مقال عن ثورة ديسمبر في السودان

تمت الكتابة بواسطة:

ثورة ديسمبر

لم تكن هذه الثورة الأولى في تاريخ السودان ضد الرئيس عمر البشير، لكنها تعتبر الأولى منذ انقسام أكبر دولة أفريقية إلى جزئيين، كما يمكن القول بإن الإطاحة بحاكم السودان -عمر البشير-كان الحدث الأهم في أفريقيا في عام ٢٠١٩.

سبب قيام ثورة ديسمبر ٢٠١٨

من أجل معرفة سبب اندلاع هذه الثورة لابد من العودة إلى تاريخ تقلّد البشير رئاسة السودان، وهو كما يلي:

  • وصل عمر البشير إلى السلطة عام ١٩٨٩ بمساعدة الجيش من خلال ترتيب انقلاب ضد رئيس الوزراء السابق، صادق المهدي، وبعد ذلك اشتعل الخلاف بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي.
  • في عام ٢٠٠٣، وقعت أول انتفاضة ضد حكومة البشير، وقد أدى ذلك إلى حدوث كوارث بشرية دموية في عصرنا، وقد قادت المظاهرات حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة في دارفور، وكان الهدف من التظاهرة مواجهة الحكومة التي يُزعم أنها أساءت معاملة السكان غير العرب، وقد واجهت الحكومة الانتفاضة بتنفيذ هجوم تطهير عرقي ضد غير العرب في المنطقة.
  • وفي يوليو ٢٠١١ انفصل جنوب السودان، وأدي هذا الانفصال إلى نشوب تعقيدات اقتصادية للمنطقة الشمالية من البلاد، حيث سيطر جنوب السودان في الواقع على حقول النفط.

وبالإضافة إلى ذلك، اتخذت الحكومة بعض الإجراءات التي تسببت في ارتفاع الأسعار في يناير ٢٠١٨ مما دفع المتظاهرين للنزول إلى الشوارع، ففي ديسمبر اندلعت سلسلة من المظاهرات بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور الأوضاع الاقتصادية، واندلعت الاحتجاجات على وجه التحديد بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية مثل الخبز ونقص الوقود والنقود، وكان المسؤولون المحليون قد رفعوا دعم القمح وارتفع سعر الخبز ثلاث مرات في وقت قصير، وسرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى المطالبة بإسقاط الرئيس السوداني السابق عمر البشير ونظامه، وقد تم الاستجابة لمطالبهم حيث أطيح بالبشير في انقلاب عسكري في ١١ أبريل ٢٠١٩، والذي أوصل المجلس العسكري الانتقالي إلى السلطة، وأثناء اعتصام المتظاهرين استخدمت القوات الحكومية الذخيرة الحية والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المتظاهرين، لكن أرقام الضحايا غامضة، ولكن يُقال أنه قُتل حوالي ١٠٠ شخص وأصيب ما لا يقل عن ٣٠٠ شخص، وتم انتشال ما لا يقل عن ٤٠ جثة، فقد تم حُجب الإنترنت كمحاولة لمنع المجتمع الدولي والناس من معرفة عدد المتظاهرين الذين سقطوا ضحايا في هذه المذبحة.

مكان الثورة

لم تقتصر الاحتجاجات السودانية على السودان بل كانت هناك احتجاجات في الخارج حيث تم تنظيم احتجاجات سودانية في مدن مثل واشنطن العاصمة، لندن، أيرلندا، باريس، دبلن، بلفاست، روما، فيينا، وارسو، كوبنهاجن وهلسنكي وغيرها.

وقع أكبر احتجاج مناهض للحكومة حتى الآن في ٦ أبريل ٢٠١٩ عندما دعت جمعية المهنيين السودانيين إلى مسيرة مليونية نحو مقر القوات المسلحة السودانية، مما أدى إلى اعتصام جماعي استمر لمدة أشهر في القاعدة أمام مقر القوات المسلحة السودانية، وقد واصل المتظاهرون اعتصامهم هناك حتى بعد الإطاحة بالبشير، مطالبين بحكومة مدنية، حتى حدثت مذبحة الخرطوم في ٣ يونيو ٢٠١٩.

وهنا تتعرَّفون على الكنداكة

دور المرأة السودانية في الثورة

تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى ٧٠ في المائة من المتظاهرين كانوا من النساء منذ ديسمبر ٢٠١٨، ولهذا السبب سميت الثورة السودانية في كثير من الأحيان بـ “ثورة المرأة”.

وقد كان للمرة أيضًا دور فعال في هذه الثورة، فقد تم التقاط صورة لآلاء صلاح، أيقونة الثورة السودانية، وهي مرتدية ثوبًا وتقف على سيارة وتهتف من أجل الحصول على العدالة في البلاد، وقد كان يشير الزي الذي ترتديه إلى ملكة المحارب النوبي.

يعود سبب اندلاع النساء للقتال مع الرجال إلى نظام عمر البشير، حيث أن القوانين التي نفذتها الحكومة تفرض الكثير من القيود على المرأة وتبخسها حقوقها.

المراجع: Theperspective , 500Wordsmag , Bbc


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: