ودخل الصيف.. وتتجدد مشكلة انقطاع الكهرباء في السعودية

قبل أعوام رفض الوزير الراحل غازي القصيبي التحجج بدخول فصل الصيف لتبرير الانقطاعات في الكهرباء والماء، يومها رفض الوزير جاء مفاجئا، فقد تعودنا أن يسوق المسؤول جملة التبريرات وكأن موقعه وجد ليبرر سوء الخدمة المقدمة للمواطن، لكن الراحل أخبرنا يومها أن فصل الصيف ليس حدثا مفاجئا، وأنه معلوم الوقت، ويأتي كل عام، ومن حينها ونحن نؤمن بما قاله القصيبي في أن المواطن من حقه أن ينعم بكهرباء وماء دون انقطاع في صيف أو شتاء.

ما حاول القصيبي ترسيخه خلال فترة وزارته للماء والكهرباء ذهب أدراج الرياح، فهذا فصل الصيف لم يشتد بعد والماء بات ينقطع عن العديد من أحياء العاصمة على التوالي، والكهرباء كذلك، والحجة ذاتها لم تتغير، «دخل الصيف»، وكأن علينا أن نبصم بالموافقة على هذا التبرير، وقد يكون المشهد أكثر جذبا إذا أظهر المواطن شيئا من الدهشة لهذا الدخول المفاجئ للصيف، ونسي أنه منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر وهو يستخدم أجهزة التكييف لينعم بشيء من البرودة.

انقطاعات الكهرباء والماء الحالية تجعلنا في حاجة إلى مراجعة ما تعلمناه في المدارس عن أن مناخ بلادنا قاري، وأن أغلبه شديد الحرارة، وبسبب الحرارة المرتفعة يجوز القول إن فصل الصيف أطول الفصول الأربعة، ولذلك يلتهم جزءا كبيرا من فصل الربيع، ويأخذ حصته من فصل الخريف، ومع ذلك الجهات المسؤولة عن الكهرباء والماء بحججها الراهنة تضع قواعد جديدة لمناخ البلاد من الممكن الاستعانة بها لتحديد دخول الصيف، فيكون انقطاع الكهرباء والماء مؤشرا على ذلك.

دخول الصيف والخلاف حوله من المفترض أن يجعل المسؤولين عن الكهرباء والماء يحدقون باستمرار في روزنامة التقويم ليتحسبوا لدخول الصيف، وإذا كانت هذه مهمة شاقة فمن الممكن أن يستعينوا بمقطع من أغنية «بعدك على بالي»، التي تقول فيها فيروز «مرق الصيف بمواعيدو والهوا لملم عناقيدو، وما عرفنا خبر عنك يا قمر»، مثلما لم نعرف بعد خبرا عن السبب الحقيقي لانقطاع الماء والكهرباء.

بقلم: منيف الصفوقي

أيضًا هنا تقرأ: توقعات الصيف الكارثية على المدن السعودية

وكذلك: تصريحات حكومية سعودية.. تحتاج للدِقَّة

أضف تعليق

error: