باقي الأنواع.

وكما تُشير تسمية المرض فهو مرض وبائي ينتقل من إنسان إلى آخر، وعادةً ما يتم إنتقال العدوى – وخصوصًا للنوع أ – عبر الأغذية والسوائل الملوثة بالفيروس.

كم تبلغ نسبة إنتشار الإلتهاب الكبدي الوبائي من النوع A عالميًا؟

طبقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية يُصاب بالإلتهاب الكبدي الوبائي مليون ونصف المليون شخص كل عام، وينتشر في كل دول العالم وبخاصةً في دول العالم النامي مثل دول شرق آسيا ودول أمريكا الجنوبية، ومحليًا يُصاب بالمرض 500 أردني كل عام بمعدل يترواح بين 5 إلى 10 حالات أسبوعيًا، فهو فعليًا من الأمراض المتوطنة في الدولة الأردنية.

وأضاف “د. سامي” أخصائي طب المجتمع ورئيس قسم تحليل البيانات ومسئول ملف الكبد الفيروسي بوزارة الصحة الأردنية قائلًا: الجدير بالذكر رغم كونه من الأمراض سريعة الإنتشار إلا أنه أقل أنواع الأمراض الفيروسية فتكًا بالإنسان وأقلها شدة، وعادةً ما يكتسب مريضه مناعة دائمة ضده بعد تمام الشفاء.

ما أبرز أعراض الإصابة بإلتهاب الكبد الوبائي A؟

• يبدأ المرض بإرتفاع مفاجيء لحرارة الجسم.
فقدان الشهية.
• آلام في الجزء الأيمن العلوي من البطن.
• آلام في العضلات وإرهاق عام.
• تغير لون البول إلى اللون الداكن مثل مشروب الشاي.
• وفي ذروة الأعراض يُصاب الجسم باليرقان (الإصفرار).

وتعتمد شدة الأعراض على الفئة العمرية للمريض، فكلما كان العمر أكبر كلما كانت حدة الأعراض أشد وكلما زادت نسبة ظهور اليرقان، وفي العادة يُصاب بالإلتهاب الكبدي الوبائي A الأطفال دون الخمسة سنوات ولذلك تكون الأعراض في مجملها بسيطة وقد تظهر على شكل بول داكن اللون مثل مشروب الشاي وفقط.

ولا يستمر العلاج لأكثر من أسبوعين حتى تحقيق الشفاء الكامل منه.

هل يوجد رابط بين إنتشار إلتهاب الكبد الوبائي A وبين ري المحاصيل الزراعية بمياه الصرف؟
أشار “د. سامي” إلى أنه في أحد الإستقصاءات الإحصائية لمنظمة الصحة العالمية حاولوا الربط بين 19 حالة مصابة وبين تناول نوع من المثلجات المُصنَّع من الفراولة المجمدة والذي تصادف تناول هذه الحالات جميعًا لنفس النوع، كما انتشرت شائعة في الداخل الأردني مفادُها حدوث إصابات ناتجة عن أصناف من الفراولة مستوردة من جمهورية مصر العربية ومروية بماء الصرف، إلا أن الدراسات البحثية لم تستخلص دليل نهائي على هذا الترابط، كما لم تُسجل حالات إصابة أعلى من الممعدلات الأردنية الطبيعية، لذلك يمكننا القول بشبهة إتهام الخضروات والفواكهة المروية بمياه الصرف ولكن لا دليل إثبات تستحوذه اليد فكلها في إطار الإعتقاد والتخمين.

ولا يفوتنا التنبيه على إمكانية التخلص من الفيروس بغسيل الخضروات والفواكهة بشكل جيد وكافي أو تقشير الأنواع التي يمكن تقشيرها، فالفيروس بطبيعته هش ولا يمكنه الصمود في الجو الطبيعي لفترات زمنية طويلة، كما لا يمكنه الصمود أمام طرق التنظيف العادية أو طرق الطهي البسيطة، وقد تكون فعلًا الفواكهة والخضروات المجمدة سببًا في الإصابة كما حاولت منظمة الصحة خلق رابط بينهما نظرًا لطول عمر الفيروس في أجواء التجميد.

أما مع التيقن الكامل من ريّ المحاصيل الزراعية بمياه الصرف الصحي فحينها يُمنع تناول هذه المحاصيل تمامًا لأنها غير صالحة للإستهلاك الآدمي ولابد من إتلافها كاملة، وهنا يأتي الدور المهم للجهات الرقابية والغذائية داخل الدول المستورِدة.

من مميزات إلتهاب الكبد الوبائي A أنه عادةً ما ينتهي بالشفاء، وهو ما يختلف تمامًا عن خصائص الإلتهاب من الأنواع B و C، حيث تبلغ نسب الشفاء من النوع A 99.99% من إجمالي الحالات، ومع نسبة ضئيلة جدًا لا تتعدى نصف في المائة من الحالات قد يتطور المرض إلى الوفاة إلا أنه أمر نادر الحدوث جدًا.

كيف تُشخص الإصابة بالإلتهاب الكبدي الوبائي A؟

عادةً ما يتم التشخيص إعتمادًا على الأعراض السريرية المُشار إليها سابقًا وبخاصة إصفرار الجسم وإصفرار الملتحمة والبول الداكن، وبشكل عام تُقسم حالات الإصابة إلى حالة مُشتبه بها وهنا قد يحتاج الطبيب إلى بعض الفحوصات والتحاليل المخبرية الموضِحة لنسبة البلوروبين، وإذا أشارت التحاليل إلى زيادة في نسبته عن المعدلات الطبيعية يعتبرها الطبيب حالة مُحتملة الإصابة فيحتاج لفحوصات أدق توضح الأجسام المضادة لفيروس إلتهاب الكبد الوبائي A في الدم ومن ثَم تتأكد الإصابة وتعتبر حالة مُثبتة يتم تسجيلها في قواعد البيانات الخاصة بوزارة الصحة.

لا يوجد علاج خاص بإلتهاب الكبد الوبائي A، ولكن تنحصر البرامج العلاجية له في وصف الأدوية المساعدة على شفاء الأعراض مثل خافضات الحرارة ومضادات القيء… إلخ، لكن لا يوجد علاج للإلتهاب بحد ذاته.

ويُشدد على راحة المريض التامة وتناول الأطعمة القليلة الدسم والدهون وذلك لإراحة الكبد وتسهيل قيامه بالوظائف أثناء المرض.

كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بإلتهاب الكبد الوبائي A؟

اختتم “د. سامي” حديثه مشيرًا إلى أنه طالما عُرفت طرق إنتقاله وهي عبر الأغذية والمشروبات الطازجة الملوثة بالفيروس فيُنصح دائمًا بتجنب تناول الأغذية والعصائر الطازجة من الأماكن العامة والمجهولة، كما يُشدد على غسيل اليدين بالماء والصابون بإستمرار لتفادي إنتشار العدوى.

أضف تعليق

error: