أسباب تأخر سن الزواج

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , زفاف . سن الزواج , الزواج

باتت ظاهرة التأخر في الزواج أو ما يُعرف بظاهرة “العنوسة” كابوس يطارد الشبان والفتيات في العالم العربي، وزادت من بشاعته ضغوط الحياة والمجتمع والأحكام التي تُطلق على من يتظاهر في الارتباط، بالإضافة إلى ردود الأفعال القاسية لمن يتأخر في الزواج من قِبل المجتمع.

وتُشير الدراسات والإحصائيات إلى ارتفاع معدلاتها حسب الفئات العمرية بين الذكور والإناث، فما أسباب ارتفاع نسب هذه الظاهرة وما انعكاساتها أيضاً على كل فرد؟ نُجيب على هذه الأسئلة وأكثر في هذا المقال.

انتشار ظاهرة تأخر سن الزواج في العديد من الدول العربية

أجاب أ.فؤاد غربلي، الاختصاصي في علم الاجتماع، هناك عدة أسباب تفسر تلك الظاهرة أهمها الأسباب الاقتصادية، فالمنطقة العربية هي منطقة مُصنفة من حيث الأعلى في نسب البطالة ونسب الفقر.

والعامل الاقتصادي ليس العامل الوحيد الذي يُفسر تلك الظاهرة، بل هناك العديد من التحولات الذي حدثت في منتصف السبعينات كالتجمهر التعليمي ودخول النساء في سوق العمل والتخرج من الجامعات في العشرين من العمر، وهو عمر متأخر بالمقارنة بما سلف، فهناك قيم جديدة ظهرت وأثرت على موعد الزواج، خاصّة أن الزواج لم يعد خيار جماعي كما كان يحدث في السابق بل أصبح خيار فردي.

ولكن تأخذ الظروف الاقتصادية كان نصيب الأسد في أهم الأسباب التي أدت تأخر سن الزواج، خاصة تحولات حالة العمل حيث لا يوجد استقرار في استمرارية العمل، وتحول العمل من ضمان للمعيشة إلى شيء هش غير ثابت خاصة في المنطقة العربية، بالإضافة إلى أن الزواج في المنطقة العربية مازال متمسك بمجموعة من التقاليد التي تجعل الزواج مُكلّف إلى حد ما.

لماذا يخشى الرجل من المرأة الناجحة في عملها وذات الشخصية القوية؟

هي ظاهرة منتشرة ولكن لا يجب تعميمها، والإجابة مُتعلقة ببنية المجتمعات العربية فهي لا تزال بنية ذكورية تقليدية، من حيث أن الرجل يساهم بشكل أكثر في العمل، لأن الفكرة السائدة في المجتمع العربي أن الرجل رئيس العائلة.

فالتنشئة الاجتماعية التي تربى عليها الأفراد لا تزال تُعطي أولوية للقيم الذكوريه، ولكن من المُتوقع أن تتغير تلك الفكرة في السنوات المُقبلة، لأن المُعطيات التي نعيشها هي التي تفرض ذلك، فكثير من الرجال يقبلون بامرأة تعمل وتشارك فيسوق العمل، مع ملاحظة أن تلك الأفكار لا يمكن تعميمها على كل المجتمعات العربية، لأن المجتمعات العربية واقعها ليس واقع متجانس بنسبة ١٠٠٪.

“التأخر في الزواج ظاهرة إيجابية” إلى أي مدى تُعد تلك العبارة صحيحة؟

تابع”أ. فؤاد”، لا يتم النظر إلى الظاهرة بنظرة إيجابية أو سلبية، فهذا ليس المحور، وإنما يتم النظر إلى أن تلك الظاهرة نتيجة تحولات عميقة حدث للمجتمعات العربية، ولكن للأسف جزء من المجتمعات العربية لا يزال يُمارس نوع من أنواع الضغط “كالوصم” الذي يطلقه الناس على بعضهم.

فالزواج عبارة عن مؤسسة مهمة جداً، أكبر من تضيقيها في كلمة “كالعنوسة”، والزواج في سن متأخر قد يجعل العلاقة أكثر نضوجاً، ولكن القاعدة الصحيحة ليست مرتبطة بسن مبكر أو سن متأخر وإنما يرتبط الموضوع بتصورات الأشخاص ومدى استيعابهم لمفهوم الزواج، فإجابتهم على سؤال لما نُقْبل على الزواج؟ يجعلهم أكثر وضوحاً مع أنفسهم، فمؤسسة الزواج يجب أن تخضع إلى العديد من الأمور كأن يكون خيار الزواج خيار فردي وليس خيار جماعي.

فكلما كان الزواج اختيار فردي كلما كان فرص نجاحه عالية، وأن يكون الهدف من مؤسسة الزواج هو القيم كالمحبة والتضامن وبناء مجتمع سليم، فعندما يتعلق الموضوع بالقيم يكون هناك فرص عالية لنجاح الزواج، ومؤسسة الزواج بدأت تتهاوى وأصبحت هشة، حيث تقلصت رغبة الأفراد في الانخراط في مشاريع طويلة الأمد، بل كل ما يجول في أذهانهم أن مؤسسة الزواج رحلة قصيرة الأمد، وهذا ما يفسر ارتفاع نسب الطلاق.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: