الأعراض الجسدية للأمراض النفسية
يقول استشاري الطب النفسي والإدمان والمدير الفني في مركز مستشفى الرشيد الدكتور “علي علقم”: أنه كما هو معروف هناك علاقة قوية بين الجسد، والنفس وقد تم اكتشاف هذه العلاقة منذ آلاف السنوات من قبل الفلاسفة والكتاب، والأطباء، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك، أهمها:
- القيء والغثيان وآلام البطن التي قد يعاني منها الطالب قبل الامتحان، أو خلال فترة الامتحانات، وهذا قد يمنعه في بعض الاحيان من الذهاب للامتحان.
وبشكل عام كلما طالت مدة خوف الطفل وانقطاعه عن مواكبة الامتحانات، أو الذهاب إلى المدرسة، كلما أصبحت هذه الحالة مزمنة؛ لذلك فيجب على الام تحديد السبب أولاً لتقليص تلك المدة قدر الإمكان، ويفضل استشارة الطبيب بشكل سريع.
- نوبة الهلع أو ما يعرف باسم “Panic attack”: وهذه النوبة هي عبارة عن اضطراب من اضطرابات القلق، ولكن مع شدة القلق تظهر هذه النوبة التي غالباً ما تترافق مع أعراض جسدية واضحة، مثل: تسارع دقات القلب، عدم وضوح الرؤية، التعرق، ضيق التنفس، وأعراض أخرى تشابه أعراض الجلطة.
وهذه الحالة عندما تتكرر لدى المريض، ويذهب على الفور إلى الطوارئ، في كل مرة لا يتم اكتشاف أي أسباب عضوية لهذه الحالة، أو الاضطراب.
- ظهور بعض الأعراض الجلدية لدى الاشخاص الذين يعانون من مرض الوسواس القهري، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالنظافة الشخصية، أو الخوف من العدوى، فيصبح المريض يغسل اليدين بشكل متكرر، وهذا بالطبع قد يُصعب تشخيصه بشكل دقيق في العديد من الحالات، لذلك فإنه بالتأكيد يؤخر من امكانية معالجة المسبب بشكل أسرع، مما يؤدي إلى ظهور بعض المضاعفات الصحية لدى المريض، مثل الأكزيما، وأمراض نفسية أخرى من اكتئاب او القلق العام، وغيرها.
وعن مرض الوسواس القهري تحديداً، فقد يبدأ في الظهور في عمر مبكر جدًا؛ لذلك فهنا يأتي دور الاهل في محاولة اكتشاف المرض، وملاحظة اي تصرفات غريبة لدى الابن، مثل كونه يقوم بتكرار بعض التصرفات، او يظل لفترة طويلة في المرحاض، أو يقوم بقراءة الصفحة الواحدة من الكتاب أثناء المذاكرة لعدة مرات، وبشكل متكرر، وما إلى ذلك.
- الاكتئاب: وغالباً ما يترافق الاكتئاب مع أعراض جسدية، وهذا يحدث عند ٧٠% من الحالات، وهذه الأعراض الجسدية مثل: الشعور بآلام جسدية، والصداع، خفقان القلب، واضطراب النوم، فقدان الرغبة او القدرة الجنسية، وفقدان الوزن.
- انقطاع الدورة الشهرية عند السيدة التي يكون لديها شعور بالرفض تجاه الحمل أو الانجاب في فترة معينة.
وقد تتفاقم أعراض بعض الأمراض الجسدية نتيجة بعض الأمراض النفسية، خاصةً تلك الأمراض التي لها علاقة بالهرمونات، لذلك، فعند الوصول إلى هذه المرحلة فيجب التعجّل بالرجوع للطبيب المختص.
ويشير الدكتور “علقم” إلى أهمية زيادة الوعي لمعرفة ان الأعراض الجسدية قد تنتج وفي كثير من الحالات من أمراض نفسية حقيقية؛ وذلك حتى لا يتم استنزاف الكثير من الاموال، والجهد والوقت في زيارة أطباء غير مختصين، أو في شراء أدوية عير مجدية، وهذا أيضًا له تأثيره في تأخير علاج الشخص.
وهذا الوعي الذي يتحدث عنه الدكتور “علي” لا يشمل فقط بالوعي لدى عامة الناس، بل يجب أن يشمل الأشخاص العاملين في الطوارئ في المستشفيات، من اطباء وفريق التمريض، وغيرها.
اترك تعليقاً