يوجا بدون ألم! ما الفائدة التي عادت على الممارسون لهذه الرياضة؟

تمت الكتابة بواسطة:

يوجا , Yoga

في الآونة الأخيرة تجد رياضة اليوجا إقبالا كبيرا من الشباب بعد أن ثبتت فعاليتها في كثير من مجالات الحياة فهي تسهم في علاج كثير من الأمراض مثل الاكتئاب والقلق والاحباط والسمنة والقلب والضغط والصداع المزمن كما أنها تعمل على تنمية القدرات الذهنية وتساعد ممارسيها على التحمل والصبر.

ومع إقبال الشباب على ممارستها امتلأت شوارع القاهرة بإعلانات عن توافر مراكز لتدريبها في كل الأندية ومراكز الشباب وفي الصالات الخاصة وكلها تحت شعار واحد هو اليوجا.. علاج أمراض العصر.

يقول أحمد سعد الدين: أمارس هذه اللعبة منذ حوالي ستة أشهر رغبة مني في تقليل التوتر العصبي والأرق الذي أصابني نتيجة ساعات العمل المتزايدة التي أقوم بها حيث أنام ساعات قليلة ونصحني بعض الأطباء بمزاولة هذه اللعبة وبالفعل أشعر بتحسن كبير الآن وأدعو الجميع لممارستها.

وتقول السيدة ميار وجدي: حاولت بطرق مختلفة وكثيرة أن أنقص من وزني على مدي السنوات الخمس الماضية ولكن بدون جدوي فكلما نقص وزني عدة كيلو جرامات عاد مرة أخري إلى الزيادة بعد فترة وقد بدأت ممارسة اليوجا عندما شاهدتها في أحد البرامج في القنوات القضائية. وهكذا نجحت في إنقاص وزني أكثر من 12 كيلو جراما في حوالي ثلاثة أشهر وأشعر أيضا بمرونة شديدة في جسمي ولياقة كبيرة.

وتقول حنان سمير: لقد تركت لدي أثرا كبيرا وأصبحت أتعامل مع زملائي بحكمة وهدوء شديدين كنت أفتقدهما من قبل وأشعر أن تفكيري أصبح منظما ومرتبا أكثر من ذي قبل وأتمنى أن تنتشر في مصر ويمارسها كل الشباب.

وشيماء الحسيني تقول: أمارسها بانتظارم، وقد ساعدتني صحيا فأصبحت حالتي أفضل مما كانت عليه.

وتضيف منة الله حسن: أتعجب من أن معظم ممارسي اليوجا من السيدات وقليل جدا منهم رجال وربما يرجع ذلك إلى أن السيدات أكثر عرضة للمرض النفسي والتوتر نتيجة الضغوط العصبية التي نتعرض لها في المنزل والعمل.

وللاسف ليست هناك سيدة واحدة مدرسة يوجا مصرية فكلهم رجال وأتمني ان يكون لدينا وعي بهذه اللعبة المفيدة.

وحول هذه الظاهرة يتحدث الدكتور يسري حسن أحد مدربي اليوجا قائلا: أحببت هذه اللعبة منذ أكثر من عشرين عاما عندما نصحني الأطباء بممارستها للعلاج من مرض أصابني في العمود الفقري نتيجة الوزن الزائد حيث كان في وقتها 110 كيلو جرامات، وكنت وقتها أعمل في المانيا ولم أتعلمها بسهولة وإنما استغرقت مني وقتا طويلا والحقيقة أنها تركت لدي أثرا طيبا وأحببتها كثيرا.. وهكذا تحولت من مجرد ممارس لها.. إلى مدرب اللاعبين في تعلمها خلال عامين فقط.

وقد تعلمت كل المبادئ الخاصة بها على يد مدرب ألماني وبالمناسبة فإنه لا يخلو شارع من كل دول أوروبا من وجود مركز لممارسة اليوجا. وبعد سنوات أصبحت صاحب أحد مراكز اليوجا هناك وعدت لمصر بعد غياب عشرين عاما وكان ذلك منذ5 سنوات وحاولت نشر هذه اللعبة السحرية واكتشفت أن الشعب المصري لا يعرف شيئا عنها ولا يدري قيمتها، وهذه معلومات مغلوطة إذ أن زمن ممارسة أي لعبة لا يزيد على عشر دقائق.

وهي غير مجهدة ومتعبة وعندما يأتي إلينا بعض المتدربين ولا يشعرون إنها متعبة يتركونها متخيلين أن التعب مرتبط بالفاعلية وهذا غير صحيح.

ويعرف الدكتور يسري اليوجا قائلا: إنها رياضة الروح والجسد معا وكلمة يوجا تعني وحدة أو ارتباط وبالمعني الفلسفي هي التوحد مع الذات وهذا المعني يعكس مدي قدرة هذه الرياضة على جعل ممارسها فاهما لذاته ومدركا تماما حياته وأهدافه لأنها رياضة نفسية قبل أن تكون رياضة جسد ولا شك أن عدد ممارسي رياضة اليوجا في العالم كله في تزايد واضح ومستمر فهي اللعبة الأولي في دول أوروبا وأمريكا الآن فهناك اهتمام عالمي كبير بها ولكن يؤسفني انها غير منتشرة هنا بمصر ولا يتعدي عدد المدربين المصريين لليوجا عشرة أفراد وهذا لعدم اقتناع المصريين بأهميتها.

وتعتمد على الاسترخاء والتركيز وتهدئة الاعصاب فالاسترخاء يساعدك على التخلص من المشاكل والمعاناة اليومية وتنشيط الدورة الدموية في الجسم كله والتخلص من الاجهاد والتعب ويساعد أعضاء الجسم كله بأدائها بفعالية أكثر بالاضافة إلى أنه ينظم الجهاز العصبي ويساعد الشخص على التحكم في انفعالاته حيث يفرغ الطاقات المختزنة يوميا من كبت وانفعالات هذا بالاضافة لتقوية الذاكرة فالاسترخاء يعطي للعقل فرصة للتخلص من الزائد عن حاجته وتساعد اليوجا على التدريب على اسلوب التفكير المنتظم وفهم أصل الاشياء ولليوجا ثمانية اساسات نعتبرها خطوات لإتقان هذه اللعبة والخطوة الاولي هي (ياما) وهي تعني الانضباط والثانية (تياما) تعني الملاحظات، والثالثة (اسناس) أي الاوضاع، والرابعة بداناياما أي السيطرة على الطاقة الحيوية التي تحافظ على الجسم والعقل، والخامسة بد اثياهرا وتعني هذه الكلمة السيطرة على الحواس والسادسة هي دهاراتا.. اي التركيز والسابعة دهيانا بمعني التأمل والثامنة والأخيرة هي ساها وهي حالة ما فوق الوعي..

وهذه الخطوات تحمل معاني والفاظا هندية نسبة لأصل اللعبة واذا قمنا بشرح هذه المبادئ الثمانية بشكل مختصر لراغبي تعلم اليوجا فسنبدأ مثلا بالخطوة الأولي والثانية أي الياما والتياما وتتضمن هاتان الخطوتان عشرة التزامات يجب على اللاعب القيام بها وهي الصدق والبعد عن الحسد وكبح جماح الشهوات والتحكم في نزعة الملكية والعفة والنظافة داخليا وخارجيا والقناعة والتقشف ودراسة النفس والرضا بالنصيب ونحن لانطلب من اللاعب المبتدئ الوصول إلى الكمال في هذه الالتزامات العشرة، ولكن عليه المحاولة ومن خلال التدريب المستمر سيصل لنتيجه لا بأس بها.

ومن الصعب القفز على الخطوة الثالثة ثم الرابعة قبل اتقان الخطوتين الاولتين وهذا خطأ يقع فيه الكثيرون وتنقسم الخطوة الثالثة إلى قسمين هما اوضاع التأمل واوضاع الحفاظ على الحالة البدنية وهنا بداية تعلم اليوجا فعليا وبالنسبة للمبتدئين عليهم اختيار وضع واحد مريح بالنسبة لهم يتدربون عليه ليصلوا لدرجة عالية من التجويد فيه وعدم تغييره في اوضاع التأمل ويجب عليهم ألا يتنقلوا عن وضع لآخر.

وكل وضع من اوضاع اليوجا له هدف فمنها من سيهدف إلى تحرير الجسم من مرض ما.. ومنها ما يستهدف الجهاز العصبي وعلي كل فرد اختيار الوضع المريح له والمناسب لرغبته في ممارسة اللعبة.

اما الخطوة الرابعة البرانايما فهي تعلم ممارس اليوجا التنفس المنتظم ومن المعروف ان تنظيم التنفس يهديء العقل ويساعد على تقوية وتنقية الجهاز العصبي واكبر دليل على هذا هو ان الشخص الخائف أو القلق تجده يتنفس بطريقة غير منتظمة مما يسبب له الكثير من الامراض مثل الربو وغيره وأنصح الجميع بالتدريب على التنفس السليم.

اما الخطوة الخامسة فتشمل النظر والسمع والشم والتذوق واللمس ومن خلال هذه الحواس نتعامل مع العالم الخارجي وتدريب هذه الحواس يدرب الانتباه ويقوي التركيز ويعلم كيفية التحكم فيها.

الخطوات السادسة والسابعة والثامنة تتمثل في التدريبات الرياضية البدنية لليوجا وفي اثنائها نتعلم التركيز والتأمل الشديدين للوصول إلى حالة ما فوق الوعي وهناك حركات كثيرة ومتنوعة لهذه اللعبة واقصد الحركات البدنية فتدريبات اليوجا ليست شاقة ولكنها تحتاج لتركيز اثناء ادائها ومن هذه الحركات السمكه – الجراده – الافعي – الكاتبي – التوست – الجمل – الارنب – القطة – المركب – المحرات ومعظم اسماء هذه الحركات مستوحي من الطبيعة وحركات اليوجا تسهم في حرق الدهون في مناطق الشحوم التي تتركز فيها ويصبح الجسم قويا ويحذر دكتور يسري من الاعلانات التي ظهرت مؤخرا في شوارع القاهرة تعلن عن مراكز وصالات خاصة لتعليم اليوجا فيقول انك يجب ان تتدرب لدي مدرب يفهم جيدا اساسيات اللعبة وليس عند أي شخص لأن أي حركات خطأ لها تأثير سلبي على الجسم.

واكد الدكتور يسري ان هذا الخطر يتساوي مع من يحاولون تعلمها بدون معلم نهائيا من خلال كتب أو برامج.

ويقول الدكتور ناجي جميل استاذ علم النفس عن رأيه في اليوجا: اليوجا عبارة عن تمارين استرخاء فهي تدرب الانتباه وتقوي التركيز وتريح الاعصاب وتساعد كثيرا على الشفاء من حالات الاكتئاب المرضي وبعض حالات الانهيار النفسي ونحاول من خلالها أن نزرع في المحطين والراغبين في الانتحار الأمل والتفاؤل والصبر ونحن كأطباء نفسيين ندرك قيمتها في العلاج النفسي وفي الخارج يقومون بتدريبها في المدارس، وتعتمد عليها المستشفيات في أوروبا وأمريكا واليوجا تؤدي إلى سرعة البديهة وزيادة التركيز والانتباه ولها فوائد عظيمة في صقل شخصية من يمارسها.

تحقيق: عزيزة أبو بكر


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: