انفجار داخلي لتطهير الذات.. عبارات حزينة بالفصحى

ذهبت في منطقة نائية بعيدة عن مرمى العيون.. أحسست بالحاجة لأن أكون في أبعد منطقة.. أغلقت كل شيء في سيارتي. وتلثمت شماغي.. وأغلقت عيني.. ثم انفجرت أبكي!

أحسست بأن كل خلية في تتفجر دموعا.. سالت أنهار الماء من عيني.. وصرت أنشج كالطفل، رحت في مرحلة بعيدة من النواح.. وأخذت أتأوه وأصرخ وحدي.

أحسست بأكوام من الهموم تتساقط.. أشلائي تتناثر أمامي وأخف مع كل صرخة وكل شهقة.. شرقت بدمعي وابتلت لحيتي ورفعت اللثام وكان مبتلا بالكامل. أغلقت رأسي على نفسي.. واتكأت طويلا في مرحلة ما بعد الانفجار. دخلت بعدها في مرحلة هدوء وسكون وصمت مهيب.. كل ما حولي ينظر لي.. رأيت وجهي في المرآة.. عيني حمراء وخدودي عليها مسحة لمعان.. ووجهي مليء بالألم.

ذهبت ودخلت أحد المحال.. وكنت أحاول ألا أفضح نفسي أكثر.. فأية كلمة ستخرج متحشرجة.. وأية عبارة لن تتم.. وصوتي متقطع ونفسي قصير.

كنت أحتاج لمثل هذه العملية الانفجارية.. كنت أريد أن أهرب من كل الضغوط التي تحيط بي من خلال نفسي.. من داخل أعماقي. شعور الانفجار بالبكاء.. كشعور قدر «الكاتم» الضاغط الذي يضغط على ما بداخله حتى يستوي من لفحات البخار.. يضغط ولو زاد قليلا ولم ينفس من خلال مسمار التنفيس.. لانفجر انفجارا هائلا.. كقنبلة موقوتة.. كبركان خامد وحدث حوله هزة فهاج كصفعة رجل مربوط يتململ كمدا.

بقدر ما في الأعماق من تأوهات.. تفجرت بآهات لم تنقطع إلا بعد مضي فترة لا تقاس بالدقائق والثواني.. ولا بقدر الكلمات والألحان.. بل بقدر ما ينزف فيها من حزن ويخرج من ألم.

بقلم: محمد الصالح

وهنا أيضًا نقرأ: الإنسان وأشياء أخرى.. كلمات حزينة

وكذلك: كلمات عن الحب والكُره

أضف تعليق

error: