النمط التقليدي في حديث اللاعب الخليجي

لا يجب على القنوات الفضائية أن تبالغ كثيرا في نشر مراسليها الميدانيين داخل ملاعبنا الرياضية، فالمسألة لا تستحق كل هذا العناء وتكبد الكثير من الخسائر مهما كان حجم المناسبة سواء في الدوري المحلي أو حتى في المنافسات الخليجية والعربية، فليس هناك ردة فعل حقيقية تستحق الرصد والمتابعة، خاصة من قبل اللاعبين الذين يتحدثون قبل المباريات بقلق وترقب، وبعدها بتعب وإجهاد، فكلهم يتفقون على لغة واحدة ونمط تقليدي في الحديث، حتى إن المتابع أصبح لا ينتظر من اللاعب الخليجي أي حديث شيق ومثير وجديد بعد كل مباراة، فأقصى ما سيقوله بعض الجمل المرتبكة وغير المركزة، وكأنه يعرض على المتابع مسابقة «رتب الكلمات التالية»!

ولا يمكن أن ينسى اللاعب في ثنايا حديثه المقتضب جدا، أن يحمد الله ويشكره على توفيقه، ويحلف به مرات ومرات، حتى يصدق المتابع أن هذا اللاعب بذل كل ما لديه! أما اللاعب الذي يعيش تحديا مع نفسه بضرورة التحدث بالجديد المفيد أمام الملأ فإنه سيوجه سيلا من الشتائم على حكم اللقاء حتى يظهر بشخصية اللبق والقادر على التعبير عن رأيه، لكنه (ينربط) لسانه عندما يوجه له المذيع سؤالا عن أسباب ضعف مستواه ومدى ملاءمة خطة المدرب للفريق، ويبدأ يلتفت يمنة ويسرة ويتظاهر بالاستعجال حتى لا يقول الحقيقة.

نحن بحاجة إلى لاعبين يتحدثون عن معاناتهم، ويطالبون بحقوقهم سواء المادية أو الفنية ويكسرون هذا الجمود الذي أصبح ملازما لهم، نريد لاعبين يشيدون بزملائهم الخصوم ويبدون إعجابهم بمشاهير النجوم، ولا يجدون حرجا في الحديث عن أي شيء، فاللاعب الذي لم يشركه المدرب في مركزه، عليه أن يخرج بعد المباراة ويخبر الجميع أن طائلة اللوم يجب أن تتعداه، وهكذا.

أما أن يستمر الوضع على ما هو عليه، فإن القنوات مطالبة بالاستغناء عن مراسليها الميدانيين الذين يرصدون ردود الفعل الأولية، كما يحلو للبعض تسميتها، بينما هي في الحقيقة كل ما يملكه هؤلاء أولا وأخيرا، راقبوا أحاديث لاعبينا أينما ذهبوا ورأيتموهم على الشاشة، فليس ثمة ما يستحق السماع على الإطلاق!

بقلم: حماد الحربي

أضف تعليق

error: