ما هي أسباب الإرتداد الحمضي المريئي

الارتداد المريئي ، حموضة المعدة ، الجهاز الهضمي ، عضلة المريء ، قرحة المعدة

ما هو الارتداد الحمضي المريئي؟

يقول “الدكتور إياد عيد أخصائي جراحة السمنة والجهاز الهضمي” الارتداد المريئي هو ارتجاع أحماض المعدة أو جزء من الأكل الموجود بها للمرئ، فهذا يكون عادة ناتج عن ارتخاء أو خلل في صمام نهاية المريء بداية المعدة، مما ينتج عن ذلك التهاب وتهيج في البطانة الداخلية للمرئ، والذي يسبب أعراض الحموضة والحرقان التي تحدث في الصدر.

ما هي أسباب الارتداد المريئي؟

أسبابه كثيرة، أهمها وأكثرها انتشارا بين الناس هو الأكل الدسم والذي يحتوي على الكثير من الزيوت، بالإضافة إلى الشوكولاتة والتدخين والنيكوتين والكافيين والقهوة الكثيرة والمشروبات الكحولية، مما يؤثر على عمل الصمام وارتخاؤه وذلك يتسبب في الارتجاع المريئي، كما أن هناك أشخاص عندهم زيادة ضغط داخل البطن مثل الحوامل والسمنة يؤدي ذلك أيضا الى حدوث الارتداد المريئي.

وأضاف “د. إياد” أن في الأشخاص الطبيعيين يكون الصمام نهاية المريء بداية المعدة مغلق دائما، ويفتح فقط عندما يدخل الطعام ثم يغلق مباشرة، والمعدة يكون بها أحماض، فعند ارتخاء الصمام جزء من أحماض المعدة تطلع الى المريء، وتسبب أعراض الالتهاب والحموضة التي تسمى بالارتجاع الحمضي المريئي.

وأضاف “د. إياد:” أن من أسباب الارتداد المريئي ممارسة التمارين الرياضية العنيفة وحمل الوزن الثقيل، لأنه يزيد من ضغط البطن ويسبب الارتجاع، كما أن فتق الحجاب الحاجز من أسباب الارتداد المريئي، وتكون درجة الارتجاع فيها أعلي لأن الأكل يطلع معها الى المريء.

هل الحرقة في البطن بسبب تناول شيء معين يمكن أن تكون من أعراض الارتداد؟

هناك مشكلتين يختلف الناس فيهما، فالتهاب المعدة يكون مصاحب له اوجاع وحموضة في رأس المعدة أعلى البطن، أما الارتداد الحمضي المريئي تكون بسبب صعود الأحماض من المعدة للمرئ، فالأشخاص المصابون به يشكون من وجع في الصدر نفسه، فنميز بذلك بين التهاب المعدة والارتجاع الحمضي المريئي، أما بالنسبة للتدخين النيكوتين نفسه يرخي صمام نهاية المريء، ويسمح خلال وجوده للدم بالأحماض أن تصعد من المعدة للمرئ ويسبب الارتداد والحرقان والحموضة، ونفس الشيء بالقهوة والكافيين عتد نسبة كبيرة من الناس، كما أن الأكل الدسم والدهون والسمنة وتناول الشوكولاتة وكل هذه الأسباب التي ذكرناها، تؤدي الى ارتخاء الصمام وتجعل الأحماض تطلع من المعدة للمرئ.

بأي عمر يمكن للأطفال أن يصابوا بهذه الحالة؟

يكون الأطفال على الأغلب مولودين بها، ويحدث ذلك مع أطفال رضع فلا يكون الطفل سليم ثم يحدث له ارتداد ولكنه يولد بالارتداد المريئي، ولكن الأعراض لا تكون حرقان وحموضة فهو لبس ارتجاع حمضي بقدر ما هو ارتجاع الحليب، وفي الغالبية العظمى من الأطفال تكون هذه الحالة مؤقتة وتختفي بعد مرور السنة، ولكن خلال هذه الفترة إذا كانت الأعراض واضحة وتم تشخيصها يأخذون علاج، لكن للأسف لا يتم تشخيص هذا المرض كثيرا، فهناك الكثير من الأشخاص يمرون بهذه المعاناة حتى يكبروا.

ماذا يشعر الشخص الذي يصيبه هذا الارتداد؟

أهم عرض للارتداد هو الحرقان والحموضة في الصدر، فالإطار الداخلي للمعدة مجهز على التعامل مع أحماض المعدة فلا يتأثر، لكن عندما يحدث ارتجاع للحمض ويطلع الى المريء لا يستحمل الغشاء الداخلي للمرئ الحمض، فيحدث فيه تهيج والتهاب وهذا يعطي إحسان الحرقان والحموضة، فهناك ناس يمكن أن يحدث لهم تآكل في مينا الأسنان بسبب صعود الحموضة للفم، ويمكن أن يصابوا بأعراض ربو ولا يشعر بحرقان ولا حموضة، ويمكن أن يكون الارتداد سيء لدرجة أنه يصل للحلق ويرجع للقصبات مما يؤدي الى الربو، ويتعالج من الربو فترة كبيرة ولا يتحسن الى أن يشك أنه ارتداد مريئي، فيتناول دواء الارتداد المريئي ويتعافى من الربو، فالتشخيص له أهمية كبيرة جدا في هذه الحالات.

ما هي أهمية التشخيص لهذه الحالات؟

التشخيص عادة يكون تشخيص سريري بالوصف، مثل أعراض حرقة وحموضة في الصدر بعد أكل معين وبعد الدخان، وعند الانحناء لالتقاط شيء من الأرض وعند النوم، ومعظم الناس يكون علاجهم تعديل أسلوب الحياة وتجنب الدخان والقهوة والشوكولاتة والأكلات الدسمة، كما أن الوجبة يفضل ألا تكون كاملة حتى لا تمتلئ المعدة الى نهايتها ويحدث ارتجاع، وتناول وجبات أقل في عدد مرات أكثر وتجنب حمل شيء ثقيل أو الانحناء لرفع شيء من الأرض، وأن يرفعوا رأس السرير بالوسادة وتخفيف الوزن إذا كان زائدا، كل هذه الأشياء كافية حتى تختفي الأعراض، أما بالنسبة للمرأة الحامل بعد الولادة تختفي هذه الأعراض، هناك أشخاص لا يستجيبون لهذا العلاج فنلجأ معهم للعلاج التحفظي وهو الأدوية، هناك ٣ أنواع مستوى أدوية أول شيء أدوية الحموضة العادية وهو الشراب الذي يخفف المعدة وكذلك حموضة المعدة وذلك للمرضي التي تكون درجة حموضة السائل الذي صعد للمرئ تكون خفيفة تساعدهم كثيرا، الذين لا يتجاوب معهم هناك أدوية حبوب ثم مستوي حبوب أقوى، فالذي يتم وصف هذا الدواء له يجب أن يستمر عليه طوال حياته، فحتي نصل لهذه المرحلة نحتاج تشخيص فعلي وتنظير للمرئ والمعدة والاثني عشر عن طريق الفم، ونفحص ويتبين صمام نهاية المريء بداية المعدة الذي به ارتخاء أو فتق في الحجاب الحاجز، عندما نصل للتشخيص يأخذ المريض العلاج الرسمي الذي يكون مضطرا لتناولها طوال العمر، لأنه يكون عنده خلل دائم في صمام المريء، وهو مفعوله قوي جدا حيث يخفف حموضة المعدة ويشدد عضلة صمام المريء، ففعليا يوقف الارتجاع تماما لمدة ٢٤ ساعة.

هل يمكن أن يحدث اختلاط في التشخيص في بعض الحالات؟

منطقة أسفل الصدر بداية البطن تكون فيها أشياء كثيرة مثل نهاية المريء وبداية المعدة والكبد والبنكرياس والمرارة، وكل هذه الأشياء يمكن أن يتسببوا في أعراض قريبة من بعضها، في النهاية نحن نبدأ بالعلاج فإذا اشتبهنا في وجود الارتداد المريئي والذي تكون أعراضه واضحة عند معظم الناس، نجرب العلاج بتعديل أسلوب الحياة ثم الأدوية ثم نصل لمرحلة التشخيص بالمنظار، وهناك أمراض تتداخل بين مرض والآخر مثل مرض تشنجات المريء وهذا مرض صعب تشخيصه، وللأسف إذا تم تشخيصه على أنه ارتداد مريئي وتناول المريض علاج الارتداد المريئي يجعل ذلك وضعه أسوأ، وهناك أوجاع المرارة وحصى المرارة والتهابات وتقرحات المعدة، لذلك عندما نرى التشخيص ويكون المنظار غير كافي، يوجد دراسات تسمى بدراسة نشاط المريء ودراسة ارتداد الحمض المريئي، انبوب رفيع جدا يدخل عن طريق الأنف للمرئ لبداية المعدة، وهناك مجسات تقيس درجة حموضة المريء وكم مرة يحدث ارتداد من المعدة للمرئ خلال ٢٤ ساعة، وفي نفس الوقت يقيس انقباضات وتقلصات المريء فيحكم على قوة الصمام وعدد المرات التي يتعرض فيها لارتداد حمضي ودرجة الحموضة، هذا يصل لمستوي يعطي التشخيص الدقيق بنسبة ١٠٠%، لكن قليل جدا من الناس الذين وصلوا لمرحلة عدم احتياج لهذا التشخيص لأن معظمهم يكون واضح على الوصف والتنظير، كما أن هذا المرض ليس له علاقة بالوراثة.

ما المخاطر التي يتعرض لها المصاب بالارتداد الحمضي إذا لم يوقف الأشياء المسببة له مع تناوله للعلاج؟

الأساس أن الارتداد الحمضي المريئي هو ليس مرض برئ، فالارتداد المزمن يسبب مرض مزمن في أسفل المريء ويسبب تقرحات ونزف وتضيق في نهاية المريء، يمكن أن يسبب قصر في المريء فيحدث فيه مثل التليفات ويسحب جزء من المعدة على الصدر، وذلك يجعل أمراضه أسوأ والأسوأ من كل هذا هو التعرض المزمن للأحماض يغير شكل بطانة المريء وذلك يمكن أن يتطور لسرطان في المريء، لذلك لابد من العلاج مع توقيف المسببات.

أضف تعليق

error: