ما هو مرض السل وطرق انتقاله

تمت الكتابة بواسطة:

السل ، أمراض الجهاز التنفسي ، الربو ، ضيق التنفس

يعتبر مرض السل من أقدم الأمراض التي عرفها التاريخ، وكان الأردن في طريقه للانتهاء من مرض السل ولكن بسبب الازدياد المفاجئ في عدد السكان الوافدين أصبح الأردن يشاهد عدد أكبر من الحالات التي تعاني من مرض السل، هذا ما سنعرفه مع الدكتورة / ناديا اسماعيل أبو صبرة – خبيرة بمض السل وأخصائية طب المجتمع

كيف كان الأردن على وشك الانتهاء من السل؟

حسب تقارير مديرية الأمراض الصدرية وصحة الوافدين تم اكتشاف 495 حالة عام 2015 وكانت نسبة حدوث الحالات سنويا حوالي 4,75 أي أقل من خمس إصابات لكل 100 ألف من السكان، وتعتبر هذه النسبة نسبة منخفضة مقارنة بجيران الأردن من الدول مثل مصر التي وصلت فيها لنسبة إلى 15  لكل مائة ألف من السكان إلى سوريا 16 لكل مائة ألف من السكان وكانت نسبة انتشار المرض 7.3  لكل مائة ألف من السكان وهي نسبة منخفضة بالنسبة لباقي دول إقليم شرق المتوسط حيث كانت الأردن قبل 2011 على خطى الاشتراك مع دول الخليج في مبادرة إنهاء السل أي حالة واحدة لكل مائة ألف من السكان ولكن تم تأجيل تلك المبادرة للهجرة الكبيرة الأردنيين إلى جانب الزيادة الكبيرة للوافدين غير الأردنيين من السوريين وغيرهم  لحين أخذ الإجراءات اللازمة للبدء في مبادرة التخلص من السل.

وتابعت الدكتورة ” ناديا “: تشير التقارير إلى وجود 278 حالة من السل بين الوافدين إلى الأردن من بلاد فيها نسبة عالية مثل دول جنوب شرق آسيا. بالرغم من الإجراءات الحاسمة من وزارة الصحة بأنه لابد من عمل فحوصات للوافد في بلده المنشأ لتأكد من خلوه من مرض السل إلى جانب الفحص التأكيدي في الأردن عند وفود الشخص الخارجي كما يتم ترحيل الوافد غلى بلده في حالة إصابته بمرض السل عند قدومه للأردن مع أنه سنويا يجرى الفحص عند تجديد الإقامة للكشف عن هذا المرض أو تلك الجرثومة المسببة له.

ما هو مرض السل؟

يعتبر مرض السل هو مرض ساري مرضي تسببه جرثومة السل التي تم اكتشافها عام 1882. ويصيب هذا المرض الرئتين في أغلب الحالات ويمكن لأي عضو آخر في الجسم أن يصاب بهذا المرض الذي وصل للمومياء المصرية والهياكل الفارسية مما يدل على أن البشرية عانت من هذا المرض منذ أكثر من 4000 قبل الميلاد.

وبالرغم من وجود العلاج لمرض السل إلا أن الجهود باءت بالفشل للحد منه حتى الآن عالميا.

وتابعت الدكتورة ” ناديا “: يعتبر السل مرضا قديما تم عودته للبشرية بسبب عدم اهتمام الحكومات بهذا المرض وقلة التمويل للمكافحة إلى جانب ظهور السلالات المقاومة للأدوية المعالجة للمرض والتي تسمى أدوية الخط الأول حيث أن أدوية السل تمتد لفترة تتراوح بين 6 و 8 أشهر والذي يجعل مريض السل يترك علاجه مما يتسبب في ظهور تلك الجراثيم المقاومة بالإضافة إلى كثرة التنقلات والحروب والهجرة التي أدت إلى زيادة أعداد السكان مما أدي إلى الفقر والجوع وسوء التغذية وسوء المسكن الصحي وغيرها من العوامل المساعدة على ظهور مرض السل وزيادة حالاته بشكل كبير.

أدى انتشار الإيدز كذلك إلى انتشار وزيادة عدد حالات السل في العالم حيث أنه كان في انخفاض حتى الثمانينات في العالم ولكن مع انتشار مرض نقص المناعة المكتسب أو الإيدز أدى إلى انتشار وزيادة حالات السل.

ما هي طرق انتقال مرض السل؟

يمكن انتقال السل مباشرة عن طريق الهواء لذلك فالكل معرض للإصابة بالسل عن طريق الجهاز التنفسي كما يمكن أن يصاب الشخص من غيره نتيجة السعال أو العطس وكما كانت المخالطة بين الشخص المصاب والسليم أكثر وعدد الساعات أطول كلما انتقل المرض بسرعة.

وأردفت خبيرة السل ” نادا اسماعيل “: لحسن الحظ فإن السل عند الأطفال يعتبر غير معدي لأنه يسمى في هذه الحالة السل الأوَّلي الذي يكون عادة في الغدد اللمفاوية ولكن يمكن الخوف على الأطفال من الأشخاص الكبار الذين يحملون السل وعلى قرب كبير منهم.

تختلف أعراض السل حسب نوع الجزء المصاب حيث أن السل الرئوي يعتبر من أهم أعراضه هو السعال المستمر لمدة أسبوعين بالإضافة إلى ألم في الصدر وصعوبة بالتنفس والتعب عند القيام مع ارتفاع درجة حرارة الجسم والتعرق الليلي الغزير وفقدان الشهية والوزن.

أما السل خارج الرئة فقد يكون من أعراضه تورم في الغدد اللمفاوية أو وجود دمل أو خراج في الغدد.

وفي حالة الإصابة بالسل في الكُلى فيكون المريض فيه يعاني من التهاب بولية متكررة.

يقع على وزارة الصحة العاتق الأكبر في تشخيص مرض السل حيث أن كل شخص يعاني من السعال المستمر يجب عمل الفحوصات المخبرية والشعاعية إلى جانب التشخيص السريع خلال ساعتين لمرض السل.

أما عن علاج السل، يمكن القول بأن السل مرض قابل للعلاج بشرط الانتظام في تناول العلاج  بشكل منضبط وتحت سياسة الضبط من وزارة الصحة ويجب هنا الإشارة إلى دور جمعية مكافحة السل في مراقبة ومتابعة مرضى السل في الإشراف على العلاج مع إعطاء النصائح والإرشادات لهم، كما يجب التنويه إلى أن علاج السل من وزارة الصحة يُعطى بالمجان.

وأخيرا، يجب فحص المخالطين من الناس حيث يمكن اكتشاف المرض بينهم كما يجب تناول الأطفال لتطعيم pcg للوقاية من السل ولحمايتهم من الوفاة مثل السل الدُّخني الذي يصيب الرئتين إلى جانب سل السحايا إلى جانب الالتزام بالعلاج الوقائي للفئات المناسبة مع ضرورة وأهمية الكشف المبكر عن ظهور أعراض السل السابق ذكرها.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: