خطبة جمعة قصيرة مكتوبة مؤثرة جدا.. بعنوان: الابتلاء بالأعداء

خطبة جمعة قصيرة مكتوبة مؤثرة جدا , الابتلاء بالأعداء

خطباء أجِلاء ويبحثون عن خطبة جمعة قصيرة مكتوبة مؤثرة جدا. وهذا بالطَّبع نظرًا للوقت المُحدد لهم لإنهاء خطبتهم على المنابر. لذلك؛ فقد أتيتكم هنا ومعي خطبة بعنوان: الابتلاء بالأعداء.

لذلك؛ فهذه لكم..

مقدمة الخطبة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [آل عمران].

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ [النساء].

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾ [الأحزاب].

أما بعد: فإنَّ أصدق الحديث: كتاب الله، وأحسن الهَدْي: هَدْي محمد ﷺ، وشر الأمور: مُحدثاتها، وكُل مُحدثة بدعة، وكُل بدعة ضلالة.

الخطبة الأولى

أيها المؤمنون! اتقوا ربكم، والزموا دينكم، واتبعوا شرعكم، وتمسكوا بما كان عليه نبيكم ﷺ، واعلموا أنَّ الدنيا دارُ فتنة وابتلاء، وأنَّ الله يبتلي فيها الخلق بأشياء وأشياء.

ومما يُبتلى به المؤمنون: الأعداء؛ فيكيدون لهم، ويمكرون بهم، ويَتنَادون عليهم.

وقد ذكر الله ﷻ ذلك في مواضع عن الرَّعيل الأول مع النبي ﷺ؛ كغزوة أُحد والأحزاب؛ فقال الله ﷻ: ﴿ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٢].

وقال ﷻ: ﴿هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (١١)﴾ [الأحزاب].

ويعظم الابتلاء بالأعداء كُلما تقادم الزمان وقرُب انصرامهُ؛ قال النبي ﷺ: «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»؛ أي يَقرُب أن تجتمع عليكم الأمم مُتنادية مُتعاونة كما يتنادى القوم الراغبون في الأكل على قَصْعة الطعام -أي آنيته- ليأكلوها؛ فيوشك أن تكون هذه حال المؤمنين.

وقد رأيتم رأي العين، وتحققتم حق اليقين، وما يمكر به أعداؤكم للمُسلمين كافة، ولهذه البلاد خاصة.

وما المراد من ذلك -بتقدير الله عَزَّ وَجَلَّ- إلا ردُّكم إليه، وتوثيق صِلتكم به، والتوبة إليه ﷻ، وامتلاء القلوب بتوحيده؛ فإنَّها إذا كانت على هذه الحال مَكَّن الله لها، وثَبَّت أقدامها، وكسر أعدائها.

قال الله ﷻ: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [المجادلة: ١٠].

وقال ﷻ: ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَىٰ بِاللَّهِ نَصِيرًا (٤٥)﴾ [النساء].

وقال ﷻ: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾ [آل عمران: ١٢٦].

وقال ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٤٥)﴾ [الأنفال].

فإذا تكاثرت الأخبار، وتوالت النُّذُر بتداعي الأشرار عليكم، فتوبوا إلى ربكم، وأقبلوا عليه، وتوكلوا عليه حق التوكل، واملؤوا قلوبكم بتوحيده، واعلموا أنَّ الأمر له ﷻ؛ فلا نجاء لنا إلا بطاعته -سبحانه- وإفراد العبادة له، وتجريد القلوب من التعلق بسواه؛ فإن القلوب إذا كانت كذلك نصرها الله ﷻ على أعدائها.

فكل عدو وإن كَثُر فهو أمام الله قليل، وكُل عدو وإن كَبُر فهو أمام الله صغير، وكُل عدو وإن عَزَّ فإنه أمام الله حقير، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ٢١].

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العليّ العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.

وهنا خطبة: الغضب وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع

الخطبة الثَّانية

الحمد لله حمدًا حمدًا، والشكر لله تواليًا وتَتْرًا، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له معبودًا حقًا، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صِدقًا.

اللهم صلَّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ.

أما بعد: أيها المؤمنون!

إذا ابتُليتُم بأعدائكم فتوبوا إلى ربكم ووحدوه، وتوكلوا عليه، وتعلقوا به، واعلموا أنَّه يتأكد التذكير حينئذٍ بأصلين عظيمين:

  1. أحدهما: طاعة من وَلَّاه الله ﷻ أمركم؛ فقد قال الله ﷻ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾ [النساء: ٥٩]. وقال النبي ﷺ: «عَلى المَرْءِ المُسْلِم السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيما أَحَبَّ وكَرِهَ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ، فَإذا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلا سَمْعَ وَلا طاعَةَ»؛ أي لا سَمْعَ ولا طاعة في تلك المعصية.
  2. والآخر: لزوم الجماعة، وعدم الخروج عن سَوَاد المسلمين؛ قال الله ﷻ: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: ١٠٣]، وحَبْل الله هو الجماعة. وقال النبي ﷺ: «عَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ».

فالزموا -أيها المؤمنون- جماعتكم، وأطيعوا وُلاةَ أمركم في غير معصية الله؛ يُمكِّنكم الله ﷻ من أعدائكم، ويُظهركم عليهم.

وهذه: خطبة جمعة مختصرة ومشكولة.. بعنوان: كلمات الله

الدعاء

  • اللهم إنَّا نعوذ بك من شر الأشرار، وكيد الفُجَّار.
  • اللهم إنَّا نعوذ بك من شرورهم، ونَدْرأ بك في نحورهم.
  • اللهم احفظ بلاد المسلمين كافة، وبلدنا هذا خاصة.
  • اللهم إنَّا نعوذ بك من شر الأشرار وكيد الفُجَّار.
  • اللهم إنَّا نعوذ بك من شرورهم، ونَدْرأ بك في نحورهم.
  • اللهم أصلح ذات شأننا، وأَلِّف بين قلوبنا، وثبت على الحق أقدامنا، وتولنا برعايتك وعنايتك في الأولى والآخرة، واجعلنا من عبادك الصالحين.
  • اللهم فرِّج كرب المكروبين، ونفِّس هموم المهمومين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مَرَضَنا ومرضانا ومرضى المُسلمين.
  • اللهم وفق وليّ أمرنا بتوفيقك، اللهم ارزقه البطانة الصالحة الناصحة، وجَنِّبه البطانة الفاسدة الغاشَّة.

وأقِـم الصَّـلاة..

وبعد؛ فكانت هذه -يا إخواني- خطبة جمعة قصيرة مكتوبة مؤثرة جدا.. بعنوان: الابتلاء بالأعداء؛ ألقاها الشيخ الدكتور صالح العصيمي -جزاه الله خيرا-. وربما تودّون أيضًا إلقاء نظرة على هذه أيضًا؛ وهي خطبة: فضل الصبر على البلاء وأسباب دفعه «مكتوبة» مُحْكَمة.

أضف تعليق

error: