مقال عن القمع.. الذي لم يعد حلا!

الشعوب العربية في مختلف جغرافيتها بدأت تدخل سجلا جديدا لحياتها.. وتكتب تاريخا مغايرا عما عرفناه وعشناه..

أصبحت أكثر معرفة بحقوقها وشرعية مطالبها والخروج من دائرة الصمت التي تشرنقت داخلها لتخرج بشكل ثوري ينافح عن شهامتها وتطالب بحقها المسلوب..

فلم يعد القمع حلا لمشكلات اجتماعية بل أضحى وقودا لثورات عنيفة لا مدى لها..

لم تعد المجتمعات العربية مجتمعات محنطة.. كما يحلو لسياسات الدول فقد انفتح العقل العربي ليطهر نفسه من لوثة الخنوع.. وإن كان ينقصه الكثير للتعامل مع التغيير وطرقه وأدوات الثورة السليمة.. غير أن ذلك لا ينقص من بداية للنطق باسم الحرية..

ولأن رصد إيجابيات التحولات في المنطقة العربية يبدو صعبا وضبابيا؛ إذ لا نزال نحاول قراءته على المدى البعيد.. لكننا نتفاءل أن شمسا جديدة تشرق باسم العدل والاحترام لوطنية هؤلاء كي يحققوا حلم الحياة بكرامة..

فالشعوب آثرت أن تحيا بمعنى الحياة، وأن تموت من أجلها كي لا تذوق الموت مرتين، وقدر كل أمة تريد الحياة أن تولد في بركة من دماء..

مجتمعات ما بعد الثورة تحتاج لمساندة كي تعزز وجودها في الحياة التي اختارت لها من خلال تضامن صادق وبيان واضح للخطأ الذي اجترحته ودفعها لمسيرة التغير الذي ارتضته..

ولأن الثورة أسلوب من أساليب التغير الاجتماعي فقد تبنى دلالاتها شباب وطئ الهم عقولهم وأهانهم الألم فأرادوا أن يثأروا لأنفسهم.. فإن كانوا هم عمودها الفقري فإن العقل المدبر أرواح طحنها القهر منذ سنين.. هم من أوقدوا الأرواح لتكن عاصفة في وجه الذل..

لكن الأمر المحزن الذي عرى كل نظام عربي على حقيقته المجازر التي تورط فيها رؤساء كان من المفترض أن يقدروا الخسائر المكاسب، وأن يحترموا التاريخ الذي سيسجل قبحهم وسوءهم.. وسطحية التعامل مع الأزمة بطرق دكتاتورية لا عدل فيها..

الثورات العربية.. أخبرتنا بكل دهشة سكنت ملامحنا أن الحياة تنكس في وجه كل ظالم.. وأن الحق يعود.. والحرية طائر لا يقبل الأقفاص..

بقلم: نويّر العتيبي

هنا نقرأ: مقال عن ثورة ديسمبر في السودان

أما هنا؛ فنجِد: كل شيء عن ثورة 25 يناير

أضف تعليق

error: