هل تريد أن تقود حملة شعبية؟

الحملات الشعبية هل يمكن اعتبارها شكلا آخر من أشكال الحوار السلمي، كما تمتلئ بها المواقع الاجتماعية (Facebook، Twitter)..؟

تزخر هذه المواقع بحملات عدة تطالب بحقوق منوعة ومختلفة؛ منها ما هو عاجل ويستحدثه المتطوعون وقت الأزمات وفي حالات الطوارئ، كالحملات التطوعية التي انطلقت لإنقاذ جدة والرياض من الغرق، وهي حملات دعمت في بعض الأحيان من الدفاع المدني أيضا، وهذه بادرة جيدة في الاعتراف بمثل هذه الحملات، والاعتراف بالعمل التطوعي، الذي يحث عليه ديننا الإسلامي، وقلة من يمارسونه.

وهناك حملات أخرى تسعى لإيجاد حلول لمشكلات وقضايا اجتماعية مختلفة، مثل حملة «ضد زواج القاصرات» الذي انتشرت أخباره المستفزة للناس في وسائل الإعلام، وحملة «أعيدونا إليكم» التي تهدف لدعم السجينات السابقات، وتمكينهن من الانخراط في المجتمع، إلى جانب حملات تهدف لنشر المحبة والسلام، وأن تحب لغيرك ما تحب لنفسك، ومن الحملات الغريبة: حملة للمطالبة بإلغاء نظام ساهر..؟

تغير الزمن وتغيرت الوسائل التي يستخدمها الناس للتعبير عن رأيهم، خصوصا أنها وسيلة سريعة الوصول، لست بحاجة إلى أن تتسمر أمام التليفزيون وتنتظر عرض رقم الاتصال أو رقم الفاكس لترسل رأيا قد يصل أو قد يعتذر المذيع عن بثه لضيق الوقت، أو ربما يشق عليك التعبير عن رأيك في زحمة المشاركين. بينما هذه المواقع لا وقت ينتهي فيها.. ولا مذيع يقتص جزءا من الحديث ويغلق الاتصال قبل أن تنهي رأيك!

تنوعت الحملات وتنوعت أهدافها، وربما تكون الحملات الإلكترونية التي أسلفنا الحديث عنها تطورا مذهلا في آليات التطوع، لكن السؤال المهم: هل أحدثت هذه الحملات تأثيرا ملموسا في المجتمع؟ وهل لفتت انتباه الحكومات لمطالب الشعوب وحاجاتها؟

بقلم: ابتسام المقرن

أضف تعليق

error: