أسباب التوهم المرضي وتأثيره على حياة المريض

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , طبيب , مريض , التوهم المرضي

الاهتمام بالصّحة والسّلامة أمر مُهم جِدًّا للحفاظ على صحة الإنسان. ولكن يتفاقم الوَضع عِند بعض الأشخاص ويتوهمون بوجود مرض معين! فما هو التوهم المرضي وكيف يتم التعامل معه.

توهم المرض

تقول الدكتورة غادة المرشدي، أستاذ مساعد في جامعة الإمارات العربية المتحدة في كلية التربية، إن مفهوم توهم المرض أو ما يعرف أحياناً بقلق المرض هو اضطراب نفسي أو اضطراب تحولي، وهو نوع من الاضطرابات النفسية أكثر من كونها جسدية.

عند الإصابة به يشعر المريض أو المصاب بأعراض الأمراض الجسدية ويقوم بزيارة الطبيب أكثر من مرة ولكن دائماً الأطباء ينفون وجود مرض عضوي.

متى يعتبر الشخص مصاب بتوهم المرض؟

يعتبر الشخص مصاب بتوهم المرض إذا لاحظنا عليه بعض الملاحظات ومنها:

  • الذهاب إلى الأطباء بكثرة، وإذا نفى الطبيب وجود مرض عضوي يذهب من طبيب إلى طبيب أخر.
  • البحث عن معلومات عن المرض على الانترنت بشكل متكرر.
  • التوهم بوجود أعراض المرض حتى لو كانت الأعراض المشابهة بسيطة، والتي غالبا تظهر على فترات مؤقتة وأحياناً تكون طويلة الأمد.

أسباب الإصابة بتوهم المرض

تتمثّل الأسباب التي ذكرتها الدكتورة “غادة” في:

  • القلق.
  • وجود أمراض خطيرة في العائلة، فيتوهم الشخص بأنه سيصاب بهذا المرض، مثلا إذا كان شخص بالعائلة كان مصاب بمرض الإيدز أو السرطان وكان الشخص عاش معه في فترة مرضه فيبدأ يتوهم أنه سيصاب بهذا المرض.
  • أن يعيش الشخص مع عائلة تشك وتركز على موضوع الصحة بشكل مبالغ فيه، أو عند الإصابة بأي شيء ولو بسيط مثل الصداع يذهبون إلى المستشفى بسرعة.
  • أن يحاول الشخص جذب الانتباه، خاصة كبار السن أو الأشخاص في عمر العشرين، فتظهر عليهم بعض الأعراض ويحاولوا جذب الانتباه إليهم من خلالها.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتوهم المرض

بينت الدراسات أن الرجال والنساء معرضين للإصابة بالتوهم المرضي ولكن لوحظ أن النساء هم الأكثر عرضة للإصابة به، ولأن توهم المرض نوع من الاضطراب التحولي وقد يكون مصاحب لاضطرابات أخرى مثل:

الاضطرابات النفسية، فإن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق هم الأكثر عرضة للإصابة بتوهم المرض.

الأثار السلوكية والنفسية المرتبطة بتوهم المرض

لتوهم المرض آثار كثيرة منها:

  • أن يذهب الشخص المصاب إلى الأطباء بشكل مستمر.
  • يدخل المصاب في حالة نفسية سيئة تصل إلى الاكتئاب.
  • يبدأ المريض في الامتناع عن الذهاب للعمل.
  • ينعزل المصاب اجتماعياً، لأن هذا المرض يؤثر على علاقة الشخص بأفراد عائلته والأشخاص المحيطة به.

الفرق بين المرض الحقيقي وتوهّم المرض

يظهر المرض الحقيقي عند زيارة الطبيب عن طريق الإشاعات والفحوصات التي تثبت وجود مرض عضوي.

أما توهم المرض يتم إثباته بعد إجراء الإشاعات والفحوصات التي تبين عدم وجود أي مرض عضوي ويبدأ المريض في الدخول في عزلة والبحث عن المرض على الانترنت.

وعند التأكد من إصابة المريض بتوهم المرض عادة يتم تحويل المريض إلى طبيب نفسي، ويكون هذا نوع من العلاج النفسي السلوكي والذي يحاول فيه الطبيب أن يعيد للمريض ثقته في نفسه والقيام ببعض الأمور مثل:

  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الاسترخاء.
  • التدريب الذاتي.
  • السّفر.
  • الابتعاد عن الأفكار والأوهام الموجودة في عقله.

ولدى الأسرة دور كبير في تخطي المصاب لهذا المرض ويتلخص دورهم في بعض الأمور منها:

  • تقبل الأسرة فكرة هذا المرض، وبمساعدة الطبيب النفسي يمكنهم أن يتعرفوا أكثر على حالة المصاب.
  • محاولة تهيئة المناخ للشخص المصاب حتى لا تكثر الأوهام في عقله.
  • الذهاب مع المريض إلى المشفى بدلاً من ذهاب المريض بمفرده، وتنظيم الزيارات مع الطبيب.
  • محاولة استيعاب المصاب وإعطاءه الاهتمام الذي يحتاج إليه.

ونظراً لأن توهم المرض يحدث بسبب تعب الأعصاب وبسبب القلق الموجود في خيال الشخص فيجب على المصاب وكل المحاطين به استيعاب الوضع وإدراك ووعي المشاعر لأن كل هذا يؤثر بشكل ما على الأعصاب، ويُنصح أيضاً بتجنب الضغوطات في العمل.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: