هل تأخير الحمل الأول ينتهي بالعقم

صورة , تأخير الحمل الأول , العقم
تأخر الحمل

ما تعريف مرض العقم وتأخر الإنجاب؟

قال “د. مجاهد بخاري” طبيب النساء والولادة. تكثر الأسئلة عن أضرار وسائل منع الحمل وعن تأخير الحمل الأول على الخصوبة والإنجاب على المدى البعيد، وللإجابة على هذه الأسئلة يجب علينا أولًا فهم مرض العقم وتأخر الإنجاب طبيًا، فتعريف العقم طبيًا وعلميًا هو عدم القدرة على الحمل بعد مرور اثنى عشرة شهرًا من المحاولات المتكررة والمستمرة للإنجاب بدون إستخدام وسائل مانعة للحمل، وتقل هذه الفترة إلى ستة أشهر بعد بلوغ سن الـ 35 عام.

وعليه فإن إستخدام موانع الحمل قد تتسبب في تأخير الحمل الأول لفترة زمنية قصيرة (لا تتعدى المدة المذكورة سابقًا) بعد وقفها كأثر مباشر لهذه الوسائل المانعة، لكنها لا تتسبب العقم، لأن له أسباب أخرى.

وتتلخص الفكرة في أن تأخير الإنجاب داخل السن المثالية للإنجاب عند الأنثى لا يستوي مع تأخير الإنجاب بعد مرور العمر المثالي له، فالعمر المثالي للحمل عند النساء يمتد من سن العشرين إلى سن الثلاثين عام، وبعض المراجع الطبية ترفعه إلى سن الخمسة والثلاثين عامًا مع وجود بعض التغيرات في الخمس سنوات الأخيرة.

هل توجد مخاطر لتأخير الحمل وخاصةً تأخير الحمل الأول ؟

تابع “د. بخاري” يخشى العديد من النساء من تأخير الحمل الأول، ويعتبرونه مختلف عن تأخير الحمل الثاني والثالث، وإذا أشرنا إلى مخاطر تأخير الحمل بشكل عام سواء كان الأول أو الأخير أو ما بينهما، نجدها عادةً ما ترتبط بالتأخير الذي يُخرج المرأة من الفترة المثالية للحمل المذكورة سابقًا، ومن هذه المخاطر:

حُددت الفترة المثالية للحمل بناءً على عدة اعتبارات أهمها أن المرأة حينما تُولد يكون لديها عدد ثابت من البويضات (تقريبًا عند البلوغ تكون 300 ألف بويضة)، وفي كل شهر يُنْضِج الجسم مجموعة من هذه البويضات، وعادةً ما تكتمل مراحل النضج لبويضة واحدة ونادرًا ما يكون لأكثر من بويضة، وتضمحل باقي المجموعة التي لم يكتمل نضجها، وتستمر هذه العملية بتتابع الشهور، وبالتالي يقل عدد البويضات وجودتها بالتقدم في العمر، لذا عندما تخرج المرأة من السن المثالي للحمل تضعف قدرتها على الحمل والإنجاب.

إذا كان تأخير الحمل الأول داخل الفترة المثالية للحمل قد تبدأ ظهور مشكلات للأم والجنين معًا، ويرجع ذلك إلى إنخفاض جودة البويضات، وبالتالي زيادة فرص حدوث الإجهاض، وتزيد هذه الفرص طرديًا مع التقدم في العمر.

إذا تفادت الأم حدوث الإجهاض واستمر الحمل ستزيد فرص حدوث التشوهات الكروموزومية وجينية في الجنين، فالإحصائيات الطبية أثبتت أن نسبة إصابة المواليد بمتلازمة داونز للأطفال الذين حملت فيهم أمهاتهم في سن العشرينات هي مولود واحد لكل ألف مولود، بينما ترتفع النسبة لتصبح مولود واحد لكل ثلاثمائة مولود إذا كان الحمل في سن الـ 35 عام، وهكذا طرديًا مع التقدم في العمر لتصبح النسبة واحد في المائة عند سن الأربعين، وواحد لكل ثلاثين حالة ولادة عند سن الخامسة والأربعين.

إذا حدث الحمل في سن متأخرة ولم يحدث معه إجهاض أو تشوهات للجنين، فقد يحدث معه ولادة مبكرة، أو وفاة للجنين داخل الرحم.
تأخر الحمل قد يحدث معه الإصابة بسكر الحمل أو تسمم الحمل (إرتفاع الضغط مع الزلال).

وتجدر الإشارة إلى أن مخاطر تأخير الحمل الأول لا يُشترط حدوثها كليًا أو جزئيًا مع كل النساء، بل تختلف فرص حدوث الخطر ودرجة شدته من سيدة إلى أخرى، وأمر التأخير كله منوط بإستشارة الطبيب المتخصص لأنه الأجدر على تحديد الفترة الزمنية للتأخير وعدم زيادتها، وكذلك تحديد وسيلة التأخير الأنسب للحالة الصحية للمرأة.

كيف تختار المرأة الوسيلة المناسبة لمنع الحمل؟

أوضح “د. بخاري” منع الحمل قد يكون دوائي وقد يكون غير دوائي، فمن الوسائل الغير دوائية العزل وتجنب أيام التبويض، وإستخدام الواقيات الذكرية أو الأنثوية. أما المنع بالدواء قد يكون قصير المدى ويستخدم معه الحبوب واللاصقات والحلقات المهبلية، وبعيد المدى ويستخدم معه أدوية مثل الكبسولات تحت الجلد واللولب.

ويتوقف اختيار الوسيلة المناسبة على عدة عوامل، منها:
الحالة الصحية للمرأة، وهل تعاني من مانع صحي من إستخدام أنواع معينة من الوسائل أم لا، مثل العديد من الأمراض الوراثية التي ترفع نسبة حدوث الجلطات لا يصلح معها إستخدام حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون، كذلك إذا كانت تعاني من إضطراب شديد في الدورة الشهرية ونزيف، لا يصلح لها سوى اللولب الهرموني النحاسي.

الفترة الزمنية التي تريد المرأة منع الحمل فيها، فتصنيف الوسائل من حيث أولوية الإستخدام يختلف بين من تريد منع الحمل لأشهر بسيطة ومن تريد منعه لسنوات.

الأفضلية النفسية للمريضة ذاتها، حيث قد تفضل بعض النساء وسائل معينة ولا ترغب في إستخدام وسائل أخرى.

ما أكثر وسائل منع الحمل تعرضًا للإشاعات والأقاويل؟

تعتبر حبوب منع الحمل أكثر الوسائل التي تنتشر حولها الكثير من الإشاعات والمفاهيم المغلوطة، فهي ليست لمنع الحمل فقط، ولكن لها إستخدامات عديدة، نظرًا لأنها هرمون بالأساس، فقد تستخدم في تنظيم الدورة الشهرية، وقد تستخدم لعلاج تكيس المبايض، وغيرها من الإستخدامات العلاجية، وبذلك يصبح إقتصار تسميتها على منع الحمل مُخل ومُضلل، لإمكانية إستخدامها كعلاج لحالات مرضية غير متزوجة أصلًا.

والإشاعة الأشهر حول هذه الحبوب أنها تؤثر على تأخير الحمل الأول وعلى خصوبة المرأة على المدى البعيد وبشكل دائم، وهو كلام عار جدًا من الصحة، فكبار المراجع والهيئات العلمية والطبية مثل الجمعية الأمريكية للنساء والولادة والجمعية الملكية البريطانية وغيرهم أقروا بعدم وجود أثر طبي واضح ومُثبت بالدراسات يفيد أن هذه الحبوب تؤثر في خصوبة المرأة أو تسبب العقم على المدى البعيد.

كما لم يثبت تسببها في حدوث الأورام الليفية بالرحم كما هو مُشاع، لأن الأورام الليفية مرض شائع ومنتشر بين النساء، حيث أكدت الإحصائيات على إصابة من أربعة إلى ستة نساء من كل عشرة بها، تبعًا للعِرق والمنطقة، والغالبية الساحقة من هذه الأورام ليس لها أي أعراض، وقد تتعايش معها النساء إلى آخر العمر بدون التنبه لوجودها.

كذلك المفهوم القديم عن اللولب وعدم تركيبه إلا بعد الإنتهاء من الإنجاب والرغبة في التوقف تمامًا عن إنجاب الأطفال، حيث تطورت هذه الفكرة وثبت بالدليل الطبي عدم صحتها، وأنه من الممكن تركيب اللولب في أي مرحلة من مراحل الزواج، ثم إزالته عند الرغبة في إعادة الإنجاب دون أن يؤثر على الخصوبة أو القدرة الإنجابية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top