حماية جناب التوحيد – الذين يتخذون من قبور الأنبياء والصالحين مساجد

حماية جناب التوحيد – الذين يتخذون من قبور الأنبياء والصالحين مساجد

سنتحدث في هذا الموضوع عن الذين يتخذون قبور الأنبياء والصالحين مساجد لهم.

من هم الذين يتخذون من قبور الأنبياء والصالحين مساجد؟

هم شرار الخلق عند الله تعالى، ودليل ذلك حديث السيدة عائشة –رضي الله عنها– قالت: لما اشتكى النبي ﷺ ذكرت بعض نسائه كنيسة رأتها بأرض الحبشة يقال لها مارية وكانت أم سلمة وأم حبيبه –رضي الله عنهما– أتتا أرض الحبشة فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها؛ فرفع رأسه فقال «أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، ثم صوروا فيه تلك الصورة، أولئك شرار الخلق عند الله».

وقد قال ابن القيم –رحمه الله– “هؤلاء جمعوا بين الفتنتين فتنة القبور وفتنة التماثيل، فعظموهم تعظيمًا مبتدعًا حتى آل بهم الأمر إلى عبادتهم من دون الله تعالى”

وعن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه– قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول «إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد».

لما وصفهم النبي ﷺ بشرار الخلق؟

لأسباب كثيرة مثل:

  • اتخاذ القبور مساجد من أعظم أسباب وقوعهم في الشرك وتضليل غيرهم.
  • وأنهم ادخلوا الشرك على أنفسهم حيث يظنون أنهم يحسنون صنعًا في عبادتهم وتقربهم إلى الله تعالى، فيجتهدون ويدعون غيرهم إليه.
  • كما أنهم بفعلهم هذا يلبسون على الناس، ويوقعونهم في الشرك.
  • وكذلك تسببوا في اتخاذ أطهر الأماكن وهي بيوت الله لمحاداته والإشراك به بدل أن يذكر فيها اسمه.

ما الذي يشمله اتخاذ القبور مساجد؟

  • بناء المساجد عليها والصلاة فيها.
  • والصلاة عندها وإن لم يبنى عليها مسجد، وذلك أن كل موضع يُصلى فيه يسمى مسجدا.
  • والصلاة إليها بأن يتجه إلى القبر في حال الصلاة.

هل تحل اللعنة على هؤلاء الناس؟

نعم؛ ففي حديث عائشة –رضي الله عنها– وعبد الله بن عباس –رضي الله عنه– قال: لما نُزل برسول الله ﷺ طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك  «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» قالت عائشة –رضي الله عنها– يُحذّر مثل ما صنعوا فلولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يُتخذ مسجدا.

ويُقصد بخشية أن يتخذ مسجدا: أي إن العلة في عدم إبراز قبر الرسول ﷺ هو خوف الصحابة أن يقع من بعض الأمة غلو في قبره ﷺ فيتخذوه مسجدا كما اتخذت اليهود والنصارى قبور أنبيائهم مساجد.

وهذا الأمر خطير، فلقد أراد رسولنا ﷺ أن يؤمن أمته من شر المكايد والشركيات التي قد يقعون فيها دون قصد أو بجهل لدرجة أنه نهى قبل موته بخمس ليال عن اتخاذ القبور مساجد.

ودليل ذلك حديث جندب ابن عبد الله –رضي الله عنه– أن النبي ﷺ قال «إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد إني أنهاكم عن ذلك».

وعن النبي ﷺ أنه قال «اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا.

الخلاصة

وضحنا أن من يتخذ من القبور مساجد هم من شرار الخلق، ووضحنا لماذا هؤلاء هم شرار الخلق، وما الذي يشمله اتخاذ القبور مساجد، وأكدنا حلول اللعنة على مُتخذي القبور مساجد، وذلك بالأحاديث الشريفة فقد لعنهم الرسول ﷺ، ونها عما يفعلونه، وحذر من الأمر حتى قبل موته بخمس ليال، ووضحنا أن الغلو في قبور الأنبياء والصالحين يحول قبورهم إلى أوثان يعبدها الناس.

⬛️ وهنا مُقترح للمراجعة: معاني وإرشادات حديث «الطهور شطر الإيمان..» والتعريف براويه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top