أسباب مرض فرط الحركة وعلاجه

فرط الحركة , doctor kid , مرض , طفل , صورة

طرق تشخيص مرض اضطراب فرط الحركة

تقول الدكتورة شذى أبو حمده “استشارية الطب النفسي وعلاج الإدمان للأطفال والمراهقين”، يمكننا تصنيف اضطراب الحركة وتشتت الانتباه بالأمراض المتعلقة بالتطور النمائي للدماغ والذي يؤثر على نمو وتطور الطفل من نواحي رئيسية في الحياة مثل قدرته على الحفاظ على التركيز والسيطرة على حركته واندفاعيته تجاه معطيات الحياة، لذلك فإن هذا المرض يمس 3 محاور رئيسية هي تشتت الحركة الاندفاعية وهذه نقاط مهمة في سلوك الطفل ولا يُشترط أن تكون موجودة جميعاً عند الطفل حيث يمكن أن يعاني الطفل من مشكلة التركيز وحدها ومن مشكلة فرط الحركة والاندفاعية وحدها ولكن في الغالب يأتي الاثنين معاً.

أسباب مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه

لا يوجد سبب محدد وواضح لمشكلة فرط الحركة عند الطفل وإنما هي عدة أسباب منها الوراثة مثلما نرى عند التوأم التي تزيد نسبة الإصابة بهذا المرض عن غيرها.

إلى جانب ذلك، تعتبر نسبة مرض فرط الحركة أعلى عند الإخوان وبالتالي فإن العامل الوراثي له دور كبير في هذا المرض.

على الجانب الآخر، يمكن أن يكون فرط الحركة متعلق بالنواقل العصبية للطفل وهي المسئولة عن منطقة التركيز والحركة في الدماغ وخاصة الدوكمين الأدرينالين الذي يكون به مشكلة في تركيزه عند الطفل خاصة في الفص الأمامي للدماغ.

كيف يتم تدريب الأطفال على التركيز؟

في بداية الأمر يجب تشخيص مرض فرط الحركة عند الطفل ثم بعدها يمكننا تدريب الطفل على التركيز بعد النظر إلى بعض الأسباب التي قد تأتي في صورة الولادة المبكرة أو مشكلة وجود التهاب عند الأم أو تعاطيها للكحول أو للسجائر خلال فترة الحمل والتي حتماً ما تؤثر على صحة الطفل ومدى تركيزه وفرط حركته.

وتابعت الدكتورة ” شذى أبو حمده “: يتم تشخيص طفل فرط الحركة عن طريق نقاط معينة أهمها هو وجود تقرير من الأهل عن الطفل وحالته الصحية والسلوكية بجانب تقرير من المعالج والطبيب السلوكي للطفل الذي يبدي برنامج مقاييس للطفل ومن ثم يتم تشخيص حالة فرط الحركة عند الطفل.

على الجانب الآخر، هناك فرق بين شقاوة الطفل وبين تعرضه لفرط الحركة حيث أن الطفل الشقي في حركته عندما نقوم بالحديث معه بصورة جيدة يهدأ في النهاية ولكن مشكلة طفل فرط الحركة هي أنه لا يهدأ عند الكلام معه وقد لا يعرف الأهل حالته ولا يشخصونها بصورة صحيحة وبالتالي فإنه قد يتعرض للإساءة من الغير أو من الأهل عن طريق سلوك معين أو الحرمان.

تظهر أعراض مرض فرط الحركة عند الطفل قبل سن 12 عام وهناك أعراض معينة لا تقل عن 6 أعراض تخص فرط الحركة وتشتت الانتباه منها فشل الطفل في إعطاء الانتباه للتفاصيل ولا يستطيع التمييز في العمليات الحسابية بجانب أنه في بداية حصته الدراسية يقوم بالتركيز لكن مع نهايتها لا يقوم بالتركيز بتاتاً.

إلى جانب ذلك، نلاحظ كثرة الحركة عند مثل هؤلاء الأطفال في المدارس ويخرج من الصف عدة مرات، وعند كبر هذا الطفل ليصل إلى مرحلة البلوغ أو يتعدى هذه المرحلة لا يستطيع الجلوس على مكتبه للعمل لساعات طويلة ودائماً ما ينسى الأشياء الضرورية في حياه بصورة دائمة مثل النظارة والمفاتيح والموبايل وغيرها، وهذه هي النقاط التي تساعدنا في تشخيص مرض فرط الحركة عند الطفل الذي يصفه أهله أنه بمثابة كرسي متحرك حتى أن هذا الطفل لديه مشكلة دائمة في عدم انتظار الدور وليس لديه أولويات في حياته يهتم بها بسبب التشتت الذي يعاني منه.

وأردفت “: شذى “: تعتبر عملية تدريب الطفل مفرط الحركة ومشتت الانتباه هي سلسلة تجمع بين الطفل وأهله والمدرسة والطبيب والمعالج النفسي وغيرهم وأهم نقطة في هذا الأمر هو كيفية تقبل الأهل لأن سلوك الطفل هذا هو اضطراب وليس سلوك خاطئ حتى يساعدونا في العملية العلاجية.

بعد ذلك من المهم تجزئة المهام للطفل ونحاول تدريبه على القيام بأعمال بسيطة بجانب أهمية ترتيب وقت هذا الطفل عند القيام بسلوكيات معينة مع اتباع نظام المكافئة الإيجابية لتعديل السلوك.

إلى جانب ذلك، يتم إعطاء توجيهات للمدرسة فيما يخص طفل فرط الحركة بضرورة جلوس الطفل في المقاعد الأمامية للدراسة حتى نخفف من حدة التشتت عند هذا الطفل وبعيداً عن النوافذ والشبابيك مع إعطائه مدة أطول في الامتحانات، بجانب أن الحالات الشديدة والمتوسطة يمكننا اللجوء فيها إلى العلاج الدوائي والتي يكون فيها الضرر كبير نوعاً ما.

النسبة العليا لفرط الحركة عند الطفل

تعتبر النسبة الأعلى لأطفال فرط الحركة موجودة بين الذكور والتي تصل إلى3:1 مقارنة مع الإناث لكن الفرق بين الذكور والإناث هي أن حدة فرط الحركة تكون أعلى عند الإناث بالمقارنة مع الذكور ولا تستطيع البنت المشاركة في الدراسة بصورة أكبر بينما الذكور يعتبرون من الأطفال المنفر منهم بين زملاءهم كونهم يشاغبون ويستعملون العنف بنسبة أعلى مما يعرضهم لمشاكل أخرى مثل اضطرابات السلوك واضطرابات التحدي والمعارضة ويصير الطفل عُرضة للاكتئاب الذي يأتي على صورة غضب مما يساعد الطفل في أن يُسقط غضبه على الأطفال الآخرين من أقرانه.

وتابعت ” شذى “: في حالة العلاجات الدوائية فهناك المنشطات التي تُعطى من قبل الطبيب المختص حتى لا يساء استعمالها وهناك النوع الآخر غير المنشط من الأدوية لأطفال فرط الحركة والتي تساعد وتحفز من مادة الأدرينالين الموجودة في الفص الأمامي للدماع مما يساعد الطفل على زيادة تركيز الطفل كما أن هذه العلاجات تعتبر مدروسة وآمنة بنسبة عالية.

مدة علاج طفل فرط الحركة

في أغلب الحالات فإن حالة فرط الحركة عند الطفل قد تمتد إلى فترة البلوغ والشباب والتي قد تصل نسبتها إلى 25% وهي الحالات المزمنة التي تقل مع الكبر حتى تخف المشكلة عند عمر 20 سنة وخاصة فرط الحركة ولكن تظل حالة التشتت ملازمة للمراهق أو الشخص البالغ حتى هذا العمر.

إلى جانب ذلك، لا يمكننا علاج الطفل بشكل متواصل وإنما يمكننا التوقف لفترة معينة عن العلاج وفيها تتحسن حالة الطفل حتى يشعر بالطاقة اللازمة له.

أما عن دور الأهل في مساعدة ابنهم مفرط الحركة فيجب عليهم أولاً فهم أن هذه الحالة هي اضطراب في المقام الأول وليس عيب في السلوك ومن ثم سيساعدون الطفل بشكل كبير حيث يمكنهم تسجيل اسمه في بعض الأنشطة الرياضية كالسباحة وكرة القدم والسلة وكرة الطائرة كما أننا ننصح بالبعد عن الرياضات التي بها عنف مثل الملاكمة وغيرها.

بالإضافة إلى ذلك، في حالة عدم علاج الطفل مفرط الحركة فإن حالته تسوء يوماً بعد يوم ويصير عُرضة أكثر للتعاطي والإدمان مع مرور الوقت لأنه غير قارد على اتخاذ القرار السليم حيث أنه يتخذ كافة قرارته بصورة سريعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top