هل أفسد رجال التسويق الأجواء الرياضية السعودية؟

القضايا والمشاكل والمصائب والأزمات – وإن شئتم قولوا الكوارث- لا يمكن أن تغادر مجتمعنا الرياضي بسهولة. وستبقى هي سمته البارزة متى ما غضضنا النظر عن دراسة أسبابها الجوهرية. وفقدنا الرغبة الملحة في القضاء عليها للاستمتاع برياضة تستند إلى مقاصد ومنطلقات شريفة. ولا يمكن تفسير هذا الصمت المطبق من قبل الوسط الرياضي والجهات المسؤولة عن معالجة مثل هذه المشاكل الطاغية على رياضتنا، ومحاولة السعي لاجتثاثها من جذورها؛ إلا أن ثمة مستفيدين من كل هذا الصخب.!

يعملون من أجل مزيد من الكسب. ويتعمدون خلق مثل هذه الأجواء المشحونة. ليملؤوا مساحات الهدوء بالضجيج والصراخ. وكأنهم يعملون طبقا للقناعة الشهيرة التي لا نعرف امتداداتها والخالصة إلى أن كرة القدم جزء من المخططات التي تهدف لإشغال الشعوب عن الجوانب الحياتية الأخرى.

ولعل اتهامي المبطن هنا لرجال التسويق في إفساد أجوائنا الرياضية الودية. وشرخ علاقاتنا وروابطنا الاجتماعية المتينة. هو دليل صريح على مدى وضوح السيناريوهات والمشاهد الدرامية التي يرسمها هؤلاء من أجل إثارة الزوابع والمضي قدما في تسويق الإثارة وصناعة المشكلة الرياضية. حتى أنني لا أستبعد شخصيا وجود أفراد مستخدمين في أوساطنا الرياضية هدفهم التفرغ لصناعة وتصدير المشاكل والأزمات بين عدد من الأطراف للحصول على أكبر قدر ممكن من الصخب الذي يخدم مصالحهم ومنطلقاتهم المادية. فثمة من يتحرك في سبيل إثارة الشارع الرياضي تحت مبررات واهية وعقيمة.

ولو أنكم أمعنتم النظر في تكرار حضور البعض في معظم قضايانا الرياضية، لربما اكتشفتم سر استمرار المشاكل بهذه الطريقة البعيدة كل البعد عن عوامل الصدفة والحظ. فليس من المعقول أن تولد المشكلة تلو الأخرى في كل يوم من عمر مسابقاتنا. ويعيش معها المجتمع الرياضي في دوامة من القضايا والأزمات الكفيلة بنفاذ كل شيء. والإقبال عليه. وبوضوح أكثر. وإيمان أرسخ.

أتصور أن هؤلاء المزروعين والمستخدمين لتعزيز النظريات التسويقية التي تعتبر أكثر إحكاما ودقة من المنظمة العالمية السرية «الماسونية». أكثرهم لا يعلمون أنهم قد وقعوا في شراك هذه المخططات. ودائما ما تجذبهم أضواء الشهرة الخادعة في الاستسلام لتبعاتها المدمرة.!

بقلم: حماد الحربي

أيضًا لديّ مقترحات:

أضف تعليق

error: