ما هي طرق الوقاية من إسهال الشتاء

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , ألم البطن , إسهال الشتاء
ألم البطن

ما سبب إنتشار إسهال الشتاء؟ وما هو الإسهال طبيًا؟

قال “د. سمير شماسنة” طبيب عام ومدير مركز الأمراض الجلدية. إسهال الشتاء أو الإسهال عامة هو زيادة كمية الفضلات (البُراز) الخارجة من الجسم مع زيادة ليونة هذه الفضلات، بمعنى تحول البُراز إلى سائل غير متماسك مع زيادة عدد مرات التبرز في اليوم الواحد إلى أكثر من 3 مرات.

ويُصنف إسهال الشتاء من حيث الشدة إلى:
• بسيط، عندما تكون عدد مرات التبرز اليومية من 4 إلى 6 مرات.
• متوسط، عندما تكون عدد مرات التبرز اليومية من 6 إلى 10 مرات.
• شديد، عندما تكون عدد مرات التبرز اليومية أكثر من 10 مرات.
ويرجع سبب إنتشار إسهال الشتاء إلى إنتشار تكاثر الفيروسات بشكل عام، وبالتالي إصابة الأمعاء بأحد هذه الفيروسات.
وعلى العموم يُصاب الإنسان بالإسهال في أي فصل من فصول السنة بسبب أحد العوامل التالية:

عوامل ترجع إلى الغذاء:
ففي الأطفال يمكن الإصابة بالإسهال عند تغيير نوع الحليب الذي يتناوله الطفل، أو عند إعطاءه حليب غير مناسب لعمره. وعند البالغين يتعلق الأمر بالتسمم الغذائي، خاصة إذا أُصيب أكثر من فرد في الأسرة الواحدة بالإسهال في نفس التوقيت.

عوامل ترجع إلى تناول بعض الأدوية:
أغلب المضادات الحيوية تُسبب الإسهال.
تناول المكملات الغذائية الفيتامينية بكميات كبيرة قد ينتج عنه الإصابة بالإسهال.
عوامل ترجع إلى الإصابة ببعض الأمراض العامة.

في بعض الأحيان يكون إسهال الشتاء أحد أعراض بعض الأمراض العامة، مثل إلتهاب اللوزتين أو إلتهاب الأذن الوسطى أو إلتهاب المسالك البولية، وهو في الغالب يكون من الدرجة البسيطة.

عوامل ترجع إلى إصابة الجهاز الهضمي بالجراثيم:
وهو أكثر العوامل شيوعًا وإنتشارًا. وينقسم التشخيص الطبي لهذا النوع من إسهال الشتاء إلى:
عدوى فيروسية: وهو أكثر أنواع إسهال الشتاء إنتشارًا في فصل الشتاء. كما أنه أكثر الأنواع شيوعًا عند الأطفال الأقل من 5 سنوات، وبالتحديد بسبب الدينو فيروس والرينو فيروس. وعادة ما يُصاحب إسهال العدوى الفيروسية إرتفاع بسيط في درجة الحرارة (أقل من 38 درجة مئوية).

عدوى بكتيرية:
وعادةً ما يكون من الدرجة الشديدة، مع وجود دم في البراز، بالإضافة إلى الغثيان والترجيع. ولعلاج إسهال العدوى البكتيرية لابد من عمل مزرعة براز للتعرف على نوع البكتيريا المُسببة للإسهال

عدوى طفيلية:
وعادةً ما تكون درجته بين البسيطة والمتوسطة، ولا يُصاحبه أعراض أخرى في الغالب، وعلاجه يتم عن طريق الفحص الروتيني المعملي للبراز للتعرف على نوع الطفيل، والذي في غالب يكون إما طفيل الأميبا أو طفيل الجارديا. وتنتقل الطفيليات عادة من الأغذية الملوثة بالسالمونيلا مثل اللحوم والألبان إلى جسم الإنسان.

كذلك يشتهر تلوث الماء بالطفيليات، وبخاصة طفيليات الجارديا التي تُسبب الإنتفاخ والغازات والإسهال البسيط أو المتوسط، وكذلك طفيل الشيجيلا. لذا دائمًا ما يُنصح بغلي الماء قبل أن يتناولها الطفل، لأن قوة جهازه المناعي أقل من البالغ.

ما هي طرق علاج إسهال الشتاء عند الأطفال؟

تابع “د. شماسنة” إذا كان الطفل مُصاب بالإسهال البسيط أو المتوسط يجب تعويض السوائل الخارجة من جسمه، ويتم هذا التعويض بشرب كميات وفيرة من الماء وعصير التفاح والشوربة.

أما إسهال الشتاء الشديد فليس له علاج محدد، لأنه ينتهي بعد إنتهاء دورة حياة الجرثوم المُسبب له، وقد تمتد هذه الدورة إلى 14 يوم أحيانًا. وبمعنى آخر فإن الجسم سيتخلص تلقائيًا وبوسائله الدفاعية الطبيعية من إسهال الشتاء والجرثوم المُسبب له ولكن يحتاج إلى بعض الوقت. والتركيز في هذه الحالة يكون في ضرورة تعويض السوائل التي يفقدها الطفل من جسمه، حتى لا تتطور الحالة وتصل إلى مرحلة من مراحل الجفاف، لذلك يوصف محلول معالجة الجفاف كأحد طرق التعويض المتوازن للمفقود من السوائل.

أما اللجوء للطبيب يكون عادة في الحالات التي يُصاحب إسهال الشتاء أعراض أخرى مثل:
• إرتفاع درجة الحرارة لأكثر من 39 درجة مئوية.
• إذا ظهرت بالفعل أعراض الجفاف على الطفل.
• إذا حدث ترجيع بكمية كبيرة أو إذا تكرر كثيرًا، وكذلك إذا احتوى الترجيع على مخاط أخضر أو دم.
• إذا وجد دم أو مخاط في براز الطفل.
• إذا لم يتبول الطفل لـ 8 ساعات متواصلة.
• إذا أُصيب الطفل بتصلب الرقبة.
• إذا وجد واستمر ألم البطن لما يزيد عن الساعتين.
• إذا أُصيب الطفل بالخمول والكسل والهُذال.

ما هي الأعراض التي تدل على دخول الطفل في مرحلة الجفاف؟

أوضح “د. شماسنة” أعراض الجفاف التي تستلزم مراجعة الطبيب فورًا هي:
• العطش المستمر رغم تناول كميات كبيرة من الماء.
• بكاء الطفل بدون دموع نظرًا لقلة السوائل في جسمه.
• في الأطفال الأقل من 18 شهر، هبوط مقدمة الرأس (أعلى الجبين) إلى الداخل فتكون أقل من مستوى الرأس كله.
• غَوْر عيون الطفل إلى الداخل.
• جفاف الأغشية المخاطية مثل اللسان والشفاه.
• فقد الوزن، وفقد الشهية.
• توقف التبول.
• إرتفاع درجة الحرارة.
• سرعة ضربات القلب.

كيف نتفادى إصابة الطفل بالإسهال؟

• يجب الإهتمام بنظافة الطفل الشخصية.
• يجب حث الطفل على غسل اليدين بالماء والصابون بإستمرار وقبل تناول الطعام بالخصوص.
• مراعاة شروط النظافة العامة أثناء تحضير الطعام للطفل.
• التغذية السليمة للطفل، مع التقليل من تناول الحلويات المُصنعة.

بالنسبة للرُضع يجب الإستمرار في تناولهم الرضاعة الطبيعية حال الإصابة بالإسهال، لأن الله عز وجل خلق في لبن الأم الكثير من مضادات البكتيريا والفيروسات.

ما هو الفرق بين الزكام أوالرشح والإنفلونزا؟ وكيف نُصاب بهما؟

كثير من الناس يعتقدون أن الزكام أو الرشح هو عَرَض لمرض الإنفلونزا وحسب، وهذا إعتقاد خاطي لأن الزكام أو الرشح في حد ذاته يمكن أن يأتي مع الإصابة بالإنفلونزا، ويمكن أن يُصاب به الشخص كمرض مستقل.

والزكام أو الرشح من أكثر الأمراض شيوعًا، وليس له علاج محدد، لأنه ينتج عن 200 نوع من الفيروسات. هذه الأنواع من الفيروسات تُسبب رشح الأنف والعطس والسعال وألم الحلق وأحيانًا ضيق في التنفس، وفي بعض الحالات قد يتطور الأمر إلى إلتهاب في الجيوب الأنفية أو إلتهاب في الأذن.

والوقاية من الإصابة بالزكام أو الرشح صعبة جدًا، لأنه ناتج عن عدد كبير من الفيروسات التي تنتشر في الجو سريعًا، وتنتقل من شخص إلى آخر، كما أنها تتكاثر وتنتشر بسرعة في فصل الشتاء بالخصوص. لكن يمكن أخذ بعض الإحترازات لتقليل فرص الإصابة مثل:
تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة المغلقة.
تجنب الجلوس بجوار المصابين بالزكام.

أما الإنفلونزا فهي ذات أعراض أشد وأقوى من الزكام، وقد يُصاحبها إرتفاع في درجة حرارة الجسم أو الصداع أو ألم في المفاصل، وعندما تتطور الحالة تصل إلى مضاعفات كبيرة مثل الإلتهاب الرئوي أو فشل في الجهاز التنفسي وصولًا إلى الموت. وتُصنف الإنفلونزا من حيث الشدة إلى A و B و C، ولا ننسى أن إنفلونزا الطيور والخنازير من الإنفلونزا A، وبالتالي فالإنفلونزا عمومًا مرض حساس وخطير جدًا.

وللوقاية من الإصابة بها يجب عمل الآتي:
• الإهتمام بالنظافة الشخصية.
• عدم مشاركة المريض متعلقاته الشخصية كالمنشفة والصابون.
• وضع منديل على الفم أثناء العطس لمنع نشر الفيروس بين المتواجدين.
• يمكن أخذ المصل الوقائي مع بداية فصل الشتاء.

متى يجب أخذ المصل الوقائي من الإنفلونزا؟

يفضل أخذه في بداية فصل الشتاء من كل عام. وهو مفيد للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، وكذلك كبار السن وخصوصًا أصحاب الأمراض المزمنة منهم.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: