ما هو منظم القلب ومتى يستخدم

منظمات القلب ، ضربات القلب ، إعتلالات القلب ، تصلب الشرايين

ما هي منظمات القلب؟

يقول “الدكتور رائد العوايشة استشاري أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية” أنه مبدئيا يجب أن نعرف كيف يعمل القلب، فالقلب يعتمد على عقد عصبية ذاتية هي التي تجعله ينبض ٢٤ ساعة بحيث أن يضل يضخ الدم بشكل متواصل ولا يعتمد على شيء خارج القلب، فهذه هي العقد العصبية التي توجد في القلب وتتحكم فيه، لذلك يظل القلب يعمل سواء كان الإنسان نائم أو مستيقظ بشكل غير تلقائي يعمل القلب ٢٤ ساعة معتمدا على هذه العقد العصبية التي تعطي النبضات المنتظمة والمتواصلة، هذه العقد العصبية توصل بعضها في خطوط كهربائية عصبية يصل بين هذه العقد وتنتج النبضة ويتم ضخه للعضلة التي تضخ الدم وتوزع الدم في الجسم ويبقي الانسان على الوضع الحياتي الطبيعي سواء كان بنشاطه القوي أو بنشاطه الضعيف أو عند النوم، فبالتالي تهدأ ضربات القلب عند النوم وتسرع بشكل كبير جدا عند قيامه بمجهود بدني أو نفسي، فبالتالي هذا التفاوت بين التباطؤ والتسارع يعد ضمن الوضع الطبيعي الذي يحتاجه الجسم حسب الوضع الذي يكون فيه، وهذا كله يتم تنظيمه من داخل القلب بتأثيرات من أعصاب خارجية بجزء بسيط جدا داخل القلب تلقائيا، والذي يحافظ على الضغط والنبض وحياة الإنسان.

ما هي الأسباب التي لا تجعل هذه العقد العصبية تعمل؟

عندما يكون هناك خلل في العقد العصبية بسبب الخطوط التي توصل بينها، أو يكون الجهاز العصبي الداخلي للقلب يتأثر بأشياء خارجية مثل الأملاح في الدم أو بعض الأدوية أو بعض التأثيرات الخارجية التي تسبب تباطؤ أو تسارع في ضربات القلب، فالخلل في التسارع أو التباطؤ يجب التدخل فيه ومعرفة الطريقة الأفضل للتدخل، فأحيانا يكون التدخل بسيط جدا وأحيانا لا يوجد حاجه للتدخل وأحيانا يحتاج للتدخل عن طريق تركيب منظمات القلب أو عمل عمليات الكي للعقد أو البؤر الزائدة.

وأضاف “د. رائد” أن الخلل في الجهاز العصبي يكون بسبب التباطؤ أو التسارع في ضربات القلب والتي تحدث بسبب خلل معين للعقد العصبية، فهذا الخلل يكون بسبب مشكلة في تروية القلب بالدم، بمعني أن يحدث انسداد شريان خاصة إذا كان في شريان التاج الأيمن أو الأيسر الملتف، وذلك لأن هذا الشريان هو الذي يغذي العقد العصبية بالدم، فعند انقطاع التغذية عنها تتوقف عن العمل بشكل طبيعي وبالتالي يحدث تباطؤ في ضربات القلب والتي تحتاج أحيانا الى منظمات، فالموضوع شائك قليلا ولكن بكل بساطة يوجد فعلا أسباب تسبب هذا التباطؤ مثل الجلطات أو بعض أنواع الأدوية أو خلل في العقد العصبية، أو وجود خلل خلقي في عملية دخول وخروج الاملاح والالكترونات لهذه العقد العصبية، والأسباب تكون أكثر للتباطؤ عند الناس عند التقدم في العمر، فعند التقدم في العمر يحدث تآكل في الخيوط التي توصل بين العقد العصبية، أو أن العقد نفسها يحدث فيها تآكل والذي يؤدي الى عدم توصيل الكهرباء بشكل جيد، فبالتالي لابد بالاستعانة بشيء خارجي وهو تركيب المنظم.

ما هو المنظم، ومما يتكون؟

المنظم هو عبارة عن جهاز مثل البطارية المسطحة، لأنه يزرع تحت الجلد مباشرة على العضل، ويجب أن تكون العملية تحت التعقيم الكامل لزراعة المنظم، لأن هذا الجهاز عبارة عن شيء غريب يدخل الجسم فبالتالي يجب تجنب حدوث الالتهابات لذلك يجب أن يكون هناك تعقيم كامل، وهذه العملية تتم بتخدير موضعي، ويتم ادخال الإبرة في الوريد الموصل للجهة اليمني من القلب لأن هذا مجري الدم، ثم نقوم بإدخال السلك للوريد الموصل للجهة اليمني من القلب، وهناك يتم تركيب السلك الكهربائي والذي يكون واصلا بين البطارية الكهربية الموصلة تحت الجلد والتي يتم عمل فتحه لها من ٣ الى ٥ سم ويتم وضع البطارية، ثم يتم ادخال السلك بطريقة معينة حتي يتم الوصول للجهة اليمني من القلب، ويزرع رأس السلك غالبا في البطين الأيمن ونبدأ في برمجة الجهاز، ثم نتأكد من أن الجهاز يعطي نبضة صحيحة للقلب والقلب يستجيب لها، فبهذه الطريقة يتم تشغيل القلب من الخارج، ويصبح شيء دائم ويعتمد القلب على هذا الجهاز.

من أين تأتي الطاقة لهذا الجهاز؟

هذا الجهاز نفسه عبارة عن بطارية، فالآن هذه البطاريات مصنعة بحيث أنها تستمر لفترة طويلة جدا تصل لمدة ١٥ أو ١٧ سنة حسب تقدم الجهاز، وبعد هذه العملية يوجد هناك فحص دوري على الأقل كل ٦ أشهر للتأكد من سلامته، والمميز في هذه البطاريات أنها متطورة جدا حيث نستطيع معرفة مدي عمر البطارية وما الوقت المتبقي، ويمكن معرفة قبل أن يحدث تباطؤ أو خلل بفترة.

هل تعتبر هذه العملية شائعة؟

أردف “د. رائد” أن هذه العملية منتشرة بشكل كبير وهي قديمة، ولكن مع تطور التكنولوجيا تصبح هذه المنظمات أفضل وأذكي، حيث تعيش البطارية لفترات أطول، كما أن المنظم أصبح يكتشف ان كان هناك خلل في القلب، فهو يقوم بتسجيل كل الضربات التي مر بها القلب اثناء اليقظة أو النوم على فترات وسنين، والآن يوجد جهاز ارسال يلتقط قراءات الجهاز ويمكن ارسالها للطبيب المعالج لمعرفة لحظة حدوث الخلل، فبذلك يكون المريض تحت المراقبة ٢٤ ساعة وتحت الرسائل المباشرة من الجهاز.

وأضاف أن هذا الجهاز يتم برمجته خاصة لمن بعمر الشباب والذي يريد بذل طاقة معينة، لذلك يجب برمجة الجهاز حتي يتناسب ويتناسق مع المجهود الذي يبذله الإنسان، فبالتالي إذا مارس الشخص الرياضة وزاد النفس يزيد الجهاز في ضربات القلب، فبالتالي يكون متناسق جدا.

كما أن الآن أصبح هناك منظمات قلب متطورة جدا بحيث تتكون من قطب أو اثنين أو ثلاثة، فمن يعاني مثلا من قصور في عضلة القلب يمكن لهذا الجهاز اعادة التناسق في عضلة القلب بحيث أن ترجع للنبض بشكل جيد لهذا يسمي جهاز منظم ومنسق، ويوجد أيضا حارس للقلب فهناك بعض الناس يوجد لديهم ارتجاف بطيني فبالتالي هذا الجهاز يكون موجود بحيث أنه يعطي الصدمة الكهربائية، ويكون مبرمجا بحيث أنه يقرأ عند بداية وجود خلل في القلب فهو يعالجه بنفس التسارع، ويحاكي القلب كهربائيا بحيث يستطيع تعديله وتهدئة ضربات القلب حتي لا تتسارع وتكون قاتلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top