هل تناول الخبز يسبب الإكتئاب

صورة , الخبز , الإكتئاب
خبز

“أثبتت إحدى الدراسات الحديثة في إستراليا أن الجلوتين الموجود في الخبز يسبب الإكتئاب، وقامت هذه الدراسة على مجموعة أشخاص عددهم 14 شخص تم تغذيتهم على الزبادي والفطائر لعدة أسابيع، ثم تبين أن هذه العينة من الأشخاص مع مرور الوقت بدأت تعاني من مشكلات صحية كالإنتفاخ والتشنجات”.

ما هي نتائج هذه الدراسة؟

قال “زيد النقية” أخصائي التغذية العلاجية. قبل الخوض في نتائج الدراسة وما خلُصت إليه، لابد لنا أولاً توضيح العلاقة بين الأمعاء والمخ، حيث أثبت لنا علم التشريح وجود خلايا عصبية بالجهاز الهضمي والأمعاء ترتبط مباشرة بالمخ، حتى أن علماء التشريح أسموها المخ الثاني للإنسان.

وأضاف “د. النقية” قائلاً: فطالما أن العلم أثبت وجود هذه الخلايا العصبية يصبح من الثابت إذن تأثير الغذاء ومتغيرات الأمعاء على عمل المخ، وبالتالي توجد علاقة قوية بين الغذاء وبين وظائف الدماغ.

أما بخصوص الدراسة، فمن المعلوم أن الإكتئاب له مسببات عدة غير التغذية، وحتى لو سلمنا بأن ما أصاب العينة كان ناتجاً عن الأصناف التي تغذوا عليها فهنا يكمن السؤال ويتولد الشك، لماذا الجلوتين تحديداً؟!

بالإضافة إلى أن تعميم نتائج دراسة أُجريت على 14 شخص فقط ولأسابيع فقط أمر مستهجن في البحث العلمي الذي يفرض للتعميم إجراء البحث على عدد ضخم من البشر من دول شتى وبيئات مختلفة، فهنا فقط يمكن القول بأن نتائجها عامة، أما ما عدا ذلك فتعتبر معه الدراسة صحيحة علمياً ضعيفة تطبيقياً.

أشار “د. زيد” إلى أن الأمر لا يخص الخبز فقط، فالتغذية عامةً لها أثر على عمل الدماغ كما بيّنا، ولها أيضاً عظيم الأثر على الحالة النفسية والمزاجية للفرد، فعلى سبيل المثال لا الحصر إذا لم يحتوي غذاء الإنسان على الفيتامينات الأساسية مثل K وD وكذلك المعادن الضرورية كالكالسيوم، فمما لا شك فيه أن هذا سيؤثر عليه صحياً ونفسياً.

بل إن مستويات السكر في جسم الإنسان تؤثر مباشرة على عمل الخلايا الدماغية والمخ، لذلك نجد أن 31% من مرضى السكري معرضين للإصابة بالإكتئاب نظراً لإختلال مستويات السكر عندهم صعوداً وهبوطاً.

والخلاصة أن الإصابة بالإكتئاب لها أسباب أكثر تعقيداً من مجرد اختصارها في صنف غذائي واحد أو في عنصر من العناصر الموجودة بالطعام.

هل يصح أن التوقف عن تناول الجلوتين يفتح الشهية للطعام الصحي؟

أكد “د. زيد” على أن الجلوتين أصلاً من الغذاء الصحي والمفيد طالما أنه ضمن إطار عام لنظام غذائي صحي ومتوازن، وقد يكون الحديث عن الجلوتين في هذه الدراسات المشار إليها خاص بمرضى السيلياك، فهذا المرض بإختصار عبارة عن التعب والإعياء من تناول الجلوتين، وبالتالي تناول مرضاه للجلوتين سيسبب لهم الألم والوهن وإعتلال الصحة، وأيضاً التعب النفسي والإكتئاب، أما المعافين من حساسية الجلوتين فهو مفيد لصحتهم.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن السيلياك مرض وراثي تختل فيه جينات معينة مسئولة عن تعامل الأمعاء مع الجلوتين، أما حساسية الجلوتين فمن الممكن أن تكون مكتسبة من الصغر بشكل يؤثر فيه الجلوتين على عمل الأمعاء فتعمل الخلايا العصبية فيها على إرسال إشارات للمخ ضده فيحدث التحسس، ولكن النتيجة في النهاية واحدة، حيث سيُمنعون من تناول الجلوتين وسيسُتعاض عنه بالمكملات الغذائية.

ما هي الأغذية التي تحتوي على الجلوتين؟

الجلوتين موجود في بعض أصناف من الكربوهيدرات كالخبز والمكرونة والشوفان، ولكن أيضاً توجد أنواع من الكربوهيدرات لا يتوافر فيها الجلوتين مثل الأرز والبطاطس والبطاطا.

هل توجد أغذية بعينها تسبب الإكتئاب؟

اختتم “د. زيد” حديثه بالتأكيد على أن السؤال على هذا النحو خاطئ طبياً، فلا يوجد غذاء يسبب الإكتئاب، ولكن محصلة إتباع العادات الغذائية السيئة هي الإكتئاب نظراً للنتائج السلبية لهذه العادات على الجسم، ومن ناحية أخرى قد تتأثر مجموعة من الهرمونات منها السيراتونين بالغذاء، ونتيجة لخلل هذه الهرمونات يُصاب الفرد بالإكتئاب، لكنه هنا بسبب مباشر هو خلل الهرمونات ولسبب غير مباشر هو تأثير الغذاء على الهرمونات.

أضف تعليق

error: